• ×
الجمعة 19 رمضان 1445

تجربة الأندية السعودية تقول: "من خرج من داره .. قلّ مقداره"

تجربة الأندية السعودية تقول: "من خرج من داره .. قلّ مقداره"
بواسطة fahadalawad 10-06-1434 07:31 مساءً 574 زيارات
ثقة ج متابعات: لا يسجل تاريخ الرياضة السعودية نجاحات كبيرة للاعبين النجوم الذين تركوا أنديتهم في خريف أعمارهم وانتقلوا لأندية منافسة، وهو ما يحاول قائد الاتحادالسابق ولاعب النصر الحالي محمد نور نفيه عن نفسه، والاقتداء بزميله الجديد حسين عبدالغني الذي يعتبر ظاهرة مختلفة في هذا الجانب .. وإن كان عبدالغني حتى الآن لم ينجح في قيادة النصر للفوز ببطولة واحدة على الأقل.

ويدون التاريخ سجلا طويلا من فشل النجوم المتنقلين والذين خسروا جماهيريتهم في ناديهم الأول ولم يحققوا الكثير مع ناديهم الجديد .. ويعرف النصراويون أكثر من غيرهم معنى هذا الفشل بعد أن تحولوا في السنوات الماضية لملجأ آمن للاعبين كبار السن.

فالنصراويون كانوا يتأملون كثيرا في طلال المشعل المنتقل من الاتحاد للنصر، ولكن الأخير فشل في إثبات نفسه حتى تم تنسيقه بعد موسمين فقط، ومثله هداف الأهلى الذي طواه النسيان الآن مالك معاذ .. ومعه لاعب وسط الهلال والشباب خالد عزيز .. وسبقهم فهد الغشيان المنتقل من الهلال للنصر وأحمد الدوخي المنتقل في خريف عمره من الاتحاد للنصر .. والحال نفسه مرّ به المهاجم مرزوق العتيبي الذي تنقل بين الاتحاد والنصر والوحدة وفشل في كلهم قبل أن ينتهي به المطاف في الوطني.

ويملك النصر تجربة غنية في هذا الجانب .. فحاول الاستفادة من نجوم الشباب فؤاد أنور وفهد المهلل وصالح الداود ولكنهم كانوا قد وصلوا لمرحلة لا يملكون فيها ما يقدمونه .. فانتهى بهم المطاف خارج الأسوار بعد موسمين فقط مع القريق الأصفر .. دون أن يحققوا شيئاً.

وحتى عبده عطيف المنتقل من الشباب للنصر مازال لاعبا عاديا في خط الوسط النصراوي، ولم يعد هو نفسه صانع اللعب الخطير الذي كان في الشباب .. فقط حسين عبدالغني الذي يقدم مستويات جيدة مع النصر على الرغم من كبر سنه .. إلا أن هذه المستويات لم تقد النصر للفوز ببطولة، حتى الآن.


قائمة من اللاعبين



ليس النصر فقط من يفشل الكبار فيه .. فالهلال لم يستفد كما يجب من هداف النصر سعد الحارثي .. ومع أن الأخير تذوق في الهلال طعم البطولات، إلا أنه مازال لاعبا احتياطيا .. وجرب الهلال أيضا فشل هداف الشباب السابق عبدالله الشيحان معه .. وهو حال لاعب وسط الشباب السابق عبدالعزيزالرزقان.
فيما أخفق الأهلي في الاستفادة من مدفعجي الهلال عبدالله الجمعان الذي لم يلعب معه سوى مباريات قليلة قبل أن يستغني عنه، ومن مدافع الاتحاد محمدالخليوي، الذي لم يطل المكوث في القلعة الخضراء.

أما الاتحاد فحاول أن يغيظ جاره اللدود الأهلي بخطف لاعبي وسطه الخطيرين خالد مسعد وخالد قهوجي .. بيد أن الاثنين فشلا في إثبات جدارتهما مع النادي الجديد فخسرا ماضيهما مع الأهلي ومستقبلهما مع الاتحاد ولم يعد أحد يتذكرهما الآن.

ويرجع الخبير في الطب النفسي الرياضي الدكتور صلاح السقا فشل اللاعبين الكبار في أنديتهم الجديدة لعوامل نفسية وبدنية .. ويقول: "علينا ألا نعمم ذلك على الكل حتى لا تكون قاعدة .. فهناك لاعبون نجحوا مع انديتهم الجديدة مثل حسين عبدالغني".. ويتابع :"ربما يكون السبب في عدم تحقيق اللاعب نفس ما كان يحققه في نادية السابق، هو كثرة الآمال التي توضع على عاتقه، مما يتسبب له في الكثير من الضغوط النفسية، إضافة الى ان اللاعب يكون في سن متقدمة وبالتالي لا يستطيع أن يقدم الأداء نفسه الذي كان يقدمه مع نادية الأول، ويفشل المدرب في توظيفه بالشكل المناسب وبمايتوافق مع قدراته البدنية .. ومتى ما كان اللاعب موقن بأن عليه أن يلعب بطريقة مختلفة تتناسب مع قدراته البدنية ويحافظ على نفسه بشكل مثالي فسيكون قادراً على العطاء لسنوات أطول، والأهم من ذلك أن يعرف المدرب كيف يوظفه داخل الملعب ولا يضغط عليه بأدوار فوق طاقته .. فللعمر أحكام ولا يمكن تجاوزها".

ويستطرد: "اللاعب ليس ماكينة، لا بد أن يعطي في كل ناد .. فهناك شيء اسمه التقدم في العمر .. وأحياناً الجمهور يتوقع من اللاعب الجديد، كل شيء، وهو لا يستطيع ذلك بحكم العمر، وهنا يفشل بشكل كبير لأنه لم يحقق التوقعات التي هي في الأساس أعلى من الممكن مع أن اللاعب كان يمكن أن يقدم بشكل أفضل لو تعامل معه المدرب كما يجب".

في المقابل فضل لاعبون نجوم كبار الانتهاء في أنديتهم على الرغم من قدرتهم على العطاء في أندية أخرى مفضلين أن تبقى صورتهم جيدة في الأذهان مثل أحمد جميل وحمزة أدريس وخالد التيماوي ونواف التمياط ومحيسن الجمعان وفهد الهريفي وقائمة طويلة قد يكون آخرها محمد الشلهوب الذي رفض عروضا مغرية محلية وخارجية وفضل البقاء في الهلال وختم حياته الرياضية فيه حتى ولو لم يلعب معه.