• ×
الثلاثاء 14 شوال 1445

مسميات الابل وألوانها وانواعها لدى العرب

مسميات الابل وألوانها وانواعها لدى العرب
بواسطة fahadalawad 07-06-1440 12:27 مساءً 810 زيارات
ثقة : الصياهد فهد العواد ـ ماجد الحربي  يعكس مهرجان الملك عبد العزيز للإبل في نسخته الثالثة، المقام حالياً على أرض الصياهد الجنوبية للدهناء، علاقة الإنسان بالإبل في الجزيرة العربية، وارتباطه بها ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً، ومدى بعد هذه العلاقة طيلة العصور الماضية والحاضرة.

واعتمد ابن الجزيرة العربية على معطيــات الطبيعة بشــكل أكبر، إذ حضرت الإبل بكامل تفاصيلها في حياته اليوميــة، ولم يسـتغن عن الإبل، قديماً وحديثاً، فقد أصبحت أيقونة تراثه كونها مصدر غذائه واقتصاده في منتجاتها المتعددة.

وأثبتت النقوش الحجرية التاريخية عمق هذه العلاقة بين الإبل والإنسان، حيث شكلت ركيزة للقوافل التجارية قديماً في نقل البضائع وجلب الماء، إضافةً إلى الاستخدامات المتعددة لجلودها وأوبارها، ومنها صناعة الحبال وقرب الماء.

وجاء ذكر الإبل في القرآن الكريم والسنة النبوية، دليلاً على مكانتها، قال تعالى ( أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ )، وفي هذه الآية الكريمة خص الله - سبحانه وتعالى - الإبل من بين مخلوقاته الحية، وجعل النظر إلى كيفية خلقها أسبق من التأمل في كيفية رفع السموات ونصب الجبال وتسطيح الأرض، ويدعو - سبحانه وتعالى - إلى أن يكون النظر والتأمل في هذه المخلوقات مدخلاً إلى الإيمان الخالص بقدرة الخالق وبديع صنعه.

وأفاض العرب في ذكر الإبل في كتبهم نثراً وشعراً، حتى أصبحت خصائصها مضرباً للأمثال في النصوص الأدبية، ومن أشهر الأمثال والحكم عند العرب التي ذكرت فيها الإبل: " لا ناقة لي فيها ولا جمل" ويضرب لمن يطلب منه الاشتراك في أمر لا يهمه، وقال العرب " أخف حملاً من بعير" ويضرب للقوي الذي لا يتأثر بالأثقال، وقيل "جاءوا عن بكرة أبيهم" ضرب لمن يأتون جميعاً ولم يتخلف منهم أحد.
وقال العرب أيضا " اعقلها وتوكل" ويضرب في أخذ الأسباب والاحتياط للمضي قدما فيما يريد ثم الاتكال، إضافة إلى قولهم " ما هكذا تورد الإبل" ويقال لمن قام بعمل شيء ولم يحسنه.

ويقتني الإنسان العربي الإبل مدعاة للفخر وحفاظًا على التراث و جزء من تقاليد الآباء والأجداد على مر العصور وفخراً بنوعيتها المميزة وأعدادها ، ومن أشهر أنواع الإبل " المجاهيم"، وتسمى " الإبل النجدية " وتتصف بسواد لونها ، وكبر حجمها وغزارة إنتاجها للحليب، ولا تستعمل للركوب أو الحمل إلا في الضرورة ، "المغاتير" ومنها " الوضح " ، وهي متوسطة الحجم معتدلة الإدرار للحليب جميلة المظهر ، "الشقحاء" : أقل بياضًا من الوضح وهي نوع من أنواع المغاتير إنتاجها للحليب متوسط، "الشعلاء" : لها ألوان متداخله بين الأحمر والأشقر متوسطة الإنتاج للحليب تمتاز بسرعة الجري ، "الصفر" : تمتاز بغزارة وبرها ولونها خليط بين الأبيض والأحمر وإنتاجها من الحليب متوسط، "الحمر" ، متوسطة الحجم قليلة إدرار الحليب، "الأوارك": وتسمى "حر الإبل" أحجامها متوسطة إلى صغيرة، متوسطة الإدرار للحليب وذات وبر خفيف وسميت " بالأوراك " لتوجدها في المناطق التي تنمو فيها أشجار الأراك.

وتشارك الإبــل أصحابهــا مشاعرهم بالوفــاء والإخــلاص، فهي عندمــا يشــعرون بالخـوف فإنهـا تحـس بهـم وتخـاف وتضطـرب وتسـتعد وتراقـب مصــدر الخطــر حيــث تقــوم "بتشــنيف" آذانهــا وتمــد أعناقها لتتحســس مصدر الخطر وأين وجهته وحين يقترب الخطــر تنـذر أهلها، وتقـوم بالالتفاف حـول بعضها.

وتمتاز الإبل بعدد من الخصائص الجسمانية وأهمها: أن لها شفاه مشقوقة تُساعدها على تناول النباتات الشوكية بسهولة، كما تُمكنها من إغلاق فتحات الأنف أثناء العواصف الرملية، وتُصنف الإبل من المجترات، حيث تتمكن من تخزين الطعام والماء في أكياس داخل المعدة ثم تستعيده للمضغ مرة أخرى، كما تحتوي أعناقها الطويلة على غدد لعابية خاصة مهمتها ترطيب النباتات الجافة، مما يُمكنها من تناول أي طعام مهما كان، وسنامها قادر على تخزين الدهون الموجودة في طعامها لاستعمالها كمصدر للطاقة فيما بعد إذا لم يتوفر الطعام.

كما أن لها جلداً غليظاً جداً يُساعدها على تحمل لسعات الحشرات وحرارة الجو، ووبرها عاكس لأشعة الشمس ولهذا تستطيع الحفاظ على درجة حرارة ثابتة، وغددها العرقية قليلة جداً مما يُقلل من فقدانها للمياه ويُحافظ على سيولة الدم في درجات الحرارة العالية، والإبل قادرة على تعديل درجة حرارتها بما يلائم الجو كما أنها من ذوات الدم الحار ودرجة حرارة جسدها الطبيعية 42 درجة مئوية في النهار و34 درجة في الليل دون أن تمرض.

وهيئ الخالق سبحانه وتعالى جسد الإبل للحد من استهلاك الأكسجين عند ارتفاع درجة الحرارة، ويساعد الخف الإبل على التنقل على الرمال الناعمة بخفة ورشاقة دون أن تُغرس أقدامها فيها مما يقلل شعورها بالتعب ويرفع من سُرعة تنقلها.

وتتحمل عيون الإبل العواصف الترابية بشكل فريد، حيث تحتوي على جفن شفاف يُمكنها إغلاقه أثناء العاصفة مع استمرار رؤيتها بوضوح، كما أن لها رموشا طويلة تحمي العينين، كما أن الإبل لها قدرة هائلة على تحمل العطش مدة قد تصل لشهر كامل إذا كان الجو بارداً، أما في درجات الحرارة المرتفعة فيُمكن أن تكتفي بمرة واحدة في الأسبوع، كما أنها قادرة على شرب كميات هائلة من المياه في زمن قياسي دون أن تمرض أو تموت كباقي الكائنات الحية لأن كمية الدماء في جسدها أعلى بكثير من باقي الحيوانات، وشكل كريات الدم الحمراء لديها مُختلف وقابل للتمدد والتغير مما يُساعده على تخزين المياه لمدة أطول .

ويسمى صغير الإبل عند ولادته " حوار" وعندما يكبر الذكر يسمى "قعود" والأنثى تسمى "بكرة"، وعندما يهرم الجمل يسمى "هرش"، والناقة عندما تكبر تسمى "فاطر"، وللإبل تسمية على حسب عمرها فالصغير عند الولاد يسمى "حوار" وبعد أن يتم السنة يسمى "مفرود"، وعندما يصبح عمره سنتين يسمى "لقي"، وإذا أنهى السنة الثالثة يسمى "حق"، وعندما يكمل الأربع سنين يسمى "جذع"، وبعد خمس سنين يسمى " ثني"، وبعد ست سنوات يطلق عليه "رباع"، وفي السنة السابعة يسمى "سديس"، ويتراوح عمر البعير من 25 إلى 30 سنة.

وأطلق العرب على مجموعات الإبل مسميات مختلفة تبين أعدادها من القلة إلى الكثرة ومنها " الذود" ويتكون من ( 3 إلى 10متون)، و"الصرمة " من(20 إلى 30 متنا)، و"الهجمة" من (50 إلى 90متنا) ، أما "الهنيدة" فتتكون من (100متن)،و من (500إلى 1000 متن) يطلق عليها "العرج"، وأكثر من (1000 متن) تسمى " بالجرجور" .

وتصدر الإبل أصواتًا مختلفة "كالرغاء" وبه تعبر الإبل عن الفزع والتضجر، "والضبح " وهو إصدار الهواء عند الفزع بلا "رغاء" ، وصوت "الحنين" وهو نوع من الحنين فيه تعبير مختلف في ترديد الصوت وعادة ما يكون منخفضًا قليلًا ويرتفع مقدار الصوت إذا فقدت حورها ،إضافة إلى صوت " الإهجال" وهو نوع من الحنين فيه تعبير أكثر بصوت مرتفع إذا ما تهجل الخلوج .

أما " الدواه أو الحدو " فهو صوت راعي الإبل لأبله لكي تتبعه إلى المرعى أو تعود إلى أماكنها، ولكل راعي أبل " دواه " معين تطرب الأبل وتنصت آذانها له وتتجه جميعها نحوه فتزداد نشاطا وتحث سيرها.

وتتخذ الإبل أنواعاً مختلفةً في مشيها ومنها " الأوخد" وهو المشي العادي حيث يبدو الراكب يتمايل يميناً وشمالاً, وإلى الخلف وإلى الأمام، "والدرهام" وهو مد البعير لخطواته ومتابعتها بسرعة وانتظام وانسياب، و" الزرفال" وهو جري سريع تتابع فيها الخطوات بسرعة شديدة ولكنه أقل من الدرهام، "الكبيع" وهو جمع القوائم الأمامية ورافعها إلى أعلى ويحدث ذلك عندما يجفل البعير، و"الغارة" وهو جمع القوائم الأمامية والخلفية بسرعة وبحركة متتالية وعادة ما يكون في بداية السباق.