• ×
الجمعة 10 شوال 1445

روسيا تعبِّر عن "خيبة أمل كبيرة" تجاه مشروع قرار عربي-غربي بشأن سوريا

روسيا تعبِّر عن "خيبة أمل كبيرة" تجاه مشروع قرار عربي-غربي بشأن سوريا
بواسطة fahadalawad 05-03-1433 10:31 صباحاً 454 زيارات
ثقة : (BBC) قال دبلوماسيون إن سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أبلغ اجتماعا مغلقا لمجلس الأمن الدولي الجمعة بأنه "يشعر بخيبة أمل كبيرة" تجاه مشروع قرار أوروبي-عربي يؤيد خطة جامعة الدول العربية بشأن سوريا.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن دبلوماسيين حضروا الاجتماع، وطلبوا عدم نشر أسمائهم، قولهم إن تشوركين أبلغ المجلس المؤلَّف من 15 دولة عضو بأنه يختلف مع الجامعة العربية حول محاولتها "فرض حل خارجي على الصراع في سوريا"، كما رفض فكرة فرض حظر للسلاح على دمشق واستخدام القوة ضدَّها.

غير أنَّ المندوب الروسي لم يهدِّد صراحة باستخدام حق النقض (الفيتو) ضدَّ مشروع القرار الذي قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، جيرار أرو، إنه يأمل في أن يُطرح المشروع للتصويت الأسبوع المقبل.
"نقل السلطات"

وقال دبلوماسيون إن المغرب وزَّع على مجلس الأمن مشروع القرار الأوروبي-العربي الذي يدعم طلب الجامعة العربية من الرئيس السوري بشار الأسد أن ينقل سلطاته لنائبه من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنيَّة، ومن ثمَّ الإعداد للانتخابات.

وصاغت فرنسا وبريطانيا مشروع القرار بالتشاور مع قطر والمغرب وأيضا ألمانيا والبرتغال والولايات المتحدة. وقد بدأت المداولات بشأنه في مجلس ألأمن في تمام الساعة الثامنة بتوقيت غرينتش من يوم الجمعة.ويهدف مشروع القرار إلى أن يحل محل مشروع قرار روسي، وصفته وفود غربية بأنه "ضعيف جدَّا"، وذلك في ظل الخطة الجديدة للجامعة العربية حيال سوريا.

وقال دبلوماسيون إن تشوركين وسفير الصين لدى المنظمة الدولية حذَّرا أعضاء المجلس من فرض حظر على السلاح أو تأييد استخدام القوَّة ضدَّ سوريا، وهما البندان اللذان غابا عن مشروع القرار الأوروبي-العربي بشأن سوريا، وفقا لأرو وزميله البريطاني مارك ليال جرانت.
مفاوضات حول المشروع

وأبلغ أرو الصحفيين بأن مفاوضات ستبدأ أوائل الأسبوع المقبل حول تعديل نص مشروع القرار الذي يطالب "بانتقال سياسي" في سوريا، ويؤكِّد على أن مجلس الأمن قد "يتخذ إجراءات إضافية إذا لم تلتزم سوريا ببنود مشروع القرار".

يُذكر أنَّ روسيا والصين كانتا قد صوَّتتا ضد مشروع قرار، كانت دول أوروبية قد صاغته في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يندِّد بسوريا ويهدِّدها بعقوبات بسبب تعاملها الأمني مع المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية منذ بدء الاحتجاجات ضدَّ نظام الأسد في الخامس عشر من شهر مارس/آذار الماضي.
"محكوم عليه بالفشل"

إلاَّ أنَّ وزارة الخارجية الروسية أعلنت أنها "لا ترى مغزىً في إجراء تصويت سريع على مشروع القرار الغربي-العربي المقدَّم إلى مجلس الأمن حول سوريا، وأن أي تصويت من هذا النوع محكوم عليه بالفشل سلفا"، واصفة مسودَّة القرار بأنَّها "غير مقبولة".
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، في تصريحات أدلى بها الخميس: "كل شيء يمكن أن يحدث ويمكنهم (أي المندوبين الغربيين والعرب) أن يتجاهلوا آراء زملائهم وأن يطالبوا بتصويت فوري، ولكن هذا سيكون مشروعا فاشلا سلفا لأن التعبير عن رأينا ورد سلفا، وكذلك عن رأي شركائنا الصينيين."

وكان لافتا إبراز وسائل الإعلام في سوريا الجمعة قول غاتيلوف: "هنالك رسائل مبدئية معيَّنة يجب أن يتضمَّنها أي مشروع قرار لمجلس الأمن، وهي دعوة جميع الأطراف، وليس الحكومة السورية فقط، لوقف العنف، وكذلك الدعوة إلى البدء بحوار سياسي، دون شروط مسبقة، من أجل حلِّ القضايا القائمة في سورية حاليا."

وكذلك تأكيد المسؤول الروسي أنَّه "لا يزال من السابق لأوانه التكلُّم عن أن مشروع القرار هذا سيُعرض على التصويت، حيث يجب إجراء عدَّة جولات من المشاورات بشأنه بعد عرض المشروع، كما يتعيَّن على الوفود بعد ذلك توجيه المشروع إلى حكوماتهم لدراسته بعناية وتوجيه مندوبيها قبل مناقشة المشروع من جديد".

كما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن غاتيلوف قوله: "إنَّ القرارات حول التسوية السياسية في سوريا يجب أن تقرَّ بدون أي شرط مسبق."

وقال: "لا يمكننا أن ندعم أي قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى رحيل الأسد".

تصاعد العنف

تأتي هذه التطوُّرات في أعقاب تأكيد بعثة المراقبين العرب في سوريا على تصاعد وتيرة العنف في البلاد "بشكل كبير"، إذ أفاد ناشطون سوريون بمقتل أكثر من 50 شخصا الجمعة، معظمهم من المدنيين.

فقد أصدر الفريق الأوَّل محمد مصطفى الدابي، رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، الجمعة بيانا قال فيه "إنَّ معدَّلات العنف في البلاد تصاعدت بشكل كبير خلال الأيام الثلاثة الأخيرة".

وقال الدابي في البيان الذي صدر في مقر الجامعة في القاهرة: "إنَّ الوضع، بما هو عليه الآن من عنف، لا يساعد على تهيئة الظروف أمام القرارات التي اتَّخذها المجلس الوزاري العربي في اجتماعه الأخير، والتي تهدف إلى دفع كافَّة الأطراف للجلوس إلى طاولة الحوار".

وأوضح الدابي أنَّ "بعثة المراقبين ستواصل مهامها رغم هذه الظروف"، وطالب في الوقت نفسه "بوقف العنف فورا، "حفاظا على أرواح أبناء الشعب السوري، وإفساحا بالمجال أمام الحلول السلمية".

من جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقرُّه العاصمة البريطانية لندن، أن "44 مدنيا على الأقلِّ قد سقطوا قتلى الجمعة، بينهم 19 في بلدة نوى الواقعة في محافظة درعا جنوبي سوريا، إذ قضوا جرَّاء إطلاق قوَّات الأمن النار على مشيِّعي طفل قُتل الخميس".

وفي حلب سقط 5 قتلى خلال تفريق تظاهرة احتجاجية اعتبرها مراقبون تطوُّراً لافتا في تلك المدينة الشمالية التي لم تشهد مظاهرات كبيرة مناهضة لنظام الأسد منذ بداية الانتفاضة ضدَّه قبل أكثر من 10 أشهر.
كما ذكر المرصد أيضا أنَّ 12 من عناصر الأمن قُتلوا الجمعة في هجومين منفصلين، نجم أحدهما عن تفجير سيارة مفخَّخة بالقرب من حاجز أمني عند مدخل مدينة إدلب الواقعة شمال غربي البلاد، بينما كان الهجوم الثاني بقذائف صاروخية استهدفت حافلتين للأمن في بلدة المزيريب في محافظة درعا، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص.
عنف في حمص

من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسميَّة "سانا" أنَّ طفلا يبلغ من العمر 10 سنوات قُتل وأُصيب عدد آخر من المدنيين وعناصر قوَّات حفظ النظام بجروح جرَّاء انفجار عبوة ناسفة وإطلاق نار من قبل "مجموعة إرهابية مسلَّحة في حيِّ القاعة بمنطقة الميدان".

وقالت الوكالة إن مدينة حمص الواقعة وسط البلاد شهدت أيضا العديد من أعمال العنف، إذ قُتلت أمٌّ وابنها البالغ من العمر 14 عاما لدى سقوط قذائف على منزل العائلة الكائن في حيِّ طريق الشام.

وفي حيِّ الإنشاءات، عُثر أيضا على خمس جثث منكَّل بها، كما أُصيب عشرة آخرون بجروح جرَّاء سقوط قذائف هاون على حيِّ النزهة.