• ×
الجمعة 19 رمضان 1445

المسلم.. المهرجان تقيمه إمارة الشارقة منذ عشرين عاماً للحفاظ على التراث العالمي

أيام الشارقة التراثية.. التراث جسر آمن للعبور إلى المستقبل

 أيام الشارقة التراثية.. التراث جسر آمن للعبور إلى المستقبل
بواسطة fahadalawad 09-08-1443 04:34 مساءً 265 زيارات
ثقة: الشارقة عواد العواد   أكد رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا لأيام الشارقة التراثية الدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن المسلم، أن أيام الشارقة التراثية، ساحة مفتوحة للحفاظ على التراث الخليجي والعربي والعالمي، بالتعاون من منظمات الأمم المتحدة المعنية بهذا المجال.

وكشف المسلم في تصريح صحفي مساء أمس إن أيام الشارقة التراثية مهرجان سنوي تقيمه إمارة الشارقة ممثلة في معهد الشارقة للتراث، منذ عشرين عاماً وهذه الدور الـ " 19 " لتوقف فعالياته العام الماضي بسبب جائحة " كوفيد 19 "، التي اجتاحت جميع دول العالم، حيث يقدم المهرجان التراث الثقافي بتنوعاته المختلفة، خليجي وعربي وعالمي، وتشتمل فعالياته على جانب فكري يتمثل في الندوات وورش العمل التي تصاحب المهرجان طيلة أيام إقامته ".

وأشار إلى أن الفعاليات الثقافية تقام من خلال المقهى الثقافي والأكاديمية العلمية للمعهد، مؤكداً أن شعار هذا العام هو " التراث والمستقبل "، حيث سيصدر كتاب قريباً بهذا الاسم، يتضمن أهم ما طُرح خلال المهرجان من محاور ونقاشات للمفكرين والمثقفين الذين شاركوا فيها .

وأوضح المسلم أن المشاركة الخليجية في هذا المهرجان أساسية منذ انطلاقته عام 2002، من المملكة العربية السعودية، ومن قطر والبحرين وعمان والكويت، حيث تتنوع المشاركة منها الفنية ومنها التراثية والحرفية، مثل الملبوسات والطهي وغيرها.

من جانب أخر تتواصل فعاليات "أيام الشارقة التراثية" في نسختها التاسعة عشرة، الثقافية والفنية والترفيهية، ورقصات الفنون الشعبية والفولكلورية والأهازيج الغنائية المحلية والعربية والعالمية .

حيث أقيمت مساء أمس ضمن فعاليات المقهى الثقافي ندوة، شارك فيها كل من رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العُليا المنظمة للأيام الدكتور عبد العزيز المسلم، والدكتور عمر عبد العزيز، والدكتور سعيد يقطين وسلامة الرقيعي، حيث ناقشت الندوة تجليات "التراث الثقافي وأفق المستقبل".

واستهل الدكتور عبد العزيز المسلم، الندوة بالترحيب بالمشاركين، موضحاً بأن اختيار "التراث والمستقبل" شعارًا لدورة هذا العام انبثق من فكرة أن الشارقة في نهضتها وتنميتها الشاملة تحلق بجناحين قويين يمثلان الأصالة والمعاصرة، في تمسك عميق بقيم وهوية الماضي وتطلع واثق يصنع المستقبل ويستشرفه.

وأكد المسلم أن هذا النهج يتجسد في اهتمام الإمارة بصون التراث وحفظ الهوية الأصيلة بما فيهما من أفكار ومعتقدات وقيم موروثة وإقران كل ذلك بانتشار المؤسسات العلمية والبحثية المتقدمة وأرقى مراكز الابتكار والتكنولوجيا والفضاء والفلك .

بدوره، تحدث الدكتور عمر عبد العزيز عن العلاقةبين التراث والتشكيل، ببعديهما الماضوي والمستقبلي، مؤكدًا أن البعض قد يحمل نظرة ثنائية تصادمية بين التراث كمفهوم وفعل وبين التشكيل بما فيه من مفردات الحاضر والماضي والمستقبل، وأضاف أن التراث عصي على الاضمحلال والتلاشي طالما توفر الترابط والربط الصحيح مع المستقبل، لأن التراث بات بمثابة لؤلؤة في محارة تحتاج لإعادة اكتشاف دائم، وقد تبدو كصحراء ميتة لا حياة فيها، لكن قطر المطر المنهمر تنعشها فتدب فيها الحياة من جديد إن أردنا.

فيما تناول الدكتور سعيد يقطين بإيجاز العلاقة بين التراث السردي العربي ورهانات المستقبل، باعتبار أن السرد الروائي لم ينل حقه الكافي من الاهتمام في ثقافتنا قديماً وحديثاً بالمقارنة مع ما حظي به الشعر، رغم أن السرد كنسق حياتي هو فعل قائم يتجلى في أبسط أنواع التواصل اليومي وصولاً إلى الثقافة العميقة.

واعتبر يقطين أن الحاضر يمكن تسميته بنقطة الصفر المتحولة بين الماضي والمستقبل، فهو يتداخل مع الاثنين، ولا يمكننا حاضراً أن نفكر في المستقبل إلا على ضوء ما نأخذه من الماضي.

ولفت إلى أن الغرب تجاوز مرحلة التساؤل عن حالة التراث، لأنهم نجحوا في تطويره وجعله مكوناً طبيعياً في حياتهم وممارساتهم اليومية، عبر اعتنائهم بمن مضى من أدباء ومفكرين وشعراء والاحتفاء بمنجزاتهم في الجامعات والعمران، ولا يتم الاكتفاء لديهم بالتذكر الآني والاحتفاء الموسمي بتراثهم.
ودعا يقطين إلى التخلص من التراكمات والرواسب المقيدة للتفكير الثقافي والأدبي المنفتح، مشدداً في الوقت نفسه على أهمية تجاوز عدد من الثنائيات المقيدة والعقد السائدة في الفكر المرتبط بالموروث الثقافي.

اما سلامة الرقعي فتطرق إلى دور إمارة الشارقة في رعاية التراث والثقافة وصون الموروث الثقافي عبر جهودها ومنجزاتها ومشاريعها التي تخطت بأثرها ونفعها حدود الوطن العربي، وأسهمت في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيزها، مشيراً إلى أن ارتباط التراث بين الماضي والحاضر والمستقبل هي حلقة متسلسلة متواصلة لا انقطاع فيها كما هو الأمر في انتقال الثقافات والمهارات والحرف بين الأجداد والأحفاد بصور وأنماط متطورة.

وشدد مستشار التراث الثقافي لمعهد الشارقة للتراث سابقاً الدكتور أحمد علي مرسي، في مداخلته خلال الندوة، على ضرورة إعادة دور الأسر في رأب الصدع الحاصل بين الأفراد واستعادة حياتهم الطبيعية بسبب انعزالهم التكنولوجي، وتغير الكثير من العادات الاجتماعية، مؤكداً أن الدخول إلى المستقبل لا بد أن يكون من بوابة التراث.

كما عقدة محاضرة حول دور إدارة التراث الثقافي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في دولة الإمارات العربية المتحدة، قدمها مقيم مؤهل الأعمال الإدارية في المؤسسات الثقافية بمعهد الشارقة للتراث أحمد عارف رفيق، فيما شهد بيت التراث العربي في ساحة التراث فقرات وفعاليات متنوعة، أهمها ندوة حول الملف الإماراتي: الأفلاج والمدرج ضمن قوائم اليونسكو، شارك فيها كل من رئيس الجمعية الجغرافية الإماراتية الدكتورة أسماء الكتبي ، ومدير قسم ومواقع التراث العالمي في دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي عبدالرحمن النعيمي .

كما أقيمت ورشة للخط العربي، للخطاط الإماراتي الدكتور علي الحمادي، حيث تعرف المشاركون الراغبون لتعلم هذا الفن الجميل على أساسيات خط الرقعة والفرق بينه والخطوط الأخرى كالثلث والنسخ، فضلاً عن تعريفهم بأفضل الأدوات المستخدمة لممارسة الخط وأنواع الحبر والأقلام

يذكر أنه ستنطلق فعاليات الذيد ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية غداً في مدينة الذيد " حصن الذيد " خلال الفترة من 13 حتى 19 مارس الجاري، تتضمن ركن المعهد، وركن الورش، الذي يتكوّن من 11 ورشة تراثية للأطفال والكبار، بالإضافة إلى ركن المقهى الثقافي والإدارة الأكاديمية: وتقام فيه المحاضرات، مع التعريف بالدبلومات المهنية والإدارة الأكاديمية.