• ×
الثلاثاء 7 شوال 1445

في كلمته اليوم في مجلس الشورى

آل الشيخ .. المملكة ترفل بوافر من النعم التي من الله بها على هذه البلاد المباركة

آل الشيخ .. المملكة ترفل بوافر من النعم التي من الله بها على هذه البلاد المباركة
بواسطة fahadalawad 27-10-1432 04:58 مساءً 566 زيارات
الرياض : ثقة " واس "  ألقى معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ في اللقاء السنوي للسنة الثالثة من الدورة الخامسة لمجلس الشورى الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله اليوم في مقر المجلس بالرياض الكلمة التالية ..
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز
أصحاب السمو الأمراء
أصحاب السماحة والفضيلة والمعالي والسعادة
أيها الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,, ومرحباً بكم في رحاب مجلس الشورى .
خادم الحرمين الشريفين :
إنه ليوم مبارك وأنتم تتفضلون بإلقاء خطابكم الكريم للسنة الثالثة من الدورة الخامسة لمجلس الشورى , وكم هي كثيرة أوقات الفرح في هذا الوطن الذي منحتموه ـــ أيدكم الله ـــ حبكم ووفاءكم , وها نحن اليوم نزداد فرحاً وتألقاً بإطلالتكم التي ينتظرها المجلس وشعبكم الوفي للاستماع إلى توجيهاتكم السديدة .
وهاهي المملكة العربية السعودية ترفل بوافر من النعم التي من الله بها على هذه البلاد المباركة ، ويوماً بعد يوم يجد المواطن في هذه البلاد عطاءات وإنجازات جديدة يصعب قياسها ويتعذر حصرها , فكانت إنجازاتكم لا تحد بحدود ولا ترتبط بزمن , واختصرتم المسافات من أجل رفعة المواطن وعلو شأنه وطيب عيشه ، وشملت توجيهاتكم وقراراتكم خلال العام المنصرم شؤون المواطنين , واستهدفت تحسين مستوى المعيشة ومواجهة ظروف الحياة والانسجام مع متطلباتها المتزايدة ، وركزت هذه القرارات على موضوعات تنموية ومعيشية تصب في مصلحة المواطن وتسهم في دعم مسيرة البناء والإصلاح حيث شملت مجالات الإسكان والصحة والأمن والخدمة العسكرية وتحسين مستوى الدخل والضمان الاجتماعي والبطالة والتعليم والابتعاث وتعزيز الرقابة ومكافحة الفساد ودعم الإفتاء .
وامتدت إلى تعزيز مكانة العلماء ودعم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومكاتب الدعوة والإرشاد وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم وترميم المساجد ودعم الجمعيات المهنية والثقافة والأدب والرياضة إضافة إلى العفو عن سجناء الحق العام والتسديد عن المطالبين بحقوق مالية.
وصدر أمركم الكريم بقصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء صيانة للشريعة وحفظاً لحمى الدين وتعظيماً له من الافتئات عليه وقطعاً لكل دواعي الفتنة والتشويش على الأحكام , وعلى صعيد رسالتكم تجاه المسلمين وخدمتكم للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والحجاج والمعتمرين والزائرين وضعتم في شهر رمضان الماضي حجر الأساس لمشروع توسعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحرم المكي الشريف تلك التوسعة التي تعد أضخم توسعة للمسجد الحرام في تاريخه .
وأطلقتم عدداً من المشروعات الكبيرة التي تيسّر للحجاج أداء نسكهم , فكانت هذه المنجزات الكبرى ؛ وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين ومنشأة الجمرات الحديثة وقطار المشاعر , وألحقتم بذلك توجيهكم الكريم بتوسعة المطاف وإقرار مشروعه الرائد الهادف إلى زيادة طاقته الاستيعابية من الطائفين , وقبل ذلك مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم , لتُسجّل هذه الإنجازات الكبرى في سجل عطائكم الزاخر خدمة للإسلام والمسلمين ورعاية للمقدسات الإسلامية.
وفي المجال العلمي والثقافي أصدرتم -حفظكم الله- قراركم الكريم بإنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة عملاً بسياسة تنويع مصادر الطاقة والاستفادة من التقنيات المتقدمة في هذا الخصوص , كما وجهتم بإنشاء معهد الملك عبدالله لتقنية النانو بجامعة الملك سعود , وافتتحتم المدينة الجامعية لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن للبنات بالرياض التي تعد صرحاً متميزاً وفريداً في مجال التعليم العالي , وأمرتم بإطلاق جائزة باسم "جائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للثقافة " "وجائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للتراث" , ووافقتم - أيدكم الله - على إنشاء كرسي يحمل اسمكم للدراسات والأبحاث في مجال حوار الحضارات في جامعة تورنتو بكندا لتؤكدوا على دعواتكم الفريدة والمتواصلة للتعايش والحوار والسلام .
وفي خضم ما تشهده الساحة العربية من أحداث متسارعة انتهجتم رؤية سديدة وموفقة تجاه هذه الأحداث وأكدتم على أهمية الأمن والاستقرار واجتماع الكلمة ووحدة الصف وكان موقفكم مع أشقائكم في دول الخليج تجاه ما تعرضت له مملكة البحرين الشقيقة موقفاً عظيماً ونبيلاً يعبر عن مدى التلاحم والترابط والمصير الواحد الذي يجمع أبناء الخليج ويؤكد الوقوف صفاً واحداً ضد كل ما يراد لدوله , ثم جاء الإعلان عن المبادرة الخليجية تجاه الأزمة السياسية في اليمن الشقيق لتنم عن عظم الإحساس بالمسؤولية تجاه الأشقاء والرغبة الصادقة في الخروج من الأزمة بسلام واستقرار للشعب اليمني الشقيق , وترجم خطابكم الأخوي الصادق إلى الأشقاء في سوريا نبل مواقفكم حينما أعلنتم وقوف المملكة تجاه مسؤوليتها التاريخية وطالبتم بوقف آلة القتل وإراقة الدماء وتحكيم العقل والاختيار بين الحكمة أو الانجراف إلى الفوضى والضياع .
خادم الحرمين الشريفين:
إن مسؤولي مجلس الشورى وأعضاءه ليشرفون بأداء المهمة الجليلة والدور الحيوي الذي يختص به المجلس , ويعلمون عظم حجمه , ويدركون مسؤوليته , وقد حظيت السنة الشورية الماضية ـــ وهي السنة الثانية من الدورة الخامسة للمجلس ـــ بكثير من الأعمال والمناقشات والتوصيات والقرارات. فخلال ثمان وسبعين ( 78) جلسة عقدها المجلس في عامه المنصرم أصدر عدداً من القرارات حيال الموضوعات التي درسها وناقشها سواءٌ ما يتعلق منها بمشروعات الأنظمة واللوائح أو تقارير الأداء أو الاتفاقيات والمعاهدات ، ومن هذه الموضوعات التي تمت دراستها :
1- مشروع نظام إيرادات الدولة.
2- خطة التنمية التاسعة.
3- مشروع الإستراتيجية الوطنية للنقل.
4- مشروع نظام عقوبات إفشاء الوثائق السرية.
5- مشروع نظام السياحة.
6- مشروع نظام حماية الطفل.
7- مشروع المركز الوطني لتقويم التعليم العام.
8- مشروع نظام العمل التطوعي.
9- الإستراتيجية الوطنية لتنمية الحرف والصناعات اليدوية وخطتها التنفيذية.
فيما درس المجلس تقارير الأداء لأجهزة الدولة المختلفة المحالة إليه وأصدر حيالها واحداً وخمسين (51) قراراً تضمنت ملاحظاته ومرئياته حيال هذه التقارير تحقيقاً لغايات تلك الأجهزة وسعياً لتطوير أدائها.
كما أصدر المجلس ستة وستين (66) قراراً تتعلق بالاتفاقيات والمعاهدات بين المملكة والدول والمنظمات الدولية في المجالات المختلفة .
ويحرص مجلس الشورى على إيجاد تواصل فعال وبناء مع أجهزة الدولة من خلال دعوته مسؤولي الأجهزة المختلفة للحضور في الجلسات العامة أو اجتماعات لجانه للاستماع إلى وجهات نظرهم وللوقوف على أداء تلك الأجهزة وما قد يعيق عملها من عقبات أو صعوبات ، ومن أجل اطلاعهم على ما يبديه الأعضاء من ملاحظات ومقترحات حيال التقارير والموضوعات , حيث حضر إلى المجلس عدد من أصحاب السمو والمعالي الوزراء : صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية ومعالي الأستاذ محمد بن علي الفايز وزير الخدمة المدنية ومعالي الأستاذ أسامة بن جعفر فقيه رئيس ديوان المراقبة العامة.
هذا إلى جانب ما يمارسه المجلس بموجب اختصاصاته ومهامه في مجال الدبلوماسية البرلمانية المتمثل في مشاركاته في المؤتمرات والاتحادات البرلمانية المختلفة للتعبير عن واقع المملكة وسياساتها وجهودها تجاه مختلف القضايا , وقد أسهمت تلك المشاركة في إبراز المكانة المرموقة التي تحظى بها المملكة على الأصعدة والمستويات كافة , واستطاع المجلس بفضل الله تعالى أن يسجل حضوراً لافتاً في تلك الأنشطة البرلمانية .
وتعزيزاً لهذا الدور كان هناك زيارات من مسئولي مجلس الشورى ولجان الصداقة فيه لعدد من المجالس واللجان النظيرة في الدول الشقيقة والصديقة أثمرت عن مزيد من التواصل وعززت من فرص تنمية العلاقات والروابط , وفي الإطار ذاته استضاف المجلس وفوداً سياسية وبرلمانية مختلفة اطلعت على ما تعيشه المملكة من تطور وما تم من منجزات في جميع الأصعدة, ولا يفوتني في هذا المقام أن أشير إلى مشاركة المجلس في الاجتماع التشاوري الثاني لرؤساء برلمانات مجموعة الدول العشرين الذي عقد في العاصمة الكورية سيئول يوم الخامس عشر من شهر جمادى الآخرة من العام الجاري . تلك المشاركة التي ترجمت المكانة الاقتصادية المتميزة للمملكة وما تمثله من ركيزة مهمة في حفظ الاستقرار الاقتصادي العالمي , وقد صدرت موافقتكم الكريمة على قيام المجلس بتوجيه الدعوة لعقد الاجتماع التشاوري الثالث لرؤساء برلمانات مجموعة الدول العشرين في العام القادم ــ بمشيئة الله تعالى ــ في المملكة , وحظيت تلك الدعوة بالموافقة بالإجماع من قبل المجتمعين , ومن بين هؤلاء المجتمعين وفد الجمهورية الفرنسية التي كانت بلاده قد تقدمت بطلب استضافة الاجتماع في فرنسا , وقد ترجمت الموافقة على استضافة الاجتماع في المملكة دون سائر الدول الأخرى في مجموعة العشرين التي حضرت اللقاء الثاني في كوريا التقدير الكبير لمقامكم الكريم وإدراك دوركم الرائد تجاه السلم العالمي وما تبذلونه من جهود للحيلولة دون دخول دول العالم في ظروف اقتصادية صعبة .
خادم الحرمين الشريفين :
في إطار اهتمامكم - حفظكم الله - بكل منطقة في هذه البلاد الذي هو عنوان نهجكم , ووفقاً لتوجيهاتكم السامية الكريمة فقد بدأ مجلس الشورى وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بفتح قناة تواصل بين مجلس الشورى ومجالس المناطق إيماناً بالدور التكاملي والحيوي الذي يمكن أن يصنعه هذا التواصل من خلال تلمس حاجات المناطق ومتطلباتها وإيجاد تعاون بناء يسهم في الرقي بكل رقعة من هذا الوطن الكريم , وتعزيزاً لأهمية هذا التعاون فقد أنشأ المجلس لهذا الغرض إدارة عنى بذلك تحت مسمى " إدارة شؤون مجالس المناطق " , واحتضن مجلس الشورى اللقاء الأول بين أعضاء مجالس المناطق ورؤساء اللجان المتخصصة في مجلس الشورى الذي عقد بتاريخ العشرين من شهر صفر من هذا العام وذلك كبداية للقاءات عديدة سيكون لها بإذن الله نتائج طيبة تحقق تطلعاتكم .
وفي إطار دور مجلس الشورى , وحرصاً على التواصل مع المواطنين والوقوف على تطلعاتهم واقتراحاتهم وآرائهم فقد أنشأ المجلس لجنة متخصصة تسمى "لجنة حقوق الإنسان والعرائض" تجد الاقتراحات والآراء في هذه اللجنة دراسة ومناقشة واهتماماً وصولاً إلى الرأي الأصوب والأكمل , وتعقد هذه اللجنة اجتماعات متتابعة يخصص بعضها للقاء بالمواطنين وقد حضرت إحدى اجتماعاتها حيث استمعت عن قرب إلى ما لديهم , كما أنشأ المجلس إدارة خاصة للتواصل مع المواطنين تعنى برصد ومتابعة مطالب المواطنين واقتراحاتهم وتحقيق بعد آخر من التواصل معهم وملامسة همومهم وتطلعاتهم .
ولقد برهن شعبكم على صدق ولائه ومحبته لمليكه ووطنه فأظهر مدى اللحمة والترابط بينه وبين قيادته فأبهر العالم بتلكم العلاقة الفريدة التي مبناها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فانكفأ الأعداء ومروجو الفتنة خائبين خاسرين , فالحمد لله أولا وآخراً على تلكم النعمة.
وفي الختام اسمحوا لي يا خادم الحرمين الشريفين أن أقدم الشكر لزملائي مسئولي المجلس وأعضائه ومنسوبيه على ما نلمسه من استشعار للمسؤولية واستنفار للجهود خدمة لهذه البلاد وتحقيقاً لتطلعاتكم الكريمة, مكرراً الشكر لمقامكم الكريم ولسمو ولي عهدكم الأمين الذي أسأل الله أن يعيده إلينا وهو ينعم بالصحة والعافية ولسمو النائب الثاني على ما يحظى به مجلس الشورى من اهتمام ورعاية , كما أشكر أصحاب المعالي الوزراء ورؤساء الأجهزة على تعاونهم , وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك في الخطى , وأن يديم على هذا الوطن وقادته وشعبه نعمة الأمن والأمان ومسيرة الخير والبناء , إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .