• ×
الجمعة 10 شوال 1445

بعد شيوع ظاهرة الكتب المتردية

النقاد يصفونها ب«غثاء النشر».. و«الحلّ» مرهون بوعي القارئ

النقاد يصفونها ب«غثاء النشر».. و«الحلّ» مرهون بوعي القارئ
بواسطة fahadalawad 15-06-1434 05:16 صباحاً 677 زيارات
ثقة ج متابعات: ظهرت في الآونة الأخيرة أعمال أدبية ليست ذات أثر في الساحة الثقافية، ينتهي بريقها بعد حفلة التوقيع المقامة لها وتنقطع صلتها بعد أول خبر عنها في إحدى الصحف، ويعود مؤلفها إلى كتابة عمل أدبي آخر في العام التالي ظناً منه أنه يسهم في إعلاء الشأن الثقافي في الوطن، إلا أن هذا المؤلف لا يحمل ملامح الصمود، فلا لون له ولا رائحة ناهيك أنه يأتي بلا نكهة، لذلك تمر هذا المؤلفات دونما اهتمام كأنما لم توجد أصلاً.

لأنها لم تفِ بشروط الكتابة الفنية أو تلامس مكامن الإبداع وهنا أذكر مقولة للشاعر الكبير سليمان العيسى يقول فيها: العلة ليست في الكلمة الجميلة القادرة التي تتجه إلى السامعين لتهزهم، وتصل إلى أعماقهم، وإنما العلة كل العلة في الكلمة الرديئة الهزيلة التي لا تستطيع أن تفعل شيئاً مهما علت نبرتها أو خفتت والتي ليست من الفن ولا من الشعر في شيء.

تُرى هل هذه الأعمال كفيلة بإبراز منجزنا الثقافي أمام الآخرين؟ ثم هل ستكون إرثاً في قادم الأيام؟ فتكون نواة لبحث علمي أو رسالة أكاديمية؟ أزعم أننا أمام فوضى ثقافية لا طفرة ثقافية تنذر بتسيد هذه الأعمال الخديجة بما تحمله من تخريف وحشو وهرطقات، والمشكلة العظمى أن بعض المؤسسات الثقافية والمراكز الأدبية دون أن تعلم تساهم في بثها في الساحة الثقافية فتتشدق أنها تعرض كل أعمالها إلى لجنة تحكيم لتسويغ نشرها بين الناس.

أما من أحد يتصدى لهذا العبث الأدبي الذي طال القصة والرواية والشعر والدرس النقدي؟

في مطلع هذا الاستطلاع تحدث الناقد المعروف الدكتور عالي بن سرحان القرشي لكونه صاحب تجربة طويلة وغزيرة مع التأليف في مسار النقد فقال: معرض الرياض الدولي للكتاب تظاهرة ثقافية واضحة بل أصبح هذا المعرض في الرياض قبلة لكثير من المهتمين سواء كانوا من القراء أو المتابعين للمشهد الثقافي وحركة التأليف وكذلك حركة تحقيق التراث العربي وكذلك الناشرين، ذلك لأن من خلال ما رأيته في عدة مرات من هذا المعرض هو القوة الشرائية والتسويقية للكتاب في المملكة، فهي قوة جاذبة للناشرين ومحققة لطموحاتهم هذا الأمر أدى إلى انفتاح الناشرين على التأليف في المملكة خاصة تلك المؤلفات المرتبطة بقضايا ساخنة وقضايا لها حضورها الإعلامي، فنجد أن هذه المؤلفات حول هذه القضايا تتعدد لدرجة أن هذا التعدد يحجب أحياناً كثيرة القارئ عن المتميز في هذه المؤلفات وهذا جانب.

الجانب الآخر أن هناك جواذب منها التأليف عن الشخصيات والسيرة الذاتية والرواية التي تتناول المسكوت عنه والمؤلفات التي تتناول الأمور المستجدة في النظريات الجديدة سواء نظريات نقدية أو اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية فتجد دور النشر تعتمد على جاذبية الناس وعلى تقبل هذا الجديد مع أن غالب المؤلفات مرآة لمؤلفات أخرى ونسخ مكررة منها بل أن الأمر أحياناً يؤول إلى أن يكرر المؤلف ذاته، كما نجد بعض هذه الدور تنشر مؤلفات لمؤلف واحد وتلمس أن هذا المؤلف ما يقوله في هذا الكتاب يتكرر في كتابه الآخر وعلى الرغم من هذه السلبيات فإن ارتفاع كم التأليف ليس مؤشر ضعف ثقافي، ولكنه محفز لأن يبحث القارئ عن الجديد المتميز ويطرد المكرر والمستهلك ومسودات الكتب الواقعة بين الأغلفة.

ومن المنطقة الشرقية يتحدث الباحث في الدراسات النقدية الدكتور سمير الضامر ويطرح رؤيته حول هذه القضية فيقول:

المشهد الثقافي في المملكة يمر بعدد من التحولات الفكرية والتاريخية، وساعدت التكنولوجيا الجديدة في هذه التحولات، بل ساهمت في عمل تغييرات جذرية وإزاحة لعدد من الأجناس، لتحل محلها أجناس أدبية شعبية مرتبطة بعالم التواصل الاجتماعي، دون الاقتصار على عالم النخب المثقفة كما كان سابقاً.

قبل ثورة التواصل والاعلام الجديد كانت النخب تأخذ حظها من المتابعة الجماهيرية، وكان لكل ناقد أو كاتب أو روائي جمهوره الذين يتابعون جديده، ويلاحقون أمسياته وتصريحاته، ولذلك ظلت النخب في دائرة المشهد الثقافي والفكري بوصفها المنتجة لعالم الأدب والفكر النقدي، ولكن الإعلام الجديد فتح مجالاً جديداً لعالم المهمشين من الجماهير التي كانت تتابع، وصارت الآن هي البطل المُنتج في المشهد الثقافي والاجتماعي، وانزاحت النخب بل تراجعت وانكفأت إلى ما كانت عليه من الأنظمة الأكاديمية، أو مؤسسات الأندية الأدبية، سوى من ركب موجة الاعلام الجديد، وظل محافظاً على نتاجاته الثقافية والنقدية مع مشاركاته مع الإعلام الجديد.

ويواصل الضامر حديثه: لذلك فإن أي إصدار نقدي أو ثقافي في هذه الفترة التاريخية لن يتجاوز لحظته التي صدر فيها، والاعلانات التي صدرت لتسويقه، وحقيقة الأمر أن صيغ الانتاج ومراكز الانتاج قد تبدلت، فقل مستوى الحضور لما يسمى ناقد.. روائي.. شاعر..، بطبيعة الأمر فإن هذا الانزياح لن يطول كثيراً، وسيرجع المشهد النخبوي لما كان عليه ولكن بعد أن تمتلئ القوالب الجديدة بالعديد من الأفكار والأسماء، بل ستكون النتيجة النهائية أنه سيتشكل خطان متوازيان في المشهد، هما الخط النخبوي، والخط الثقافي الشعبي، وعلى غراره ستكون صورة الإبداع الجديد.

ويرى الروائي والناقد عبدالرحمن العكيمي احتكار الجوائز لفن الرواية فقط دون غيره من الفنون وذكر أيضاً هذا الموضوع يتداخل فيه الثقافي مع الاجتماعي فكل منهما يؤثر ويتأثر بالآخر ولكن ربما يكون تزايد الإصدارات والتبعية الإنتاجية إن صح التعبير هي ظاهرة أحيانا وغائبة أحايين أخرى ولكنها ربما تفضي إلى مشهد جميل بعد الفرز الحقيقي الذي ستقدمه الساحة الثقافية ولعلي أضيف أيضا أن الشعر له وهجه والشعراء المبدعون حققوا فيه نجومية خاصة وكذلك الرواية والسرد وشهرة الروائي ناهيك عن الجوائز المتصلة بالمنتج السردي والتي جعلت الكثير من الموهوبين والكثير من غير المنتمين للمشهد الثقافي جعلتهم يؤلفون وينتجون بشكل مستمر وتجدهم يحضرون لمعرض الرياض الدولي للكتاب من أجل هذا الغرض ورغم هذا الزخم الذي نحن نراه كثيرا وربما نرى أنه أحدث خللا ما لدينا إلا أنني أرى أنه طبيعي جدا وربما يكون في صالح المشهد بوجه عام وهو مقارنة بدول أخرى يعتبر في المستوى الطبيعي جداً.

أقول إن دور الإعلام والإعلام الثقافي الحقيقي الذي يستطيع صناعة التغيير والتأثير دوره اليوم مهم في نقد الظواهر التي تستجد في المشهد الثقافي مثل زيادة كمية المنتج الروائي أو غيره على سبيل المثال .. أيضا لم لاتتم دراسة مثل الظواهر دراسة علمية سواء في الجامعات أو تفتح لها النقاشات في الأندية الأدبية.

وأخيرا الكتاب أي كتاب إذا لم يقدم دهشة جديدة أو معرفة جديدة أو رؤية جديدة فإنه سيمر عابرا دون أن يلتفت إليه المتلقي فعلى المشتغلين بالكتابة والتأليف وعلى الشعراء والروائيين أن يكونوا وفق تطلعات المرحلة ومتغيراتها.

إلا أن الناقد المعروف الأستاذ أحمد بوقري يحمل رؤية مخالفة مع محور القضية حيث يرى هذا الأمر ظاهرة صحية ويؤكد أيضاً:

ياصديقي محمد ماطرحته في سؤلك لايجانبه الصواب كثيراً في بعض جوانبه وهو كلام مرسل بشكل عام ويحتاج للتدقيق والتمحيص قبل الحكم المتسرع الذي قد يسيء لهذا المنتج الإبداعي أو الكتابي.. أو يظلم بغير وجه حق.

أي نعم هناك سيولة في الانتاج الإبداعي الثقافي وكثرة سطحية لاهثة في الظهور وهو ما أعده «ظاهرة صحية « قابلة للتأمل بغض النظر عن التقييم الأول.

اتفق معك أن بعض هذا المنتج الإبداعي يفتقد لكثير من الصمود ويعوزه العمق وأصالة التجربة ناهيك عن تقنيات الفن وأصوله وقوانينه.. لكن من هذا الكم الإبداعي ستجد ما يستحق التوقف والتأمل.

كما أن ليس كل ما ينتج يصبح بالضرورة منجزاً ثقافياً أو علامة على منجزٍ كامل.. يستحق أن يكون نواة لبحث أدبي أو علمي.. هذه الظاهرة / السيولة لاشك لها حيويتها في المشهد الإبداعي سيبقى منها في المستقبل القريب ماهو أصيل وعميق في خبرتها الجمالية واضافاتها الفنية أما ما يبدو كفقاعات وهلوسات وهرطقات على حد قولك فسوي يمضي بلا اثر يذكر.

المشكلة أن هناك فجوة كبيرة جداً بين ما ينجز إبداعياً وبين الإضاءة النقدية أو التناول النقدي الذي يمارس في مشهدنا الثقافي.

نحتاج إلى غربلة نقدية حقيقية وعلمية لما يطرح في ساحتنا حتى

يتم تقييم هذه السيولة الكتابية والتبصير باضطراباتها وخروجها عن قوانين الفن وأصوله.

ويختتم البوقري هذا الطرح ويقول: وحين يغيب النقد العلمي ويغيب التلقي الواعي يذهب هذا المنجز على تفاوته ومراوحاته أما إلى الإهمال أو إلى المجهول أو إلى الهشاشة والضياع.. مع الافتراض أن هناك مايستحق الالتفات اليه أو الإشادة به.

هي ظاهرة صحية وأن بدت لنا طفرة كمية والبحث عن الكيفية والنوع الأدبي المتقن تظل مسؤولية نقدية واعية وهي للأسف غائبة غياباً فادحاً، فهل يفيق نقادنا كما آفاق مبدعونا الراكضون اللاهثون؟

أما الناقد الدكتور عبدالرحمن المحسني فيرى أن هناك ظاهرة لم يلتفت إليها في عصرها وهو المتنبي لكن تجربته نضجت في عصور تالية وقال:

سأبدأ في تقري هذه الظاهرة باعتبارها ظاهرة إيجابية تماماً وأياً كان سوق الكتاب أو أهميته في الظاهر فإن حضوره كشاهد فكري ومنار علمي يعد ذا قيمة في ذاته، وقطعاً إن كل مؤلف حين يهم بإخراج كتاب يضع تصورات فكرية للكتابة وأبعادها، ويعلم الجميع صعوبة النشر في هذا الزمان المكلف مالياً من جهة والذي يخضع للتحكيم العلمي من جهة أخرى قبل أن يرى النور عند أغلب مؤسسات النشر المحترمة.

النشر في حد ذاته مهم جداً وهو نبع القراءة المتدفق وإذ لم تبد قيمة الكتاب اليوم فربما يكون غداً وربما بعد مئات السنين وكم هي المؤلفات التي شقي بها أصحابها في حياتهم ولم يلتفت لها في عصرها لكنها نضجت في عصور تالية. وخذ مثالاً عالمية المتنبي بعد عصره حين كان يعاني إثبات وجوده مع نقاد لا يرون فيه غير شاعر حكيم وكيف تحولت الرؤية بعد عصره ليصبح ظاهرة عالمية.

من زاوية النظر الأخرى للقضية.. هناك تراكم ملحوظ للكتاب السعودي، هناك طفرة روائية حقيقية مثلاً تجاوزت الخمسمئة رواية في العشرين سنة الأخيرة، هناك تكدس للكتاب النقدي في مكتبات الأندية ودور النشر رغم قيمة بعض الكتب النقدية وتجاوزها حتى المسافة العربية ويضيف المحسني.. الأمر للحق يصعب فيه الحكم في هذه اللحظة لكن الواجب أمور:

- أن نثق في كثير من هذا الإنتاج باعتباره ظاهرة حضارية واعية ابتداء.

- أن تمارس مؤسسات النشر دورها في تمحيص الكتاب قبل ظهوره وفي تسويقه بعد.

- أن تقوم المؤسسات المعنية بدورها في توزيع الكتاب خارج الوطن وأؤكد خارج الوطن وخاصة في المغرب العربي الذي لا يكاد يعرف عن المبدع والناقد والنص السعودي إلا النزر المخل.

- أن توجه الجامعات طلاب الماجستير والدكتوراه إلى قراءة هذا النتاج وتقويمه.

- أن تقام حلقات تعريفية بالكتاب السعودي على هامش الفعاليات العلمية العربية والعالمية للكتاب ويجند لها من يقوم بالتعريف بالكتاب حق تعريفه .

- أن يحضر الكتاب السعودي في معارض الكتاب العالمية والعربية بشكل لائق يتجاوز الحضور الخجول، وأؤكد بشكل لائق بحيث يأخذ زوايا رئيسية ويتم الإعلان عنه بشكل لافت وقوي في مختلف المنافذ الإعلامية.

- أن تقوم الوزارة بخطة إهداءات من الكتاب السعودي لرموز الثقافة العالمية والعربية في خطة واضحة لتوزيع المنتج السعودي خارجياً ويتم تخير الأسماء اللامعة عربياً وعالمياً.

هنا، وبعد حضور كهذا نستطيع بعد أن نصدر حكمنا على تلك الكثرة من الأعمال النصية والإبداعية وسنجد أن الرؤية ربما تتغير بعد أن تخضع هذه الأعمال لامتحان الحضور العربي والعالمي ولامتحان التمحيص النقدي والقراءة المتمددة.

ويضيف الناقد والأكاديمي الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد أن كثرة المؤلفات يغيّب النتاج الجيد ويخفيه عن عيون النقاد ورأى أن:

كثرة الكتب الناتجة عن استسهال الكتابة والتأليف ظاهرة غير صحية بلا شك، وأغلب ما رأيته من النتاج الذي يوصف بالأدبي لا يعدو أن يكون تجارب غير ناضجة في أحسن أحواله، وفي الغالب هو تقحّم على الأدب وتسوّر عليه وادعاء الفنّ فيما ليس إلى الفن من قريب ولا بعيد وبخاصة في النتاج الروائي.

لقد صارت صفة الروائي أو الشاعر هدفًا يسعى إليه من ليس من أهله؛ وأعانت على هذه الفوضى عجلة بعض النقاد في الاحتفاء بالردئ وأقول عجلة من باب إحسان الظن- أو مجاملتهم لأصحاب النتاج الخديج.

وفي غمرة هذه الكثرة يغيب النتاج الجيد ويخفى عن عيون النقاد. وعليه أظن أن الزمن كفيل بإعطاء الكتب القيّمة حقّها من الالتفات إليها ودراستها وبيان قيمتها.

ونختتم هذه القضية برؤية الناقدة والأكاديمية الدكتورة نور المري حيث تتساءل في استغراب عن جرأة الشباب في النشر وهم في سن مبكرة وتقول أيضاً:

المشهد الثقافي يعاني أزمة حقيقية، فمع كثرة المؤلفات والمنشورات الا أنك بالكاد تجد ضالتك في عدد محدودة من الكتب، وهذا الزخم من المؤلفات قد يعتبره البعض نهضة للكتاب العربي، ولكنها في الحقيقة ضياع لوقت المفكر والمثقف الحقيقي الذي يتوزع جهده في التنقل بين المنشورات العربية بحثا عن ضالته المعرفية .

وهذا ليس مبررا للنقاد الاضراب عن فحص الكتب ومساعدة المتلقي على الانتقاء والاختيار، ولكن هذه الكثرة اللافتة للكتب العربية المنشورة رغم رداءة مضمون الكثير منها له أسبابه فيما أعتقد منها :

- تساهل أغلب دور النشر في تحمل أمانة النشر العلمي لحساب الربح المادي .

- جرأة الشباب العربي في نشر نتاجه في سن مبكرة، لظهور كثير من تقنيات التواصل الاجتماعي السريعة التي تشجعهم على الكتابة والنشر، دون الرجوع الى المتخصصين والاستفادة من ملاحظاتهم، والاكتفاء برأي العامة في وسائل الاتصال السريعة مثل تويتر.

- تخاذل النقاد عن القيام بمهمتهم كما يجب، وكثرة التحزبات والمجاملات. وأعتقد أن الحل يتمثل بتكاتف جهود النقاد العرب عبر هيئة ثقافية تدعم المميزين منهم في خدمة الثقافة والحضارة العربية، وفي دور وزارة الثقافة والاعلام بحيث لاتسمح ببيع أي كتاب قبل أن يخضع للتحكيم العلمي، كما يمكن التقليل من ظاهرة انتشار الكتب ضعيفة المستوى بتوعية العامة والارتقاء بذائقتهم الأدبية عبر وسائل النشر السريعة واقامة الدورات والمحاضرات.