• ×
الثلاثاء 7 شوال 1445

الملايين يخرجون إلى الحدائق للاحتفال بأقدم أعيد

المصريون يحتلفون بشم النسيم

المصريون يحتلفون بشم النسيم
بواسطة fahadalawad 24-05-1433 03:10 مساءً 461 زيارات
ثقة : الأقصر د ب أ   خرج ملايين المصريين إلى الحدائق والساحات العامة اليوم الاثنين للاحتفال بشم النسيم الذي يتزامن مع قدوم الربيع وهم بذلك يترسمون خطى أجدادهم الفراعنة قبل آلاف السنوات الذين لاحظوا ازدهار النباتات وتفتح الزهور واخضرار أوراق الأشجار في موسم معين من العام .
وعلم الفراعنة أن هذه الفترة لها طبيعة خاصة فخرجوا خلالها للاستمتاع بتلك الطبيعة قرب النهر ووسط الزراعات والبساتين ، وجعلوا لها احتفالا خاصا واكلوا خلال هذا الاحتفال الفسيخ والملانة والبصل والبيض الذي حرص المصريون القدماء على اكله في مناسبة تفتح الزهور وازدهار الزراعات لكون البيض يرمز لديهم إلى " الخلق " ، لكن الأقباط هم من أدخلوا تلوين البيض إلى مصر .
وطبقا للتقسيم المصري القديم فان العام الفرعوني كان يقسم إلى ثلاثة فصول وليس أربعة ، فصل " الأخت " أي الفيضان وفصل " البرت " أي الزراعة وفصل "الشمو " أي التحاريق أو الحصاد أو الصيف .
وما بين البرت والشمو يأتي الربيع الذي تمتلىء مقابر الفراعنة وآثارهم بالرسوم والنقوش المعبرة عنه وخاصة مقبرة "مرروكا " في منطقة سقارة ، والتي تؤكد أن المصريين عرفوا أيضا حب الزهور وقدسوها وأعطوها اهتماما كبيرا للاحتفال بقدوم فصل الربيع.
وأظهرت الرسوم والنقوش أن الأقصر أول مدينة تعرف فن الاعتناء بالزهور ، بينما كانت مدينة "إسنا" أول مدينة تعرف صناعة الفسيخ ( السمك المملح) في التاريخ، وأنها كانت تشهد تقديم الأسماك المجففة كنذور للآلهة داخل المعابد، حتى صار السمك المجفف رمزا للمدينة في العصر البطلمي وصار اسمها "لاثيبولس" أي مدينة سمك قشر البياض.
وقالت الباحثة فاطمة الضوى رئيسة شبكة "الآن نيوز" المصرية إن سكان مدينة الأقصر عرفوا تقديس الزهور منذ آلاف السنين، وأنه كان للزهور مكانة كبيرة في نفوسهم ونفوس كل الفراعنة، إذ كانت زهرة اللوتس رمز البلاد، كما كان يقدمها المحبوب لمحبوبته.
وتزخر مقابر مدينة الأقصر الأثرية الفرعونية بالصور المرسومة على جدرانها لصاحب المقبرة وهو يشق طريقه في قارب وسط المياه المتلألئة بينما تمد ابنته يدها لتقطف زهرة لوتس.
وكانت أعواد اللوتس تقدم ملفوفة حول باقات مشكلة من نبات البردي ونباتات أخرى، كما تشكل باقات الورود اليوم، كما ترى أعمدة المعابد الفرعونية مزخرفة في طراز "لوتسي" يحاكي باقات براعم الزهور.
وصور المصريون أنفسهم على جدران مقابرهم ومعابدهم وهم يشمون الأزهار في خشوع، يرجع بعضه إلى الفرحة ويوحي بسحر الزهور لديهم.
وحظيت زهرة اللوتس بمكانة كبيرة لدى قدماء المصريين فكانوا يطلقون عليها اسم الجميل، وكان المصري يقضي أكثر الأوقات بهجة في فصل الربيع وكانوا في ذلك الفصل يحرصون على ارتداء الملابس الشفافة ويهتمون بتصفيف شعورهم ويكثرون من استخدام العطور والأدهنة لإظهار مفاتنهم.