• ×
الجمعة 19 رمضان 1445

أبو دهمان: غياب المرأة عن فعاليةٍ ثقافيةٍ يؤلمني.. ولا فضل لفرنسا عليَّ

أبو دهمان: غياب المرأة عن فعاليةٍ ثقافيةٍ يؤلمني.. ولا فضل لفرنسا عليَّ
بواسطة fahadalawad 20-08-1434 06:18 صباحاً 671 زيارات
ثقة ـ متابعات : اعتبر الروائي أحمد أبو دهمان غياب المرأة عن حضور فعالية ثقافية «أمراً مؤلماً» بالنسبة إليه، وأشار إلى أنه يتفهم وضع مجلس ألمع الثقافي، لكنه كان يرجو أن تعامل المرأة في الحضور كما كان آباؤنا يفعلون، فقد كان الجنوبي رجلاً وامرأة، ويجب أن يظل رجلاً وامرأة.
جاء ذلك في أمسية مجلس ألمع الثقافي الاستثنائية التي عقدت مساء أمس الأول وتحدث فيها أبو دهمان عن تجربته الإبداعية وأدارها الأديب علي مغاوي. وأشار أبو دهمان إلى أنه كتب «الحزام»، وانتشر هذا العمل الروائي في أوساط الفرنسيين، وأصبح يحتل الواجهات بسبب لقاء في برنامج ثقافي شهير في إحدى القنوات الفرنسية، بعد أن مكث على رفوف المكتبات مركوناً في زوايا معتمة لا يعيره أحد أي اهتمام، لأنه (في الأخير) عمل كتبه رجل عربي، حسب قوله.

وأوضح أنه كتب هذا العمل بعد عشرات السنين من البحث في تاريخ الجزيرة العربية، التاريخ الثقاقي الذي يجب ألا يخجل منه أحد، لأن الجزيرة إرث لكل ثقافات الدنيا، مشيراً إلى أنّ المعرفة بالجزيرة كتبت «الحزام»، وكان إصداره عن دار «جاليمار» حدثاً كبيراً، فقد كان عصياً على أحد أبناء الجزيرة العربية أن يدخل هذه الدار. وقال: «كان علي أن أثبت أنني أنا، أنني أبي، أنني أنتم، كان عليّ أن أثبت أنني هذه البلاد، فقد أهديت كتابي إلى عربيتي». وأضاف: «في كل مرة كنت أحس أنني أمثلكم في نجد والحجاز، في الشرقية وهنا، فقد تعلمت الكتابة والقراءة، ثمّ غادرت الرياض إلى القرية، حيث عملت فيها معلماً، قبل أن أرمي مسحاتي وأرحل».

وعن الكتابة، قال أبو دهمان: «في الجامعة كتبت أولى قصائدي، وأتبعتها بخمس قصائد شعبية كنت أعتقد أنني بها أستطيع التغيير»، لافتاً إلى أن الكتابة نضال، وأوضح أن أستاذه محمد أركون علمه أنّ النضال المعرفي أقسى أنواع النضال، وأن الدكتور محمد آل زلفة يعد أنموذجاً جيداً لهذا النضال، فقد واجه في حياته التطرف من خلال دعوته إلى الحياة الكريمة.

وفي إجابته على سؤال أحد الحاضرين عما قدمه له «الحزام»، قال: «الحزام منحني ضماناً صحياً شاملاً في فرنسا بفعل القانون، إضافة إلى راتب تقاعدي، أما دار «جاليمار» فقد وهبتني 14% من نسبة المبيعات التي لا يمكن أن يحصل عليها كاتب في دار عربية وإن تعددت الطبعات، مشيراً إلى أنه يأتيه سنوياً مبلغ 200 ألف جنيه استرليني (نحو مليون و200 ألف ريال) ثمناً لإعارة «الحزام» في المكتبات الجامعية.
وعن فرنسا، قال أبو دهمان: «ليس لها فضل عليّ، أنا صاحب الفضل عليها، وما زلت معتزاً بكوني عربياً من هذه البلاد».

أما عن مشاريعه الأدبيّة بعد «الحزام»، فذكر أن الراحل صالح العزاز سأله هذا السؤال، فكانت إجابته أن من عادة الفقراء ألا يعلنوا عن ثرواتهم، لكنه أضاف أنه يشتغل على أكثر من مشروع، ومنها نصوص قصصية للأطفال ستطبعها دار «جاليمار»، فقد كان يبحث لها عن رسامة، ووجدها في إحدى القرى، ويعتقد أنّها ستمنح العمل قيمة حقيقية.

وحول الحرية في الكتابة، قال أبو دهمان إنه كتب «الحزام» بلغة حرة لم يتوقف خلالها لحظة خوفاً من الكتابة، لكنه ما زال يذكر أنه حين كان يكتب مقالة لجريدة «الرياض» كان يعيدها أربع مرات. وعن تأثير اللغة في الإبداع، أشار أبو دهمان إلى أن المبدع يستطيع أن يبدع بأي لغة، فالمبدع بلغته يمكن أن يبدع بلغة أخرى، موضحاً أنه يتحدى زوجته في النحو الفرنسي برغم فرنسيتها، ويتحدى الفرنسيين أيضا في نحوهم.