• ×
الجمعة 19 رمضان 1445

ضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة

«الجنادرية».. تظاهرة عربية.. ناقشت قضايانا «المعاصرة».. برؤية عالمية

«الجنادرية».. تظاهرة عربية.. ناقشت قضايانا «المعاصرة».. برؤية عالمية
بواسطة fahadalawad 03-06-1434 04:42 صباحاً 910 زيارات
ثقة ج متابعات:  أشاد عدد من ضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" في دورتها الثامنة والعشرين، ما تحقق للمهرجان من نجاحات متواصلة، تتكىء على تراكم من الرعاية الكريمة من قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الذي أولى المهرجان اهتمامه ودعمه ورعايته الكريمة.. مؤكدين ما أصبح يمثله المهرجان من حضور متميز تجاوز البعد العربي إلى البعد الدولي، في رؤية متفردة جمعت أصالة التراث ثقافة الموروث، وتتبعت في كل دورة عبر برنامجها الثقافي القضايا المعاصرة محليا وعربيا ودوليا.

يقول الدكتور شو تشنغ فوخ: من خلال تعرفي على الجنادرية في هذه الدورة، فقد وجدت ما أدهشني، عبر مشاركتنا بجناح الصين لكوننا ضيف شرف المهرجان هذا العام، مما جعلني أتعرف عن قرب على الموروثات والمعروضات السعودية بجميع مناطقها التي تعكس إرثا تاريخيا عميقا، وهذا مما يثمن معرفيا وحضاريا للقيادة السعودية، اذ أن المواطن السعودي اليوم يعيش حياة عصرية، إلا أن قيادته على يقين بأن الماضي تاريخ لا يمكن إهمال جوانبه المختلفة.

حوار المذاهب.. تحولات ما بعد النفط.. حروب المياه.. مستقبل المبادرات الإقليمية.. وقضايا الشباب.. أبرز مقترحات الدورة القادمة

وعن البرنامج الثقافي قال فوخ: كان فيما شهدته في ندوات البرنامج الثقافي ما يبهج ويسر، لما تم من حوار متبادل حول قضايا معاصرة، ومستقبلية جاء منها الصين وآفاق العلاقات العربية، التي تناولنا فيها مع أصدقائنا العرب وفي المملكة جوانب هامة من علاقتنا المستقبلية.. واصفا موضوعات البرنامج في هذه الدورة لما حملته من تنوع وقضايا فكرية مختلفة تشكل اهتماما عربيا وعالميا أيضا - متمنيا في ختام حديثه أن يناقش البرنامج الثقافي للجنادرية في دورته القادمة، إلى التركيز على حوار الحضارات والأديان، ودعوة المزيد إليها من مختلف أنحاء العالم تعزيزا لمبادرة خادم الحرمين الشريفين.

أما غريد الشيخ من لبنان، فقد اعتبرت الجنادرية تظاهرة ثقافية لها تفردها الخاص بين سائر المهرجانات الثقافية الأخرى في البلدان العربية، عطفا على ما تحقق للمهرجان من مسيرة النجاح التي قاربت ثلاثة عقود من التألق، والحضور الثقافي الذي يناقش برحابة مختلف همومنا العربية بمختلف مستوياتها، وجوانبها المعاصرة مما جعل من المهرجان متكاملا في تعامله مع الموروث خاصة والثقافة عامة.

وقالت غريد: جمال المهرجان من الناحية الثقافية، انه جمع المثقفين من مختلف أقطار العالم العربي، إلى جانب الحضور العالمي الذي تحظى به فعاليات المهرجان الثقافية من ندوات ضمت عناوين وأطروحات، إلى جانب ما مثلته الندوات من طابع حواري ورحابة في تقديم الموضوعات وفضاء متسع لمختلف الآراء التي تعرض للنقاش، مما انعكس على التواصل الفكري للمنتدين بطريقة يندر حضورها في مهرجان آخر.. مختتمة حديثها باقتراح متابعة ما يطرح من أفكار ورؤى حول الموضوعات التي تناولتها الندوات، إلى جانب طرح أدب الطفل، وإشراك موضوعات الشباب ضمن برنامج الدورة القادمة.. والإعلان عن مسابقة خاصة باللغة العربية بأسلوب مختلف لكونها وعاء ثقافتنا وجوهر هويتنا العربية.

من جانب أكد الدكتور رشيد الخيون من العراق، أن أي فعل ثقافي يقوم سنويا، تكون له تراكمية لا نتصور مع تراكميتها أنه قد يقبل للخطأ، وخاصة في ظل نجاحاتها المتتالية، وعطفا على ما يحظى به مهرجان الجنادرية من رعاية واهتمام ودعم منحته الكثير من الإيجابيات، فلقد عاصرت مهرجان الجنادرية من دورته لعام 2010م وذلك من دورته "اليوبيلية" التي مثلت خمسة وعشرين عاما من تواصل فعاليات المهرجان.

ومضى د. الخيون قائلا: لأول مرة أشاهد ندوات ثقافية مباشرة، تطرح فيها الآراء برحابة للمحاورة والمناقشة وسماع آراء متعددة، فقد تعودت كغيري طرح رأي ومناقشته مع الآخرين دونما تحفظ دونما حرج، مما يجعل من المهرجان ملتقى حواريا لأبرز قضايانا العربية بمختلف موضوعاتها.

كما أكد الخيون من خلال تجربته الشخصية، أن البرنامج الثقافي استطاع أن يفرز علاقات ثقافية إيجابية بين مختلف المنتدين والمداخلين، الذين تقارب المئات منهم في كل دورة من خلال معرفتهم بما قال الآخر وما كتب وما يتبناه من فكر وتصورات، مما خلق نتاجا فكريا مباشرا عبر علاقات من جسور التلاقي التي أوجدتها الجنادرية.. مختتما حديثه بأن البرنامج الثقافي في تطور متنام وصل معها المهرجان إلى مناقشة الإسلام السياسي.. متمنيا أن تناقش الجنادرية في دورتها القادمة، أن يناقش الحوار بين الأديان من الداخل، من خلال الحوار بين المذاهب، لكون الحوار مع الأديان حوارا من الخارج، لأن الاهتمام بالقضايا الداخلية أيضا لا يعني عدم الاهتمام بالعلاقات الخارجية، إلا بعد الانسجام التام الداخلي والفروغ من الداخلية، إلى جانب الحاجة - أحيانا - إلى التدرج في الحوار، وذلك من خلال الحوار مع أطياف البلد الواحد، ثم الحوار مع شعب آخر.

كما وصفت الشاعرة مناهل شاهر العساف من الأردن، أن الجنادرية تمثل مهرجانا ثقافيا أصيلا، جمع إلى جانب التراث المبدعين من مفكرين وكتاب وشعراء، مشيدة بتجربة الإيوان الثقافي التي وصفتها بأنها جمعت شعراء من مختلف البلدان العربية، مما يثير حالة من الاستفزاز الشعري، الذي قلما يجتمع في مهرجان عربي آخر.

وعن تعرفها إلى مهرجان الجنادرية قالت مناهل: تشهد ثقافة الشعوب عالميا حالة أشبه بالذوبان في الفضاء التكنولوجي الذي أفرزته الثورة الرقمية التي بدورها أثرت على ثقافتنا العربية بشكل واضع عبر التسارع الرقمي، الأمر الذي يزيد من أهمية مهرجان الجنادرية وأمثاله من المهرجانات التي تستهدف المحافظة على أصالتنا وتراثنا وهويتنا الثقافية.. متمنية في ختام حديثها أن يطرح برنامج المهرجان الثقافي في دورته القادمة موضوع قضايا الشعر في الوطن العربي، والتجارب الإبداعية العربية والآخر،

أما أحمد الوافي من موريتانيا، فقد ذكر بأن زيارته للجنادرية في دورتها الحالية تعد الثانية، بعد أن زار المهرجان قبل اثني عشر عاما، الأمر الذي وجد من خلال هذه الفترة الزمنية تألقا متواصلا، وحضورا فاعلا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة.

وقال الوافي: نحن بحاجة من خلال البرنامج الثقافي الذي يقام في الجنادرية إلى طرح المزيد من أسئلتنا العربية المعقدة، بعيدا عن البحث عن إجابات تكشف لنا الحلول النهائية لما يجد في قضايانا، وإنما يكفي أن نطرح أسئلة نستشرف حولها العديد من التصورات التي ربما وجدنا لها إجابات مختلفة، وخاصة عندما تكون أطروحاتنا في حدود الممكن الذي يأخذ بالمرحلة نحو مستقبل أكثر تفاؤلا، إذ تظل بعض الأسئلة عالقة بمرحلتها التي ربما لا تتجاوز أحيانا في تأثيرها سوى رمي لحجر في مياه راكدة ربما ضاقت بكثرته يوما ففاضت وجرت.

ومضى الوافي في حديثه عن مداولات القضايا التي يتناولها البرنامج الثقافي بأن البحث عن إجابات لها يعد مطلبا تجاه العديد من قضايانا المصيرية المشتركة، التي لا تقبل تأجيلا، ولا يمكن لها أن تتنظر سؤالا، لكون هذه الإجابات باتت تحتم علينا أنها مطالب ملحة أكثر من مجرد طرح الأسئلة، وخاصة في ظل ما يشهده العالم العربي من متغيرات، لما نكاد نشهده من ملامح تتشكل حولنا من قوى سياسية، وهيمنة ثقافية وتكنولوجية واقتصادية وإعلام تحول إلى سلطة عسكرية.

وختم الوافي حديثه عن القضايا التي يتمنى أن تناقشها الجنادرية في دورتها التاسعة والعشرين، بأن يكون على قائمتها، سلطة الإعلام الآخر على المجتمعات العربية، والعلاقة مع مراكز القوى المتغيرة في العالم، والقوى الناعمة ودورها في علاقاتنا العربية مع القوى العظمى العالمية.

من جانبه عبر إسماعيل سليمان من الأردن، عن شكره للمملكة العربية السعودية قيادة وشعبا، مشيرا إلى أنه رغم أنها المرة الأولى لزيارته للجنادرية، إلا أنه أكد على أن المهرجان فاق كل تصوراته، مما وجده خلال فعالياته من التقاء الموروث الأصيل بالثقافة، والقضايا العربية والعالمية التي يجتمع إليها المنتدون من أقطار عربية وعالمية، مما يتيح التقاء بمثقفين من دول عربية، ويتيح لك اللقاء بآخرين لم يسبق ان التقيتهم من قبل.

وعن فعاليات البرنامج الثقافي قال إسماعيل: الندوات التي دارت في المهرجان، أجد أنها قضايا جاءت على درجة من الأهمية لإذكاء الفكر العربي بوجه عام، لكونها تزيح اللثام عن العديد من القضايا المسكوت عنها، إلى جانب ما تشخصه ندوات البرنامج من ظواهر في حلقات حوارية تخرج عن النمطية وفي حدود المنطق، إضافة إلى مشاركة أصحاب الإبداعات وخاصة الشعراء في هذه الدورة، الذين زادوا من حضور القصيدة العربية في هذا المحفل. وعن قرية الجنادرية أكد أنها تتيح التعرف على موروثات الجزيرة العربية عبر خارطة المملكة، في مكان واحد.. مما ينقلك عبر موروثات مناطقها المختلفة. وختم إسماعيل حديثه متمنيا أن يناقش المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته القادمة، الدراسات النقدية، وأن يتيح عنونة للمهرجان الثقافي من خلال الأسماء الرائدة في مجال معرفي أو ثقافي أو إبداعي معين من خلال محاور رئيسية، إلى جانب مناقشة العديد من القضايا العربية العالقة التي يأتي في مقدمتها قضية الماء، وقضايا ما بعد النفط، والتصحر، وبدائل الطاقة، ومصير المبادرات العربية.