• ×
الجمعة 17 شوال 1445
الكاتبة : نورة يوسف

عقيدتنا براء من هذه الدماء

الكاتبة : نورة يوسف

 0  0  744
عقيدتنا براء من هذه الدماء

كمٌّ من الأسئلة تستحث التفكر ولن تلثمها إجابة إن كانت العقائد بور !!

نعم جميعنا مسلمون وفرقتنا المذاهب والطوائف لكن لنتأمل قليلاً ما هو دين هذه الدماء التي تراق من حينٍ لآخر وما هويتها حين يُقضى نحبها بمعية الشهادتين ؟ أو بين ركعة وسجدتين ؟ بل هل هذا الذبح والتفجير والإزهاق سيجمع شتات إسلامنا وأمتنا من جديد ؟

هل هذا الإرهاب الذي يستهدف المساجد أحياناً بما فيها ممن لا حول ولا حيلة له من أطفال وشيوخ سيعيد لُحمة المسلمين واجتماع صفهم ؟

أم قتل المجندين لخدمة الأديان والأوطان وإزهاق الأرواح الموحدة بلا ذنب أو جريمة سيكون سبيلاً لرضى الله أو لطوبى جنته ؟

حين ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة " هل قال قاتلوا تلك الفرق أو عذبوهم أم ترك أمر حسابهم لله ؟

بل إنه أنكر على أسامة بن زيد حين قتل رجلاً بعد أن نطق الشهادتين : أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟

والله تعالى يقول أيضاً في محكم كتابه :"يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا " فأين من يقتل بهذه الهمجية والجهالة عن ذلك ؟

وكيف تبينوا أن أولئك المستهدفين على ضلال يستحقون به القتل ؟

"أفلا شققتَ عن قلبه " هكذا كان رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أسامة تأنيباً وتوبيخاً وإنكاراً.

وهو صلى الله عليه وسلم كان يعرف المنافقين وهم من عادوا الإسلام والمسلمين وتربصوا بهم بل كان يحصيهم عداً وفرداً فهل قاتلهم ؟

فمن أقام أركان الإسلام أسلم ، ومن أسلم فقد عصم دمه وماله إلا بحقها فكيف يهدر دمه ويستباح ؟

ثم أنه وهذا الأهم أننا ما رأينا من هؤلاء الفدائيين من نصب نفسه على ثغور الأوطان والأديان حيث يقف جندي أمام آخر وقفة رجل لرجل ؟! لم كُرسَّ الجهد والجهاد على المدنيين العزل والأطفال والشيوخ ومن رابط لخدمة وطنه في وطنه؟

ثم لِمَ اختيرت المساجد بحرمتها وقدسيتها لإراقة دماء عمّارها ؟

لربما منهم والعالم ، والعابد ، والتائب ومن أقسم على الله لأبرّه !!

ديننا الإسلامي اعتقاد وقول وعمل ، فما تعتقده وتربط عليه قلبك هو ما سيُملى على بقية الجوارح أمراً نافذاً .

لذا كان من صلاح القلب سلامة المعتقد وهذا ما لا يتأتى إلا بالإيمان الصحيح الكامل وهو ما يفقده أولئك المغرر بهم حين يُملَى عليهم ديناً من تلك العقائد التكفيرية الضالة المتطرفة !

فكل من غررت بهم بعقائد التكفير جاؤوها بعقول فارغة فملأتها بضلالتها ،

نجدهم في أغلب الأحوال إن لم تكن جميعها شباب في مقتبل العمر وصغار في السن لربما ما علموا من أمر دينهم وعقيدتهم شي غير ما تشربته عقولهم من تلك الأفكار والعقائد , فكانوا كالكؤوس الفارغة المهملة لا تمنع من يملؤها أنى ملأها !!

وفي الحقيقة تلك العقول التي شذّت وتطرفت وتجندت للتضحية بحياتها نحن كأمة " أباء وأمهات ومعلمين ومعلمات ومربيين ومربيات وعلماء وفقهاء " من فرطنا فيها وقدمناها لقمة سائغة لمن نهشها ونهش بها ! حين تركناها عرضة لأولئك ، دون تعليم وتفقيه وتبصير ،

في زمن يتنافس فيه أرباب الأهواء والأدواء بالظفر بالأدمغة المتصلة عبر الشبكات والمواقع .

ويبقى السؤال هنا أين علماءنا وفقهاءنا من كل ذلك ؟

وأين هم من أبنائهم وشباب أمتهم ؟

على عاتقهم تقع مسؤولية التعليم والنصح والإرشاد وتصحيح المعتقدات والرد على ما يتداوله دعاة التكفير .

فليلزموا المنابر و وسائل الإعلام والتواصل والصحف ، ليفتوا ، ويعلموا ، وينصحوا ، ويصححوا .

من ننتظر للأخذ بأيدي أبناءنا وشبابنا قبل أن يذهبوا ضحية للضلال والافتراق ؟

أليس الدين النصيحة ، ومن رأى منكراً فليغيره بيده ، أو لسانه ؟

أم أننا سنظل في ضعف الإيمان بأضعفه ؟

الكاتبة : نورة يوسف

تويترnorah_yosef

انستقرام : norah_yosef1