• ×
الخميس 18 رمضان 1445

لمحاربة الإرهاب تحت شعار "متحالفون ضد الإرهاب "

ولي العهد يفتتح أعمال اجتماع مجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي

ولي العهد يفتتح أعمال اجتماع مجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي
بواسطة fahadalawad 08-03-1439 07:28 مساءً 525 زيارات
ثقة : الرياض واس افتتح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله - اليوم، أعمال الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، تحت شعار " متحالفون ضد الإرهاب " ، بمشاركة وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي ووفود دولية وبعثات رسمية من الدول الداعمة والصديقة، وذلك بفندق الفيصلية بمدينة الرياض.
وصافح سمو ولي العهد فور وصوله مقر الحفل وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب المشاركين في أعمال الاجتماع، ثم التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.
بعد ذلك، بدأ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس الاجتماع كلمة،فيما يلي نصها :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أولاً أرحب باسم خادم الحرمين الشريفين بإخواني وزملائي أصحاب السمو وأصحاب المعالي وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، ولاشك أن اجتماعنا اليوم هو اجتماع مهم جداً لأنه في السنوات الماضية كان الإرهاب يعمل في جميع دولنا وأغلب هذه المنظمات تعمل في عدة دول بدون أن يكون هناك تنسيق قوي وجيد ومميز بين الدول الإسلامية ، اليوم هذا الشيء انتهى بوجود هذا التحالف ، فاليوم تُرسل أكثر من أربعين دولة إسلامية إشارة قوية جداً بأنها سوف تعمل معاً وسوف تنسق بشكل قوي جداً لدعم جهود بعضها البعض سواء الجهود العسكرية أو الجانب المالي أو الجانب الاستخباراتي أو الجانب السياسي ،فهذا الشيء سوف يحصل اليوم وكل دولة سوف تقدم ما تستطيع في كل مجال حسب قدراتها وإمكانياتها.
لدينا اليوم في اجتماعنا هذا عدة مبادرات سوف تعلن في البيان الختامي بعد اتفاق أصحاب السمو المعالي عليها .
كما لايفوتني اليوم أن نعزي أشقاءنا في مصر شعباً وقيادة على ما حدث في الأيام الماضية وهو فعلاً حدث مؤلم للغاية وكأنما يجعلنا نستذكر بشكل دوري وبشكل قوي خطورة هذا الإرهاب المتطرف ،جميعنا نعزي إخواننا في مصر ونؤكد أننا سنقف بجانب مصر وبجانب جميع دول العالم لمكافحة الإرهاب والتطرف .
اليوم الإرهاب والتطرف ليس أكبر خطر حققه هو قتل الأبرياء أو نشر الكراهية ،أكبر خطر عمله الإرهاب المتطرف هو تشويه سمعة ديننا الحنيف وتشويه عقيدتنا ،لذلك لن نسمح بما قاموا به من تشويه لهذه العقيدة السمحاء ومن ترويع للأبرياء في الدول الإسلامية وفي جميع دول العالم بأن يستمر أكثر من اليوم ، فاليوم بدأت ملاحقة الإرهاب واليوم نرى هزائمه في كثير من دول العالم خصوصاً في الدول الإسلامية واليوم سوف نؤكد أننا سوف نكون نحن من يلحق وراءه حتى يختفي تماما من وجه الأرض .
أرحب باخواني مرة أخرى وأتمنى مخرجات لهذه القمة ناجحة وأتمنى أن تكون الجهود لهذا التحالف ناجحة ومتميزة وأهلا وسهلا بكم .
ثم شاهد سمو ولي العهد والمشاركون والحضور فيلماً عرّف بالتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، وأهميته في مواجهة الإرهاب .
ثم ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد العيسى كلمة عبر فيها عن سعادته بالاجتماع الذي يعكس العزم الإسلامي على محاربة آفة الإرهاب، وتأكيد على أن الدين الإسلامي رسالة سماوية نقية من الشوائب.
وعدّ معاليه في كلمته فهم المسار الفكري ضمن مهام التحالف عنصراً مهماً، لدحر آفة الإرهاب من جذورها، مشدداً على أن ذلك هو الرهان الحقيقي والهدف الأسمى الذي تسعى إليه البشرية أجمع، ودول هذا التحالف على وجه الخصوص.
وأوضح الدكتور العيسى أن الإرهاب لم يقم على كيان سياسي ولا عسكري، بل على أيديولوجيةٍ متطرفةٍ، مبيناً أن الوقائع التاريخية والسجل العلمي للإرث الإسلامي يثبت أن الإسلام رحَّبَ بكل معاني السلام حتى أصبح جزءاً رئيساً من تعاليمه، ومفردةً مهمة في قاموسه، كما أقر منطق الاختلاف والتنوع والتعددية، وحمى الحقوق والحريات، وفتح العقل على آفاق أوسع، ووضع له قواعدَ تحفظ توازنَه الفكري، نجدها جلية في نصوص الشريعة.
وتساءل معاليه كيف تسلل التطرف منتحلاً اسم الإسلام بعد تلك الضمانات التشريعية التي رسخت بوضوحٍ تامٍ قيمَ الوسطية والاعتدال ، ملخصاً الإجابة على هذا التساؤل في أن التطرف بنظرياته الحالية لم يكن امتداداً فكرياً لمفاهيم سابقة، (وإن كان امتداداً لها في المنهج والسلوك)؛ ذلك أن التطرف المعاصر كان خليطاً من حماسةٍ قتالية بعاطفة دينية عشوائية تفتقر لأبسط مقدمات الوعي الديني وأبسط قواعد المنطق العقلي، وساعده على تمدده غيابُ القدر اللازم من المواجهة العلمية والفكرية له والتي تتطلب الدخول في تفاصيل مزاعمه.
ولفت العيسى الانتباه إلى أن بداية هذا الانحدار الفكري من اجتزاء النصوص وتحريف معانيها، وعدم الأخذ بقواعدها التي تضبط عملية التعامل معها، وللعقل الجمعي واستدراج العاطفة المجردة عن الوعي، والقراءات الخاطئة للوقائع والأحداث، والظروف النفسية لدى البعض تأثير كبير في نزعة التطرف.
وأشار إلى التقديرات الأولية لتعداد الدول التي التحق الإرهابيون منها بتنظيم داعش الإرهابي، بمائةَ دولة، وَفَدُوا من مدارس فقهية وعقدية متنوعة، يجمعهم هدف مشترك هو إقامةُ كيانِهم المزعوم، مضيفاً أن تقديرات نسبة الملتحقين بهذا التنظيم الإرهابي من أوروبا وحدها بلغ 50%.
وسلط معاليه الضوء على بعض نظريات التطرف المتداولة التي ترتكز عليها غالب مزاعمه، وتُمَثّل رهانَه الأكبر في اقتناص مستهدفيه حول العالم، والتي حصر منها مركز الحرب الفكرية بوزارة الدفاع بالمملكة العربية السعودية حوالي 800 مادة، سبق للتطرف الإرهابي أن أطلقها عبر آلاف الرسائل الإلكترونية، تعكس مستوى القصور الحاد في الوعي الديني والفكري، وكثير منها جاء نتيجة الخلط بين الشأن الديني وغيره، حتى انسحب ذلك سلباً على مفاهيم التعاون والتعايُش بل وطال العدالة والكرامة والبر والإحسان المقرر في دين الإسلام لكل إنسان.
وأكد أن التطرف واجه كذلك سنة الخالق جل وعلا في التعدد والتنوع فأقصى كل مخالف له من أن يكون له وجود أو كرامة، وهي حالة تأزم فكرية تتطلب هزيمتُها الأخذ بعدة مسارات.
وقال معالي أمين عام منظمة التعاون الإسلامي: "إن هذا الاجتماع يؤكِّدُ عزيمة توافق إسلامي تَرْجَم حقيقة تشريعه السمح في دُول سَلامِهِ ووسطيته واعتداله التي نسعد باجتماعها اليوم"، سائلاً الله جل وعلا أن يوفق الجهود ويسدد الخُطَى.

من جانبه أكد معالي الفريق أول المتقاعد القائد العسكري للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب راحيل شريف، أن أكبر تحدٍ للسلام والاستقرار في القرن الحادي والعشرين، ولاسيما في العالم الإسلامي، هو التصدي لأخطر ظاهرة في العالم، ألا وهي الإرهاب، مبينا أن التنظيمات الإرهابية قد شوهت مفهوم الجهاد في الإسلام، وحاولت جاهدة إلباس أعمالها الإجرامية الشنيعة ثوب شرعية الإسلام، إلا أنها بأعمالها الإرهابية الفظيعة والمنكرة تهدد السلم العالمي من أجل تحقيق أهدافهم التدميرية .
وأشار إلى عدد العمليات الإرهابية التي شهدتها السنوات الثلاث الأخيرة بلغت ما يقارب لـ 8000 هجوم إرهابي كبير على مستوى العالم، مما أدى إلى مقتل ما يزيد على 90,000 شخص وإصابة آلاف من الأبرياء، مؤكدا أن هذه الهجمات قد ارتكزت في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا وقارة أفريقيا، حيث كان تنظيما القاعدة وداعش الإرهابيان والجماعات التابعة لهما مسؤولة عن معظم هذه الهجمات .
وأوضح أنه وقع ما يزيد عن 70% من الوفيات الناتجة عن الإرهاب في أربعة دول، وهي العراق وأفغانستان ونيجيريا وباكستان .
وقال : خسرت هذه الدول الكثير من الأرواح والأموال خلال السنوات الماضية، ففي العراق بدأنا نشهد التحسن أخيرا مع استعادة العراق لمناطقها المحتلة من قبل داعش.
وأضاف : من ناحية أخرى، استطاعت باكستان تغيير المعادلة ضد الإرهاب ولازالت تتصدى لهذا الخطر بنجاح، وقال: " لقد أصبحت الحرب على الإرهاب أمرا في غاية التعقيد وتتطلب موارد ضخمة، إذ أن الجيوش والمؤسسات الأمنية والشرطية تواجه عدوا ليست له معالم واضحة مما يتطلب جهوزية عالية ويقظة وتأهبا دائما.
وعلى الرغم من أن بعض الدول استطاعت بناء قدرات في مجالات متعددة إلا أن هناك نقصا في التآزر والوقوف صفا واحدا في العالم الإسلامي ضد هذا الخطر من ناحية الآليات المؤسسية" .
ولفت شريف النظر إلى مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، المتمثلة في صياغته - أيده الله - هذا التحالف المناهض للإرهاب، واصفاً غياها بالمبادرة التاريخية والجريئة، التي جاءت إدراكا منه - رعاه الله - للحاجة إلى نهج استراتيجي شامل لمكافحة الإرهاب .
وأشار إلى الرؤية التي وضع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، للتصدي الجماعي للإرهاب، مؤكداً أنها رؤية قادرة على قيادة وتنسيق جهود الدول الأعضاء بكفاءة وفعالية عالية .
ستزود هذه الرؤية دول التحالف، بالتعاون مع الدول الداعمة، والمنظمات الدولية بمنصة لتنسيق وتوحيد الجهود السياسية والفكرية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية ضد كافة أشكال وصور الإرهاب والتطرف، وستمكن التحالف من الانضمام إلى الجهود الدولية الأخرى لحفظ الأمن والسلام، التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب ليس موجها ضد أي دولة أو طائفة أو دين وهدفه الأوحد هو محاربة الإرهاب.
وسلّط الفريق راحيل شريف الضوء على آليه التحالف المكونة من أربعة مجالات رئيسية، يركز فيها المجال الأول على مكافحة الفكر المتطرف، وسوف تبذل الجهود لصون ورعاية رسالة الإسلام العالمية المبنية على الوسطية والتسامح والرحمة من خلال إحداث أثر فكري ونفسي واجتماعي للتصدي للأفكار المتشددة المنحرفة.
ونوّه بدور الإعلام الذي عدّه المجال الثاني، الذي سيعد وينتج وينشر من خلاله التحالف الإسلامي محتوى اعلاميا مدعوماً بوقائع موثقة لتصحيح الصور الذهنية الخاطئة وفضح الخطب المتشددة المنحرفة، يلي ذلك محاربة تمويل الإرهاب، حيث يسعى التحالف الإسلامي لتجفيف منابع كافة أنواع الدعم المالي للتنظيمات الإرهابية من خلال التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء والأطراف المعنية الأخرى في تبادل المعلومات والقدرات الاستخبارية المالية وتطوير أطر العمل القانونية والرقابية وآليات الدعم الأخرى.
وأشار معالي قائد التحالف العسكري إلى أن عددا من دولنا الأعضاء يقع عليها ضغط كبير وهي تقاتل تنظيمات إرهابية، نظرا لنقص القدرات لدى قواتها المسلحة ومؤسساتها الشرطية والأمنية، ولذا سيكون التحالف الإسلامي منصة تساعد الدول الأعضاء في التحالف في عملياتها لمحاربة الإرهاب من خلال تبادل الاستخبارات وبناء ورفع القدرات.
وبين أنه وفقا لمهمة التحالف الإسلامي فقد وُضعت استراتيجية للاستفادة من خبرات وموارد الدول الأعضاء والدول الداعمة.
وعليه سوف يوفر التحالف الدعم لبناء القدرات العسكرية ورفع قدرات الأجهزة الشرطية والأمنية والاستخبارية عند الدول الأعضاء، مؤكداً أن ذلك سيظهر على المستوى العملي من خلال التخطيط المناسب والتدريب المتبادل وإجراء التمارين العسكرية في المناطق الحضرية المأهولة والمناطق النائية والتضاريس المتنوعة في بيئات معادية.
ولزيادة التنسيق، أوضح أن التحالف سيجرى تمارين مشتركة استنادا إلى سيناريوهات واقعية تتطلب استجابة سريعة وغرس روح التضامن والمسؤولية المشتركة في محاربة الإرهاب.
وقال: "يضاف إلى ذلك أن التحالف الإسلامي سوف ينشئ منصة بأحدث ما توصلت إليه التقنيات الحديثة لتبادل المعلومات والاستخبارات للتصدي للشبكات الإرهابية وداعميهم ومعاونيهم ومموليهم والمتعاطفين معهم، وبعد إجراء التحليلات المعمقة للمعلومات الحساسة، سوف يتم تبادل المعلومات الاستخبارية الفعالة مع الجهات المعنية".
وتابع معاليه القول : " إن الغاية النهائية من لقائنا هنا اليوم هي التوحد والعمل سويا من أجل هزم وسحق الإرهاب والفكر المتطرف نظرا لارتباط مصائرنا واعتماد خيرنا وازدهارنا على بعضنا البعض، وعليه فقد حان الأوان الآن أكثر من أي وقت مضى، في أن نتوحد ونحل خلافاتنا العالقة وندعو للسلم والتعايش والتناغم، مؤكدا أنه بعون الله سبحانه وتعالى وبدعمكم سنكون قادرين على هزم آفة الإرهاب وبناء مستقبل آمن لأجيالنا المقبلة .
من جانبه أعرب معالي وزير الدولة لشؤون الإعلام في المملكة الأردنية الهاشمية الدكتور محمد حسين المومني, عن شكره للمملكة العربيّة السعوديّة، لدورها القيادي للتحالف الإسلاميِّ العسكريِّ لمحاربة الإرهاب، وجهودها الكبيرة وخدماتها التي تقدِّمها في سبيل محاربة الفكر الإرهابيِّ المتطرِّف .
وأوضح معاليه أن هذا الاجتماع الاستثنائي والتاريخي ليس فقط لكوننا أمّة السلام والعدل والوسطيّة والاعتدال، بل أيضاً لأنّنا الأَولى بمحاربة من يهربونويقتلون باسم الدين الإسلاميّ الحنيف, مشيراً إلى أن الحروب أصبحت تُخاضُ من خلال وسائل الإعلام والاتصال، فأضحت السّاحة الإعلاميّة والاتصاليّة ميدان مواجهة، تماماً كما هي ميادين الحروب العسكريّة والأمنيّة, ولافتاً النظر إلى أن العصابات الإرهابيّة الجبانة تلقت خلال الشهور الماضية، هزائم كبيرة، لكنّ الحرب لم تنتهِ بعد، سيما في الميدان الإعلامي والاتصالي، الذي سيمتدُّ حتّى نُحصِّن مجتمعاتنا من أخطار الأفكار الظلاميّة، ونشدُّ من عضد إعلامنا ليكون أداة فاعلة بيد المجتمعات لمحاربة التطرُّف والغلوِّ والإرهاب, فالحرب على الإرهاب، ومواجهة الفكر الإرهابيّ المتطرِّف بجميع منابره، هي عمليّة مستمرّة، ومعركةٌ مصيريّة وحيث أن الاستراتيجيّة الشاملة التي اختطّتها الأردن لمحاربة هذا الفكر الظلامي، والتي تترجم رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الاردنية الهاشمية، عملت في جزءٍ أساسيٍّ منها على المحور الإعلامي والفكري، الذييتطلّب وقتاً، وجهداً توعويّاً وفكريّاً رائداً وممتدّاً.
وأكد أن الدول العربية والإسلامية تحتاج إلى تكثيف التنسيق والتعاون، وتبادل الخبرات والأفكار، والبناء على النجاحات التي تحقّقت، للوصول إلى آليّات فاعلة تسهم في محاربة الإرهاب على المستوى الفكري والأيديولوجي، وتفنيد المزاعم والخرافات والأفكار المشوَّهة والمشبوهة، التي تتعارض مع جميع القيم والمبادئ الدينيّة والإنسانيّة, إذ أن الإعلام المهنيّ التنويريّ الوازن يجب أن يكون صاحب الكلمة العليا والأثر الأكبر، ويتفوّق على كلّ الوسائل الأخرى التي يتّخذها أعداء الإنسانيّة وإعلامهم للنيل من هويّتنا وتاريخنا, مشيراً إلى أبرز الأدوار التي يجب أن تتصدّى لها مختلف وسائل الإعلام في الدول العربيّة والإسلاميّة، منها تفنيد المزاعم الكاذبة، والافتراءات الكُبرى، التي تقتات عليها الجماعات الإرهابيّة في تبرير جرائمها في كلّ أنحاء العالم, ولافتاً النظر إلى دور الإعلام الآخر للإعلام، منها المبادرة ببثّ وإنتاج محتوى قويم، يكرس قيم الإسلام الصحيحة، بأبعادها الإنسانيّة السامية، ويزرعها في عقول النشء والأجيال، ليكونوا دروع مجتمعاتهم في مواجهة المخطّطات الرامية إلى تدمير الأمّة، والقضاء على تاريخها, حيث أن مسؤولية تفنيد المزاعم، وبثّ محتوى قويم، تتضاعف على عاتقنا جميعاً في ظلّ الانفتاح الكبير، والتطوّر التقنيِّ المذهل الذي تشهده وسائل الإعلام، خصوصاً ما يتعلّق بوسائل الإعلام الحديث، ومواقع التواصل الاجتماعي، التي استغلّتها الجماعات لبثّ أفكارها المسمومة، واستقطاب المؤيّدين لنزعاتها المتطرّفة، ونسبها زوراً وبهتاناً إلىديننا الإسلاميّ الحنيف.
وبين الدكتور المومني أن الجميع تفاجئ بحجم التطوّر الكبير، والاستخدام المتقدِّم من جانب التنظيمات الإرهابيّة لوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي, الأمر الذي رتَّب علينا تحدّياً يتمثَّل بسرعة الاستجابة، واستثمار الخبرات المتقدِّمة، لإيجاد آليّات فاعلة ومقنعة، تخاطب كلّ فئات المجتمع، وتحميهم من المحتوى المتطرِّف الذي تنتجه عصابات التطرُّف الإرهاب. وقال الدكتور " إن تجربتنا الأردنيّة في التعامل مع الإعلام ووسائل الاتصال، كإحدى أهمِّ جبهات مواجهة الإرهاب، تقوم على ثلاثة مستويات رئيسة, أوّلها: المستوى السياسي والمهني، الذي يحدّد الأُطر والسياسات وأوجه التفاعل، للتعامل مع وسائل الإعلام بمختلف أشكالها، بمهنيَّة وانفتاح، وذلك لتعزيز الإعلام المهنيِّ الباحث عن الحقيقة، وتقويته، وثانيها: المستوى القانوني، الذي يتمّ من خلالالتشريعات والأنظمة التي تحصِّن المجتمعات، وتضع ضوابط قانونيّة واضحة للتجاوزات، وثالثها: المستوى الأمني الذي يتمّ من خلاله تتبُّع أيّة مظاهر في الإعلام تتجاوز على الأمن الوطنيِّ للدول، كبثّ خطاب الكراهية أو التطرُّف، أو استخدام الإعلام للترويج لأفكار التطرِّف، وتجنيد الإرهابيين. وقد أثبتالتعامل ضمن هذه المستويات الإمكانيّة الحقيقيّة لتحويل الإعلام، ليصبح عاملاً من عوامل منعة المجتمعات وتحصينها، بدل أن يكون نقطة ضعف فيها.
وأوضح أن التحدّي الماثل الذي أمامنا يعدد تاريخيٌّ وغيرُ مسبوق، فنحن بأمسّ الحاجة إلى وسائل غير تقليديّة، تسهم في دحر الأفكار المتطرِّفة، فلا يجب أن تبقى وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي نقطة ضعفٍ يتسلّل من خلالها من يريد النيل من مجتمعاتنا، ويحاول بثّ الفرقة والفتنة والتعصُّب، وتصدير الفوضى إليها، وزعزعة أمنها واستقرارها, حيث تبرز من هنا أهميّة صناعة جيل شبابيّ وعي مثقف يؤمن بمستقبله ويثق به، ولا يستكين إلى الأفكار لسلبيّة أو السوداويّة، ما يعني مستقبلاً أكثر إشراقاً، ومجتمع مؤكداً أن مجتمعنا أكثر إنجازاً وعطاءً، وأمّةًأكثر تماسكاً.
وسأل معاليه الله العليّ القدير أن يوفّق الجميع لتحقيق الاهداف والتطلعات المرجوه ، التي تصبّ في خدمة الأمّتين العربيّة والإسلاميّة.
بعد ذلك ألقى معالي محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور أحمد بن عبدالكريم الخليفي كلمة رحب في مطلعها بالحضور، مبيناً أن جريمة تمويل الإرهاب تمثل أحد أخطر الجرائم التي تؤثر بشكل كبير على الأنظمة والمؤسسات المالية والاقتصادية والأسواق العالمية واستقرارها وسمعتها وعلى الأمن والسلم الدوليين، وعملية مكافحتها تواجه تحديات كبيرة، لاسيما في السنوات الأخيرة شهدت تطوراً ملحوظاً وسريعاً في تعدد أساليب وطر ق التمويل. وتتزايد درجة المخاطر التي تواجه الدول مع تطور مستوى التخطيط والتنظيم لدى المنفذين، وتنوع طرق وأساليب التمويل.
وأفاد معاليه أن المنظمات الإرهابية تعتمد على عدة طرق لتمويل أنشطتها ولتغطية مصاريفها التشغيلية، حيث تستولي على موارد اقتصادية وطبيعية مهمة، لاسيما آبار الغاز والنفط في بعض الدول، والحصول على أموال الفدية، والاتجار بالقطع الأثرية بعد الاستيلاء عليها، بالإضافة إلى استغلال بعض القطاعات المرتبطة بالبناء والتشييد في بعض المناطق التي تتواجد بها تلك المنظمات الإرهابية، والاستيلاء على المؤسسات المالية والمقدرات الخاصة بتلك المؤسسات، ومحلات الاتجار بالمعادن الثمينة كالذهب، والاتجار في القطع المسروقة، والاتجار بالبشر، بالإضافة إلى الطرق التقليدية التي يتم فيها التمويل من خلال جمع وتوفير الأموال بين المنظمات الإرهابية بعضها البعض، وتلقى دعماً مالياً ولوجستياً من قبل داعمي الإرهاب، عن طريق استغلال الأنظمة المالية العالمية والتقنيات الحديثة في إخفاء تنقل الأموال بين الدول.
وأفاد الدكتور الخليفي أن المنظمات الإرهابية تحرص على تنويع مصادر دخلها، كي لا تضطر إلى توقف أعمالها نتيجة قمع عمليات التمويل من قبل السلطات المختصة بمكافحة تمويل الإرهاب، وتستخدم القطاعات الرسمية وغير الرسمية لتمرير تلك العمليات، كما تستخدم أسماء وهمية، وأعمال تجارية لتمرير تلك العمليات، مؤكداً أهمية التعاون بين الدول من خلال تعزيز أوجه التعاون الدولي لمكافحة هذه الجريمة التي تهدد الأمن والمجتمع والأجيال القادمة.
وبين أنه من أجل مكافحة هذه الجريمة الخطيرة، حرصت الدول على عقد تحالفات وشراكات لتعزيز قدراتها في مكافحة جرائم تمويل الإرهاب، إيماناً منها بأن مثل هذه التحالفات لها دور كبير ومهم في تسهيل تبادل المعلومات بين الدو ل الأعضاء ويتيح لها أيضاً فرص تبادل الخبرات والتعرف على أفضل الممارسات والأساليب المتبعة بين الدول في طرق مكافحة هذه الجريمة.
وقال الخليفي :" إيماناً من المملكة العربية السعودية بأهمية مكافحة جريمة تمويل الإرهاب في دو ل العالم، دعمت المملكة منذ سنوات المنظمات الدولية بالخبراء والقدرات البشرية والمالية للمراكز الدولية المختصة بمكافحة تمويل الإرهاب، حيث تعد المملكة أبرز المساهمين في مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وتتولى حالياً رئاسة المركز، وقدمت مساهمات مالية لهذا المركز بلغت (110) مليو ن دولار أمريكي، استفادت منه دول العالم في بناء قدراتها وتعزيز إمكانياتها في مكافحة الإرهاب، وذلك إيماناً من المملكة بقيادة حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله - بأهمية دعم الدول في عملية بناء قدراتها وتعزيز بنيتها التحتية لمكافحة تمويل الإرهاب".
وعد الدكتور الخليفي إنشاء مركز التميز لمحاربة تمويل الإرهاب ضمن التحالف الإسلامي العسكر ي لمحاربة الإرهاب، مشروعاً رائداً وركيزة مهمة في الإسهام بدعم ومساندة دول التحالف في محاربة تمويل الإرهاب، كونه يسهم في تعزيز آليات التعاون والرفع من قدرات الموارد البشرية لدول التحالف في أساليب المكافحة، وهو رسالة تأكيد من دول التحالف للمجتمع الدولي بأسره بأن هناك عزيمة وإصراراً من الدو ل الأعضاء على محاربة تمويل الإرهاب بالتعاون ن مع شركائه من الدو ل الداعمة، وسيؤتي ثماره حيال فعالية مكافحة تمويل الإرهاب في الدو ل الأعضاء في التحالف.
وأبان أن مركز التميز لمكافحة تمويل الإرهاب يهدف إلى أن يكون أحد أهم المنارات الرائدة في تعزيز مفهوم المكافحة على مستو ى العالم مستقبلاً ، ويسهم في دعم الجهود التي تقوم بها المنظمات الدولية المعنية في هذا الشأن من خلال ما سيقدمه المركز من مساعدات فنية وتدريبية تسهم في الارتقاء بقدرات الدول الأعضاء في التحالف في عمليات محاربة تمويل الإرهاب لديها، وسيساعد في تسهيل عملية التواصل والتنسيق والتعاون مع المجتمع الدولي بهذا الخصوص بما في ذلك الدول الداعمة من أجل تعزيز دور المكافحة، وتبادل أفضل الأساليب والممارسات لمكافحة تمويل الإرهاب.
وأشار إلى أن المركز سيكون له دور محوري في إعداد دراسات وتقارير تعد من خبراء دول التحالف، تسهم في إيجاد إجراءات وأفكار تعزيز
سبل المكافحة في الدول الأعضاء، وستساعدهم في إثراء وتحليل القرارات التي تتخذها الدول الأعضاء في مجال مكافحة تمويل الإرهاب، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات الفنية للدول الأعضاء في مجال مكافحة تمويل الإرهاب.
وأبان أن المركز سيوفر الدعم للدول الأعضاء في إعداد وتطوير وتنفيذ أطر العمل القانونية والرقابية في جميع لدول الأعضاء، والمؤسسات المالية وغير المالية والآليات الملائمة لكشف عمليات تمويل
الإرهاب والإبلاغ عنها، ومقاضاة ومعاقبة ممولي الإرهاب، ويسهل في تبادل المعلومات الاستخباراتية المالية من أجل مساعدة الدو ل الأعضاء في مكافحة تمويل الإرهاب، كما سيساعد من خلال ما البرامج تدريبية والمؤتمرات والندوات في الدخول في شراكات مع المنظمات الدولية والوطنية لتعزيز الإجراءات القانونية والرقابية، وتوجيه الجهود تجاه القطاعات التي تعد أكثر عرضة للاستغلال في تمويل الإرهاب.
وأعرب الدكتور الخليفي في ختام كلمت عن ثقته بأن هذا التحالف سيكون له دور مهم في مكافحة جرائم تمويل الإرهاب والتصدي لمرتكبيها، وسيسهم في تعزيز ودعم العلاقات ومبدأ التعاون والتواصل بشكل مباشر وسيؤدي إلى استمرار تطوير وتحسين وتعزيز المكافحة وأنظمتها على دول التحالف والدول الداعمة.
بعد ذلك ألقى معالي وزير الدفاع الوطني بالجمهورية التركية نور الدين جانكلي في الاجتماع كلمة أعرب فيها عن أمله في أن يعزز الاجتماع تعزيز الأمن والشفافية والمسؤولية في كافة الدول الإسلامية ومجتمع العالم بأسره، مبينا أن التنظيمات الإرهابية تهاجم الأبرياء باسم الإسلام , مستنكرا العمل الارهابي الذي حدث في مصر وأن من قاموا بهذا العمل لا يمكن أن يمثلوا الإسلام، بل يقومون باستغلال هذه الفرص من إحداث اضطراب في بعض المجتمعات الإسلامية .
وأشار إلى أهمية الوحدة بين الدول الإسلامية لأنها السبيل الوحيد الذي يمكن من خلالها مكافحة التنظيمات الإرهابية , لافتا إلى أن أهمية الحاجة للتغلب على المشكلات التي تواجه الدول الإسلامية من أجل الحول دون اغتنام هذه التنظيمات الإرهابية لها التي تحاول أن تستغل الثروات والفجوة في مجتمعاتنا لتحقيق مآربها في ظل هذه الأزمة .
وقال : إن الإسلام دين التسامح والسلام إن تركيا فيها أكثر من مليوني سوري هجروا من ديارهم بسبب الهجمات التي حدثت في داخل بلادهم، لذا فإن ذلك يستند على روح التلاحم والتضامن، وأن هذه المشكلة ينبغي أن يتم التصدي لها بفعالية، لذا فإن ذلك يتم في سياق هذه المساعدة، وأن روح التضامن ينبغي أن تكون مستمرة في العالم الإسلامي بأسرة، وإن معالجة المسائل الجزئية المتعلقة بأسباب هذا الإرهاب ليس كافياً بل يجب أن نتصدي لكافة هذه الجوانب، يجب أن نتصدى لهذه المشكلة بأنفسنا، لذا فإننا في العالم الإسلامي يجب أن نعكس مثالاً حياً لمكافحة الإرهاب في داخل دولنا وفي العالم الإسلامي بأسره وأنه من الخطأ أن نكافح الإرهاب فقط على مستوى داعش، بل هناك تنظيمات إرهابية مثل حزب العمال الكردستاني وغيره، ولذا فإننا لا يمكن أن نشير الى هذه المجموعات بمعزل عن الأخرى.
وأضاف : إن تركيا ظلت تعمل باستمرار لمكافحة أعمال داعش في داخل البلاد وفي هذه الأزمة وخارجها خاصة في ظل درع الفرات، إننا في اجتماعتنا في جنوى أكدنا على هذه المبادئ والتأكيد على مكافحة الإرهاب في سياق تجفيف التمويل، ويجب أن نعمل بفعالية على هذا التحالف وإن تركيا مستعدة لدعمه بكل الصور في سياق التنسيق، ويجب أن نقف متضامنين للتصدي لويلات الإرهاب وبتضامن وتعاون كاملين فإننا يمكن أن نؤكد بفعالية على هذه الجهود.
عقب ذلك ألقى معالي وزير شؤون الدفاع بمملكة البحرين الفريق الركن يوسف أحمد الجلاهمة كلمة شكر فيها المملكة العربية السعودية على مبادراتها في قيادة التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، ودفعها للعمل المشترك للتصدي لأخطار الإرهاب التي أصبحت تهدد دولنا وشعوبنا .
وقال معاليه : إن ما تمر به منطقتنا من ظروف استثنائية، كان وراءها دول تبنت الإرهاب، ودعمت منظماته، حتى شكلت منعطفاً خطيراً يهدد أمننا واستقرارنا، وتأتي في مقدمتها "إيران"، التي مدت يدها في الظلام، لتُصعد بتدخلاتها ما يشكل تهديداً واضحاً لدول وشعوب المنطقة، فاستهدفت بمنظوماتها وصواريخها بلاد الحرمين الشريفين، واحتلالها للجزر الإماراتية المتنافي مع قيمنا الإسلامية والأعراف الدولية، وسعت لتأسيس منظماتها الإرهابية كالحرس الثوري وحزب الله والحوثيين.
وأضاف معالي وزير شؤون الدفاع بمملكة البحرين : لم تكن مملكة البحرين بعيدةً عن تلك التدخلات الإرهابية، فقد تعرضت لسلسة من الأحداث الإرهابية كلفها 26 شهيداً وأكثر من 3000 جريح من رجال الأمن ومن المواطنين، كان آخرها تفجير أنبوب النفط، مما يستدعي منا جميعاً الوقوف صفاً واحداً في وجه الإرهاب، مؤكدا استنكار مملكة البحرين لجميع التدخلات والاعتداءات الإرهابية، ودعم الجهود كافة لمحاربة الإرهاب وجماعاته.
بعد ذلك ألقى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الكويتي سمو الشيخ محمد خالد الحمد الصباح كلمة خلال الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع دول التحالف الاسلامي العسكري لمكافحة الارهاب، قدم فيها الشكر والتقدير لحكومة المملكة العربية السعودية على هذه الدعوة لعقد واستضافة هذا الاجتماع على مستوى وزراء الدفاع لدول التحالف الاسلامي لمكافحة الارهاب .
وأكد سمو الشيخ محمد الصباح أنه ليس بغريب على المملكة التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين وقامت على عقود مضت بدور محور حافل بالعطاء والتضحية في مكاحفة التطرف والارهاب، مشيرا إلى أن الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم أجمع والمنطقة بشكل خاص التي أفرزت مخاطر وتحديات خطيرة يعاني البعض من تداعيتها وسيعاني الجميع من تبعاتها دون استثناء إن لم نقف معاً صفاً واحداً في هذه الظروف التي تتطلب منا أن نقف بحزم لمنع استغلال تلك الظروف من قبل الجماعات والتنظيمات الارهابية والمتطرفة بما في ذالك المليشات المسلحة لوقف نشر أفكارها الهدامة ومماسرتها الاجرامية من قتل وتشريد وترويع .
وبين سموه أن تبرير تلك التنظيمات والجماعات بأن أعمالها مستوحاة من التعاليم الدين الاسلامي لهو أمر بعيد كل البعد عن مبادئ وقيم الشريعة الانسانية، مؤكدا أن هذا التحالف اليوم أصبح مؤشرا جوهريا للمجتمع الدولي ورسالة بأن الارهاب والتطرف ظاهرة لا يكاد يخلو منها مجتمع من المجتمعات المعاصرة، وأنها لاترتبط بدين أو قوم، وأن أكثر من يعاني هو المجتمع الاسلامي .
وأكد الشيخ محمد الصباح حرص بلاده على المشاركة ضمن الصفوف الأمامية لهذا التحالف انطلاقاً من موقفها الثابت تجاه الارهاب والتطرف ورفضها استغلال الإرهاب الذي اتسعت رقعته جغرافيا على المستويين الاقليمي والدولي لسماحة الدين، ما يحتم علينا توجيه الجهود والطاقات للتصدي لهذه الظاهرة و القضاء عليها وتجفف منباعها والعمل للحد من انتشار الفتن والاحتقان الطائفي لما يشكلانه من تأجيج لكيان الأمم وأمنها واستقرارها .
وأشار إلى ما تعرض له مسجد الروضة في جمهورية مصر العربية الشقيقة من استهداف للمصلين والآمنين يعد دليلا على أن الارهاب لا يمت للاسلام بصلة، حيث تعلن الكويت عن استنكارها الشديد لهذا الحال وتتقدم بخالص العزاء لأهالي الضحايا، مؤكدة وقوفها لجانب مصر لكل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها .
وأكد سمو الشيخ محمد الصباح أنه ليس هناك أدنى شك إدراك طبيعة الظروف المحيطة وجميعاً نتفق أن اوطاننا ليست بمنئ عن تداعياتها ومخاطرها، داعيا الجميع إلى التأخي والتكاتف من أجل بناء تحالف قوي على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأمنية منها والاعلامية للوقوف في وجه كل من يحاول المساس بديننا الحنيف، والعمل جاهدين على تحصين أوطاننا وحماية مجتمعنا من التطرف والفتن والنزاع .
عقب ذلك ألقى معالي وزير الدفاع بجمهورية السودان عوض محمد بن عوف كلمته في الاجتماع أشار فيها إلى إدانة بلاده بشدة لما حدث من عمل آثم في جمهورية مصر لإزهاق الأرواح البريئة، مقدما تعزية حكومة السودان لحكومة مصر وشعبها ولأسر الضحايا، وقال : إن العالم يعيش حالة اللاوعي الاستراتيجي لتوالي الأحداث المفجعة وكارثية نتائجها ورغم ذلك فإن الاستراتيجية الحاكمة في المنطقة تسعى لاختراق مجتمعاتها وتشكيل كياناتها و استقرارها وتهدف لتفكيك دولها لإعادة تكوينها من جديد، مؤكدا أن الطبع السوداني ينفر من ممارسة الإرهاب ويستنكره بشدة ويقاومه بقوة .
وجدد معاليه دعم بلاده لهذا التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الارهاب تحت قيادة المملكة العربية السعودية لمكافحة عناصره وتحجيم وسائلة والحد من انتشاره لتقليل آثاره الضارة على شعوب المنطقة والضارة بالإنسانية جمعاً وذلك التزاماً اخلاقياً ومستمداً من ديننا السمح .
من جهته قال معالي وزير الدفاع الباكستاني خرم دستغير خان إن بلاده والمملكة العربية السعودية وقفا مع بعضهما البعض خلال عدة عقود خلت، مما يؤكد على الاستضافة التي تستند على ثقافتنا المشتركة وتعاوننا وتضامنا في عدد من المحافل، و يؤكد أيضاً على التزامنا بمكافحة الارهاب، مشيرا إلى أن التعاون الدولي يعد عنصراً أساسيا للتعامل مع هذه التهديدات الحدودية أو العابرة للحدود للإرهاب .
وأكد خلال كلمته في الاجتماع ضرورة الحوار مع جميع الجهات التي تقودها المملكة من أجل التصدي ومكافحة الارهاب على مستوى الأمم المتحدة، مبينا أن استراتيجية باكستان لمكافحة الارهاب ترتبط بأوجه متعددة قامت بإطلاق أكبر عملية لمكافحة الارهاب والتصدي لإنهاء عدد من الشبكات الارهابية، كذلك إطلاق أكثر من 20 نقطة انطلاق للتصدي للأفكار الارهابية ، مفيدا أن مكافحة الارهاب لا يمكن ان تعد فاعلة دون أن تتضافر الجهود لجميع الدول الاسلامية من أجل استئصال جذور الارهاب وصوره .
ثم ألقى مساعد وزير الدفاع المصري اللواء أركان حرب توحيد توفيق عبدالسميع كلمة أكد عزم جمهورية مصر العربية على محاربة آفة الارهاب التي بات يعدد دول العالم دون استثناء واعتباره تهديدا عابرا للحدود، يتطلب من الجميع مراجعة شاملة جماعية منسقة وسريعة تجسد المسؤولية والارادة لمواجهة هذا التهديد الخطير من القراءة الدقيقة لتاريخ الجماعات الارهابية .
وافاد اللواء توحيد أن الارهاب أتخذ من الأديان ستارا بدوافع مختلفة تؤكد على عدم وجود فوارق في الاسس التي تنطلق منها الجماعات الإرهابية وانتهاجها للعنف واسقاط وتقزيم الدول ذات السيادة واقامة ما يسمى بهتانا بولايات دولة الخلافة على المنطقة الجغرافية الشاسعة في العالم ونركز منها العالمين الاسلامي والعربي .
وأكد أهمية تحقيق الأمن والرخاء لشعوبنا ومواجهة الارهاب ومحاولاته المتكررة للنيل من ظهور التنمية، والتفكير مليا في طبيعة البيئة التي يجري فيها هذا الصراع مع الارهاب في عالمنا المعاصر ، حيث لا يخفى على أحد التحديات الاستراتيجية المتنوعة التي تواجهنا جميعا .
وأشار إلى أن أعضاء التحالف الاسلامي العسكري تجسيدا لإرادة وتصميم دولنا على محاربة الارهاب عبر تحالف واسع يمتلك كافة المقومات اللازمة لدحر الارهاب وحماية الأوطان والشعوب، مبينا أن رسالة الاسلام هي السلام ومن هذا المنطلق فإننا نرفض اي محاولة لربط الارهاب بدين او عرق او ثقافة ونؤكد على ان مسؤوليتنا في معالجة تلك الافة البغيضة لا تقتصر فقط على البعد العسكري والامني ولكنها معالجة شاملة تولى اهمية للتوعية ونشر ثقافة التسامح والتعايش والتعاون البناء بين مختلف الشعوب والاديان والثقافات، فيما تؤكد مصر تصميمها والتزامها الراسخ بمحاربة الارهاب بكافة اشكاله .
بعدها ألقى معالي وزير الدفاع الوطني بجمهورية غينيا الدكتور محمد دياني كلمة أكد فيها مشاركة بلاده في التحالف الاسلامي، بهدف التخلص من جميع مظاهر الارهاب والأخطار التي تؤدي إلى تنامي آفة الارهاب، مؤكدا أن الحرب ضد الارهاب هي حرب دولية وتحتاج إلى كثير من التعاون، وأن التحالف الاسلامي العسكري لمحاربة الارهاب هو تحلف بالغ الأهمية لأنه يعرب عن تصميمنا وعزمنا وعزم دولنا التي وللأسف بعضها قد تعرض لكثر من هذه الأحداث، والبعض اتهموا بالإرهاب ليس فقط في هذه المنطقة الجغرافية ولكن في كل الأماكن التي تحتاج إلى خبراتنا وتواجدنا .
بعدها ألقى معالي وزير الدولة لشؤون الدفاع بدولة الإمارات العربية المتحدة محمد أحمد البواردي الفلاسي كلمة شكر فيها حكومة المملكة العربية السعودية على اختيار شعار "متحالفون ضد الارهاب"، الذي يعبر عن اجتماعنا، الذي يعقد وسط تصاعد خطر الارهاب الذي لا يقتصر فقط على تنظيم بعينة أو كيان متطرف، بل يشمل كل أنشطة الإرهاب بغض النظر عن المذهب والدين .
وقال إن الاجتماع يشمل كل ما له علاقة بالإرهاب ونشاطاته الخبيثة من تنظير أو تسليح أو دعم أو توفير منصات إعلامية أو تعاون معلوماتي أو تعاطف أيدولوجية، مؤكدا أن هزيمة الارهاب ثقافياً وفكرياً واعلامياً لا تقل أهمية وتأثيراً على أهمية دحر الارهاب عسكرياً وأمنياً .
وافاد أن معركة دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب ليست مع التطرف والارهاب فقط بل هي بموازاة ذلك معركة تنموية تستحق أن ندحرها بكل جدية وإصرار من أجل أجيالنا المقبلة، مؤكدا أهمية تطوير التعليم ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح والتعددية وقبول الآخر ودعم الوعي الديني الصحيح تمثل في مجملها أساسيات ومتطلبات النصر في مواجهة التطرف والارهاب .
ثم ألقى نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن صالح كلمة ثمن من خلالها الجهود الصادقة للمملكة العربية السعودية في قيادة معركة الإرهاب ومعالجة تداعياته ووقف تهديداته للأمن والسلم العالمي, مشيراً إلى أن استضافة المملكة للاجتماع حدث وإنجاز تستدعيه الأهمية والضرورة.
وأضاف أن هذا الحضور العربي الإسلامي العسكري غير المسبوق يؤكد الزعامة العربية والإسلامية والمكانة الدولية المرموقة التي تحتلها المملكة ومراهنة شعوب وحكومات العالم الإسلامية ودول العالم على قيادتها للمعركة المصيرية في مواجهة أخطر ظاهرة تشوه سماحة الإسلام وتهدد السلام والحياة والتعايش.
وأكد نائب الرئيس اليمني، أن ضلوع نظام طهران بدعم جماعات الإرهاب, مشدداً على ضرورة إعلان مليشيات الحوثي وحزب الله اللبناني جماعات إرهابية.
وقال الفريق محسن: إن الحكومة الشرعية في بلاده لا تزال تخوض معركة مفتوحة مع الإرهاب المتمثل في تنظيمي القاعدة وداعش والإرهاب الإيراني وما تفرع عنه وارتبط به من جماعات وفي مقدمتها المليشيات الحوثية الإرهابية الإيرانية.
ولفت المسؤول اليمني، الانتباه إلى أن الشرعية وبدعم من دول التحالف حققت الكثير من النجاحات أبرزها استعادة أغلب الأراضي من سيطرة الانقلابين وتحقيق هزائم قاسية ومتلاحقة بميليشياتها إضافة إلى تسديد ضربات موجعة لتنظيمي داعش والقاعد, مضيفا أن المعركة ضد الانقلاب والإرهاب تمضي وفق خطط مدروسة وثابتة حتى النصر.
ثم القى معالي وزير الدفاع والمحاربين القدام بجمهورية مالي ثينا كوليبالي كلمة أكد من خلالها تنديد بلادها كافة الاعمال الارهابية بشدة خاصة ما حدث في جمهورية مصر العربية وانني ونقل تعازي بلادي وقيادتها للشعب المصري ، مشيراً إلى تضافر هذه المساعي المشتركة للقضاء على الارهاب بكل اثاره وان بلاده تؤكد على مخاطر هذا الارهاب والتصدي له بكل اشكاله وانه لدينا اعمال عراض في ان نتصدى لهذه الجهود وقيادتها لاستئصال الارهاب والقاء الهزيمة به .
وأكد دعم بلاده المستمر لهذا التحالف في كل جهوده ونعلن عن مشاركتنا الفاعله حتى تنصدى للارهاب بكل صوره واشكاله
بعد ذلك بدأت أعمال الجلسة المغلقة للاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.