• ×
السبت 11 شوال 1445

فى يوم تاريخى.. البرلمان المصري يعقد جلسته الأولى على مدار 12 ساعة.. اختار "الكتاتنى" رئيساً و"ثابت" و"داوود" وكيلين.. ويؤكد أنه سيستكمل الثورة لتحقيق مطالبها

فى يوم تاريخى.. البرلمان المصري يعقد جلسته الأولى على مدار 12 ساعة.. اختار "الكتاتنى" رئيساً و"ثابت" و"داوود" وكيلين.. ويؤكد أنه سيستكمل الثورة لتحقيق مطالبها
بواسطة fahadalawad 01-03-1433 11:59 صباحاً 520 زيارات
ثقة : القاهرة، مصر استغرقت الجلسة الافتتاحية لمجلس الشعب الجديد "برلمان الثورة" المصري 12 ساعة كاملة على مدار اليوم أمس الاثنين، والذى يعد يوماً تاريخياً شهدته مصر بعد أن أجريت أول انتخابات حرة من عقود طويلة خرج فيها الملايين من الشعب المصرى ليختار نوابه الذى يسعى إلى تحقيق مطالب الثورة من خلالهم.

بدأت الجلسة الإجرائية لبرلمان الثورة فى الساعة الحادية عشرة صباح أمس، وترأسها الدكتور محمود السقا النائب عن حزب الوفد وأكبر الأعضاء سناً، وحرص النواب فى البداية على قراءة الفاتحة على أروح شهداء ثورة 25 يناير، داعياً للشهداء بالرحمة وعظيم المغفرة، ثم أدى النواب الجدد اليمين الدستورية أمام رئيس الجلسة" والذى شهد مشادات الكلامية بين بعض النواب السلفيين و"السقا" بسبب إضافة جملة " بما لا يخالف الشريعة الإسلامية" على نص اليمين، وقال "السقا" إن شهداء ثورة يناير سطروا بدمائهم ميلاداً جديداً لحرية المصريين، وقدم رئيس الجلسة الشكر والتقدير لهم، مشيراً إلى أنهم خاطروا بأنفسهم من أجل الوطن.

وشهدت الجلسة الأولى انتخاب رئيس مجلس الشعب والوكيلين، حيث ترشح لرئاسة البرلمان كل من النائب الدكتور محمد سعد الكتاتنى، أمين عام حزب الحرية والعدالة، وعصام سلطان النائب عن حزب الوسط، ويوسف البنا، والدكتور مجدى صبرة عليوة، ويوسف البدرى، وفاز "الكتاتنى"، برئاسة مجلس الشعب، حاصلاً على 399 صوتاً، مقابل 87 حصل عليها عصام سلطان.

وفاز النائب أشرف ثابت، عضو حزب النور، بمقعد وكيل مجلس الشعب عن الفئات بحصوله على 429 صوتا مقابل 19 صوتا لأيمن أبو العلا من الكتلة المصرية و17 صوتاً لإيهاب رمزى حنا من حزب "الحرية"، كما فاز النائب الوفدى محمد عبد العليم داود بمقعد وكيل المجلس عن العمال بحصوله على 459 صوتاً مقابل صوتين للنائب عبد الناصر السيد، علماً بأن الأخير انسحب من عملية التصويت.

وأكد "الكتاتنى" فى كلمته التى أجراها عقب إعلان فوزه برئاسة البرلمان أن مصر قدمت أبناءها من أجل الحرية والديمقراطية وأن نواب البرلمان لن يخونوا دماء الشهداء، مشددا على أنهم سيحافظون على الثورة واستكمال مسيرتها لتحقيق كافة مطالبها، وقال إنه سيتكفل للنواب بحقهم الدستورى فى إبداء الآراء تحت هذه القبة، داعياً الجميع للتوافق لأنه ليس هناك أغلبية ومعارضة، بحسب قوله.



واختتم البرلمان جلسته الإجرائية بعد أداء اليمين الدستورى وانتخاب الرئيس والوكيلين، أعلن الدكتور محمد سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب، عن استكمال جلسات مجلس الشعب صباح اليوم الثلاثاء، لتشكيل اللجان الأساسية والنوعية والشروع بعد ذلك فى اختيار هيئات مكاتبها، معلنا عقد جلسة خاصة اليوم عقب تشكيل اللجان للمناقشة حول حقوق الشهداء، ودعا من يرغب فى الحديث فى هذا الشأن من الأعضاء أن يتقدم بطلب للأمانة العامة.

وقبيل اختتام الجلسة بساعتين أرسل المشير حسين طنطاوى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، رسالة للبرلمان الجديد قرأها رئيس المجلس، هنأ فيها البرلمان على انعقاده، وأعلن تسليم الرقابية والتشريعية لمجلس الشعب، مؤكدا أنه سيسلم السلطة كاملة إلى رئيس منتخب فى 30 يونيو القادم، متمنيا التوفيق للنواب فى أداء رسالتهم المنشودة فى تحقيق آمال وطموحات الشعب المصرى.

وأضاف المشير فى رسالته، أن جيش أكتوبر وجيش يناير هو جيش هذا البلد وهذا الشعب، ظل وسيظل درعا حاميا للوطن، مؤكداً على أن الجيش يسعى لتنفيذ مطالب الثورة بتسليم السلطة لرئيس مدنى منتخب للبلاد فى يونيو القادم بعد انتخاب مجلس الشورى القادم، مشدداً على أن المجلس الأعلى سيسعى جاهداً لاستكمال ما بدأه من حماية هذا الشعب وأرضه وترابه المقدس.



وهنأ طنطاوى نواب البرلمان على ثقة الشعب فيهم، مؤكداً أن هذا البرلمان عبر عن الإرادة الحرة لإرادة الشعب المصرى، وأنها كانت مظهراً حضارياً تلى ثورة 25 يناير، مطالباً النواب بالعمل سوياً من أجل النهوض بالمجتمع المصرى وتحقيق أهداف الثورة العظيمة.

جدير بالذكر أن نواب البرلمان انتخبوا اليوم، الاثنين، الدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيساً لمجلس الشعب، واختاروا الدكتور أشرف ثابت وكيلاً للمجلس عن الفئات ومحمد عبد العليم داود وكيلا عن العمال.

فيما قرر مجلس الشعب توجيه رسالة شكر للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وذلك بناء على طلب عدد من النواب والذى عرضه "الكتاتنى" خلال الجلسة، ووافق أغلب الأعضاء عليه.

وقال مجلس الشعب فى رسالته التى تلاها "الكتاتنى": "السيد المشير محمد حسين طنطاوى القائد العام للقوات المسلحة إن مجلس الشعب الجديد مجلس الثورة المصرية أتم اجتماعه الأول اليوم وعقب الانتهاء من إتمام إجراءات انتخاب رئيس المجلس واختيار وكيليه يسره أن يسدى إليكم خالص الشكر والتقدير على دوركم فى إتمام انتخابات مجلس الشعب باعتباره مجلس الثورة المصرية المجيدة".



وأضاف الرسالة: مجلس الشعب يحمد جهود المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى إنجاز انتخابات مجلس الشعب التاريخية، والتى تعد أفضل وأهم ماراثون انتخابى شهدته مصر، لقد وعدتم بإتمام الانتخابات البرلمانية أمام الشعب والعالم ووفيتم بوعدكم بإنجازها، ويحمد لكم مواقفكم التاريخية ووقفوكم وانحيازكم للشعب المصرى منذ انطلاق الشرارة الأولى لثورة 25 يناير المجيدة، وسوف يذكر الشعب المصرى هذا الموقف التاريخى وسيذكر جهودكم فى الحفاظ على مكتسبات الثورة المجيدة والسعى قدما نحو إعادة بناء مؤسسات الدولة والحفاظ عليها وضبط الأمن دون أن ينزلق الوطن إلى مهاوٍ سحيقة.

وقال المجلس فى رسالته للمجلس الأعلى للقوات المسلحة: مجلس الشعب يعاهدكم ويعاهد الشعب بمواصلة طريق الثورة حتى تتحقق كل مطالبها، ويحقق للوطن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، مشدداً على قدرته على تحمل المسئولية والاضطلاع بها".

وعقب إدلاء رئيس المجلس للرسالة عقب بعض الأعضاء عليها، حيث طلب أحدهم بتغيير كلمة "ماراثون" واستبدالها بكلمة أخرى عربية، فيما اعترض الدكتور جمال حشمت النائب عن حزب الحرية والعدالة على طول البرقية، قائلاً "أرجو أن تكون الرسالة مختصرة فنحن نخاطب المجلس الأعلى للقوات المسلحة لا نخاطب رئيس الجمهورية، ونريد أن نطالبه بالالتزام بتسليم السلطة فى موعدها المحدد".



فيما طلب النائب الدكتور مجدى قرقر أن تتضمن الرسالة مطالبة المجلس العسكرى بالإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين والمعتقلين من الثوار.

وقال الدكتور مصطفى النجار النائب عن حزب العدل: "أعترض على إرسال الرسالة بهذا النص، لأن ذلك سيضعنا فى مأزق مع عدد كبير من الشعب المصرى والذين يرون أن هناك استحقاقات على المجلس العسكرى قصر فيها"، فرد عليه "الكتاتنى قائلاً: "نحترم رأيك ولكن أخذنا رأى المجلس على نص البرقية ووافق على إرسالها".

ومن جانبه، أكد الدكتور حسين إبراهيم ممثل الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة وممثل الأغلبية البرلمانية، أن حزب الحرية والعدالة يمد يد العون لجميع الأحزاب فى البرلمان، مشيراً إلى أنهم حريصون على التعاون مع الجميع.

وأضاف إبراهيم خلال كلمته فى الجلسة الإجرائية للمجلس الشعب، أن الشعب المصرى وضع آمال كبيرة فى هذا البرلمان ونوابه فى تلبية آماله وطموحاته، مشدداً على أنه لا يمكن لحزب واحد أن يلبى ويتمكن من تحقيق تلك الآمال والطموحات.

وفى نفس السياق، قال مصطفى حسين ممثل الهيئة البرلمانية لحزب النور، إن هذا المجلس يعد الأول الذى يتم انتخابه دون تزيف أو تزوير طوال 60 عاماً، مؤكداً أن هذه الانتخابات عبرت رغبة ملايين الشعب.



بينما دعا النائب سعد عبود رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الكرامة خلال إلقائه كلمته بالجلسة الافتتاحية لمجلس الشعب، كافة نواب البرلمان أن يتوجهوا إلى ميدان التحرير يوم 25 يناير لاستكمال الثورة وليستمدوا الثقة من الميدان.

وأكد حسن، أن حزب النور سيحرص على التوافق الوطنى من خلال المشاركة لجان المجلس المختلفة حسب توافقها مع الشريعة الإسلامية، قائلاً إن "الشريعة الإسلامية هى المظلة التى يجب أن نجتمع عليه جميعاً".

وأضاف الحزب وضع فى برنامجه مراقبة الأداء الحكومى، خاصة المحاكمات العادلة لكل من أفسدوا الحياة السياسية فى مصر وأزهقوا دماء الشهداء.

وطالب "عبود" نواب البرلمان، أن يكونوا عند حسن ظن الشعب المصرى الذى منحهم الثقة وأن يكونوا عند مستوى المسئولية فى حمل الأمانة التى حملها لهم الشعب، مشدداً على ضرورة تحقيق مجتمع الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وهو شعار ثورة 25 يناير.

وشهدت الجلسة الأولى عدداً من الكواليس المختلفة أبرزها عدم ارتداء أعضاء حزب الحرية العدالة الوشاح البرتقالى المكتوب عليه "لا للمحاكمات العسكرية"، فى حين يرتديه أعضاء من حزب النور والكتلة المصرية والثورة مستمرة داخل قاعة المجلس.



واللافت أيضاً أن هناك نوعا مختلفا من الأوشحة يرتديه النائب مصطفى النجار، وهو وشاح على شكل علم مصر، ومكتوب عليه عيش حرية وعدالة اجتماعية.

وعن المقاعد البارزة والتى ارتبطت فى أذهان الجميع بالدورات البرلمانية السابقة بنواب مشهورين مثل أحمد عز وزكريا عزمى وعبد الرحيم الغول، واللافت فى جلسة اليوم أن الدكتور الكتاتنى يجلس فى نفس المقعد الذى كان يجلس فيه الدكتور فتحى سرور، فيما يجلس الدكتور عصام العريان إلى جوار الدكتور محمد البلتاجى، فيما يجلسن نائبات الحرية والعدالة فى الصف الرابع إلى جوار بعضهن.

ومن الملاحظات الأولية للنواب فى الجلسة فإن 11 نائبًا يرتدون عمة الأزهر الشريف، فيما يرتدى نائبان عقالا، ويرتدى اثنان آخران قبعة الرأس البدوية.

ومن التعبيرات المختلفة التى التى أطلقها محمود السقا خلال أول جلسة أنه وصف العشرة المعينين بالمجلس باسم العشرة المبشرين بالجنة.

ومن المفارقات أيضا أن عدداً من النواب حملوا "الآى باد" فى الجلسات الأولى، واستغلوها فى الدخول على المواقع الإلكترونية.

ومن المفارقات أيضا هى عدم ارتداء أى نائب من نواب الحرية والعدالة لأى أوشحة مكتوب عليها "لا للمحاكمات العسكرية"، حيث إن الكتاتنى كان يرتديها، ولكن قام النائب محسن راضى برفعها من عليه.



وعندما رفع آذان صلاة الظهر خرج العشرات من النواب لأداء الصلاة دون انتظار رفع الجلسة بقرار من رئيس المجلس.

وحصل "اليوم السابع" على نص كلمة الهيئة البرلمانية لحزب النور اليوم الاثنين، فى أولى جلسات مجلس الشعب، والتى تطرح مبادرة للتوافق الوطنى. وجاء نص الكلمة والمبادرة كما يلى:

"الحمد لله الذى هدانا أن نقوم اليوم هذا المقام بعد ستين عاماً خلت من الظلم والاستبداد وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله، ولأنه ما شكر الله من لم يشكر الناس، فالشكر ُموصولٌ لشهداء مصر الأبرار الذين جعلهم الله سبباً أن ترى مصر النور بعد طول ظلام.

وبعد فاليوم تكتب مصر فصلاً جديداً فى تاريخها بيد أبنائها الذين أثبتوا قدرتهم على اجتياز أقسى الصعاب وإبهار العالم بأسره يوماً بعد آخر، فلأول مرة نشهد برلماناً يعبر بصدقٍ عن نبض الشارع المصرى بعد انتخاباتٍ شهد القاصى والدانى بنزاهتها والإقبال الشعبى غير المسبوق عليها.. اليوم نطوى صفحة الظلم والطغيان والفساد لنبدأ رحلة البحث عن مكانٍ لمصر تحت شمس الحضارة الإنسانية.. اليوم نستعير كلمات أبى بكر فنقول للملايين التى أولتنا ثقتها وتأييدها، إننا قبلنا تكليفكم ولسنا بخياركم فإن أحسنا فأعينونا وإن أسأنا فقومونا.

ونحن إذ نؤكد فى هذا المقام التزامنا الكامل بأن ينحاز مجلس الشعب من اليوم الأول لمطالب الثورة، وأن يبذل أعضاؤه وسعهم فى سبيل تحقيق أحلام الملايين التى وثقت بهم؛ ولأن الشعب المصرى يأمل الكثير من المجلس الذى اختاره ليكون ابناً شرعياً لاستفتاء ١٩ مارس كحلقةٍ أولى فى سلسلة انتقال السلطة من المجلس العسكرى إلى سلطة مدنية منتخبة؛ فإنه تجدر الإشارة إلى الخطوط العامة التى تحدد أولوياتنا فى المرحلة القادمة لتكون بمثابة التزام صريح منا أمام الجميع:

1- الحرص على التوافق الوطنى داخل المجلس لاسيما مع اشتراك أعضائه فى الكثير من نقاط التفاهم طالما كانت الشريعة الإسلامية هى المظلة التى لا يختلف على مرجعيتها اثنان.
٢-الانفتاح على جميع القوى الثورية والشبابية غير الممثلة فى مجلس الشعب ونقل مطالبها إلى المجلس.
3- مراقبة أداء الحكومة فيما يتعلق بتحقيقات جادة لكل الجرائم التى ارتكبت فى حق الشعب المصرى طيلة العام المنصرم تتبعها محاكمات عادلة تنجز القصاص الذى تنتظره دماء الشهداء.
4- مناقشة ضوابط الهيئة التأسيسية للدستور، بحيث تقر وتشكل بمجرد انتهاء انتخابات الشورى للانتقال إلى انتخابات الرئاسة حتى يتم تسليم السلطات للمدنيين بصورة تامة ويعود الجيش إلى ثكناته.
5- وقف سياسة التوسع فى الاقتراض التى انتهجتها كل الحكومات الانتقالية منذ بداية الثورة
مع دراسة توفير السيولة من الصناديق الخاصة كبديل.
6- العمل على تسريع وتيرة عودة الأموال المهربة
7-مطالبة الحكومة بالكشف عن خططها بشأن توفير الغذاء-الوقود للشعب المصرى وإعلان ذلك بمنتهى الشفافية؛ تمهيداً لمراقبة أدائها فى علاج هذه الملفات المزمنة.
8- الاهتمام بسرعة عودة المحليات إلى عملها لو بمجالس انتقالية فى الوقت الراهن.

وختاماً أيها السادة النواب، فإن المسئولية الملقاة على عاتقكم أمام الله سبحانه وتعالى ثم أمام الناس لا تحتمل منكم إلا بذل الغالى والنفيس للخروج بمصر من رحم أزمتها وانتهاز الفرصة التاريخية التى واتتنا لنعيد للبلاد سابق مجدها؛ ولتعلموا أن أحداً لن يغفر لنا تقصيراً أو تفريطاً فى حمل الأمانة من الآن فصاعداً؛ نسأل الله أن يكون لنا عوناً ونصيراً وأن يلهمنا الرشد والسداد.