• ×
الجمعة 10 شوال 1445

المعارضة السورية تخشى فشل مهمة المراقبين العرب

المعارضة السورية تخشى فشل مهمة المراقبين العرب
بواسطة fahadalawad 06-02-1433 11:27 مساءً 487 زيارات
ثقة : بيروت ( رويترز )   قال نشطاء اليوم ان المعارضة السورية متشائمة بشأن فرص نجاح فريق مراقبي الجامعة العربية الذي يزور سوريا حاليا في وقف حملة الرئيس بشار الاسد المستمرة منذ تسعة أشهر على الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وأضاف النشطاء أنه لا توجد ثقة كبيرة في قدرة فريق صغير من المراقبين في تحقيق انسحاب للقوات المسلحة من معظم المدن المضطربة في سوريا مما يفتح الطريق أمام تغيير سلمي.
ويخشى بعض النشطاء من انزلاق البلاد الى حرب أهلية اذا فشلت مهمة المراقبين العرب. وتوقع زعيم معارض في المنفى أن تضطر الامم المتحدة الى التدخل.
وقال ناشط يدعى زياد من حي دوما بريف دمشق والتي أصبحت مركزا للاحتجاجات "لا نعرف ماذا نفعل. لكننا نعرف أنه لا الاسد ولا نظامه سيعطينا ما نريد." وتابع متسائلا "لماذا يتعين علينا الانتظار كي يساعدوننا.
"الاسد يريد أن نشهر أسلحتنا وأن نتقاتل ويدفعنا في هذا الاتجاه كل يوم. نريد من المراقبين أن يساعدوننا للتوصل الى حل لكن ذلك لن يحدث."
وقال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض المقيم في باريس ان بعثة الجامعة العربية مصيرها الفشل.
وقال غليون لتلفزيون الجزيرة "اذا فشل النظام في تلبية الالتزامات التي أخذها على عاتقه فليس هناك حل اخر سوى الذهاب الى مجلس الامن... احنا ماشيين (نحن في طريقنا) الى مجلس الامن."
وأضاف "كما رأيت اليوم النظام لا يزال يستخدم القناصة ولا يزال يستخدم الشبيحة ولا يزال يمنع الشعب من التظاهر في الساحات العامة."
ويضغط غليون من أجل تدخل دولي أكبر على الرغم من حقيقة أن الغرب يواجه معارضة من قبل روسيا والصين في مجلس الامن التابع للامم المتحدة في هذه القضية الرئيسية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا وهو شبكة للنشطاء تقوم بتوثيق أعمال العنف للاسماء والملابسات ان قوات الامن قتلت 27 مدنيا يوم الجمعة بالرغم من وجود المراقبين وهم على ما يبدو بمثابة قوة رادعة للجيش في بعض الاماكن.
وأضاف المرصد أن خمسة من أفراد قوات الامن لاقوا حتفهم ايضا في اطلاق رصاص في مدينة حمص المضطربة حيث ينشط أفراد من الجيش السوري الحر المكون من منشقين عن الجيش السوري الذين أقاموا مناطق مغلقة لحماية المناطق التي تتواجد فيها المعارضة.
ويخشى بعض السوريين من انه اذا لم يوافق الاسد على تغيير سلمي فان استمرار العنف سيشعل حربا طائفية بين الاغلبية السنية التي تدعم التمرد والاقليات ومن بينها الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الاسد والتي لا تريد تغييرا للنظام.
ووقع الاسد (46 عاما) على خطة وضعتها الجامعة العربية لسحب قواته واسلحته الثقيلة على نحو يمكن التحقق منه من بلدات ومدن سورية تشهد احتجاجات وتحاول قواته سحقها منذ مارس اذار.
وخرج مئات الالاف الى الشوارع للاحتجاج في المدن الكبرى يوم الجمعة على أمل أن يردع وجود مراقبي الجامعة العربية الجيش عن استخدام الذخيرة الحية أمام أعين العالم.
وقال زياد "الجيش لم يهاجم الناس بمجرد وصول المراقبين.
"الجيش أخفى أسلحته وكانوا يمنعون الناس برشقهم بالحجارة. لم نشاهدهم يفعلون ذلك منذ ستة أو سبعة أشهر. بل رأيناهم يركضون هربا."
وأشارت الوكالة العربية السورية للانباء وهي وكالة الانباء الرسمية في تقارير مطولة الى خروج مظاهرات حاشدة تأييدا للاسد وضد "المؤامراة التي يتعرض لها الوطن."
وأضافت أن المتظاهرين أدانوا "جميع الضغوط والحملات المغرضة التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار سوريا" ودعوا الى "كشف كذب وافتراءات الفضائيات الاعلامية المضللة ودورها في اراقة دماء السوريين عبر حملاتها التحريضية المغرضة."
وذكرت الوكالة أن التجمعات الحاشدة في منطقة دمشق شاركت في رفع واضاءة "شجرة وطن" المزينة بصور "الشهداء" من الجيش والشرطة.
وأدت بعثة الجامعة العربية التي بدأت مهمتها يوم الاثنين الى تنشيط المحتجين في الوقت الذي أثارت فيه تشككا في الدول الغربية.
وقال ناشط اسمه ابو خالد بالتليفون من مدينة ادلب بشمال سوريا "اننا مصممون على ان نريهم (المراقبين) اننا موجودون. ليس مهما وجود اراقة دماء من عدمه."
وعرض شريط مصور لاحد الهواة من ادلب مراقبين يرتدون قبعات بيسبول بيضاء وسترات صفراء يسيرون وسط حشود من المحتجين. واندفع البعض نحو المراقبين محاولا اسماع صوته وسط الالاف الذين كانوا يهتفون "الشعب يريد تحرير البلاد."
وتشير تقديرات للامم المتحدة الى أن أكثر من خمسة الاف شخص قتلوا منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في سوريا في مارس اذار وقتل معظمهم بالرصاص خلال احتجاجات سلمية مناهضة للحكومة لكن كثيرين اخرين قتلوا في هجمات شنها منشقون وفي أعمال دفاع عن النفس.
وفي مدينة حماة وهي مدينة لها تاريخ من التمرد والقمع الوحشي أظهرت لقطات فيديو محتجين يفرون من الشوارع الرئيسية يوم الجمعة مع سماع دوي نيران أسلحة ثقيلة في الخلفية. وفي أحد المقاطع المصورة اندفع عدد قليل من الرجال عائدين وسط دوي اطلاق النيران لحمل رجل سقط في الشارع.
وفي حي دوما بدمشق حيث يقيم زياد حمل المحتجون رجلا مزقت ساقه بقنابل مسامير حسب وصف المحتجين.
وقوبلت البعثة العربية بتشكك كبير من البداية بسبب تشكيلها وقلة عدد مراقبيها واعتمادها على وسائل النقل الحكومية.
وقالت الامم المتحدة الجمعة ان من المهم "الحفاظ التام على استقلال وحيادية" البعثة.
وحث المتحدث باسم المنظمة مارتن نسيركي الجامعة العربية على "اتخاذ كل الخطوات الممكنة لضمان ان تتمكن بعثة المراقبة التابعة لها من انجاز تفويضها وفقا لمعايير القانون الدولي لحقوق الانسان." واضاف أن الامم المتحدة مستعدة لتوفير تدريب لمراقبي الجامعة بشأن مراقبة حقوق الانسان.
وقال عدنان الخضير رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة العربية الى سوريا في القاهرة انه تأجل وصول مجموعة تضم 22 مراقبا عراقيا كان من المقرر أن تصل الى سوريا يوم الجمعة وأنهم سيصلون في منتصف الاسبوع مع مجموعة أخرى من دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف أن البعثة ستقدم تقريرا أسبوعيا يقيم عمل البعثة خلال الاسبوع مشيرا الى أن البعثة لم تكمل بعد أول أسبوع عمل في سوريا.
وقال نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية في بداية عمل البعثة ان الامر يحتاج الى أسبوع واحد فقط وليس شهرا لمعرفة ما اذا كان الاسد يفي بوعوده.
وقال قائد الجيش السوري الحر لرويترز يوم الجمعة انه أصدر أمرا لضباطه بوقف كافة العمليات الهجومية اثناء محاولته ترتيب اجتماع مع المراقبين. لكنه قال في مقابلة نشرتها احدى الصحف يوم السبت اذا لم تكن البعثة العربية تعمل باحتراف فان قواته ستستأنف عملياتها الدفاعية.