• ×
الخميس 18 رمضان 1445

19 شخصا بينهم 13 طفلا يقضون في حريق داخل مركز تجاري في الدوحة

  19 شخصا بينهم 13 طفلا يقضون في حريق داخل مركز تجاري في الدوحة
بواسطة fahadalawad 08-07-1433 10:56 صباحاً 502 زيارات
ثقة : الدوحة ا ف ب   قضى 19 شخصا بينهم 13 طفلا في حريق اندلع الاثنين داخل مركز تجاري وحاصر اطفالا من جنسيات مختلفة داخل حضانة، فيما بدأ التحقيق في ملابسات هذه المأساة وسط تساؤلات حول معايير السلامة والشفافية في هذا البلد الغني الذي يسعى الى مركز عالمي .
وقالت وزارة الداخلية ان الحريق الذي اندلع في مركز فيلاجيو التجاري، الاكبر في العاصمة، "خلف 19 حالة وفاة، هم 13 طفلا (7 بنات و6 اولاد) اضافة الى 4 مدرسات واثنين من افراد الدفاع المدني".
وجميع الضحايا من الوافدين، وهم خصوصا من الجنسية الاسبانية والنوزيلاندية والفرنسية والفيليبينية الجنوب افريقية واليابانية، بحسب الصحافة المحلية.
وبين الضحايا 13 طفلا واربعة معلمات وعاملا اطفاء احدهما من الجنسية المغربية.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الاسبانية في مدريد ان اربعة من الاطفال القتلى اسبان، لافتة الى ان مسؤولي السفارة يحاولون الحصول على مزيد من التفاصيل.
وبين الضحايا ايضا طفل فرنسي في الثالثة من عمره وفق ما اوضحت الوزيرة المكلفة شؤون الفرنسيين في الخارج يمينة بنغيغي.
وبدوره، اعلن رئيس الوزراء النيوزيلندي ان ثلاثة توائم نيوزيلنديين في عامهم الثالث هم بين ضحايا الحريق الذي اندلع في اكبر مركز تجاري في الدوحة.
وصرح رئيس الوزراء للصحافيين "انها مأساة كبرى، انه يوم مأسوي لهذه العائلة"، وقالت اذاعة نيوزيلندا ان الضحايا الثلاث هم ليلي وجاكسون وويلشر ويكس.
واورد طارق بايزلي وهو صحافي نيوزيلندي يقيم في قطر وكان في المركز التجاري عند نشوب الحريق ان الموظفين لم يكونوا مستعدين لحالة طارئة كهذه.
وقال الصحافي لاذاعة نيوزيلندا "لم يكن هناك اي تخطيط او تنسيق لاجلاء الاشخاص الموجودين".
واكد وزير الدولة للشؤون الداخلية عبد الله بن ناصر آل ثاني ان القضاء القطري سيجري تحقيقا حول اسباب الكارثة، فيما قال وزير الصحة خالد القحطاني ان 17 شخصا اصيبوا جراء الحريق غالبيتهم من عناصر الاطفاء.
وشب الحريق عند الساعة 11,30 بالتوقيت المحلي (08,30 ت غ) في مركز فيلاجيو الذي يعد من اشهر المولات في منطقة الخليج ويضم متاجر ومطاعم ودور سينما وفيه اقنية مائية للقيام بنزهات في زوارق.
وكان شهود عيان اعلنوا انهم شاهدوا اعمدة من الدخان الاسود ترتفع من المركز التجاري بينما كان يتوالى وصول سيارات الاسعاف.
وعاشت قطر ساعات طويلة من الغموض منذ اندلاع الحريق، وسط تعتيم شبه كامل على المعلومات ما فتح الباب واسعا امام انتشار الشائعات.
وبعد ان اعلنت الداخلية في بادئ الامر ان الحريق لم يسفر عن ضحايا، كشفت في نهاية النهار عن الحصيلة المفجعة دون تحديد جنسيات الضحايا.
ويبدو ان عناصر الاطفاء لم يكونوا على دراية في بادئ الامر بوجود اطفال في حضانة محاصرين، فالبلاغ الاول الذي ورد لعمال الاطفاء لم يشر الى وجود حضانة ان اطفال.
واسفر الحريق عن انهيار درج يؤدي الى الحضانة ما اسفر عن محاصرة الاطفال، واضطر عمال الاطفاء الى فتح فجوة في السقف، واظهرت الصور عمال الاطفاء يحملون اطفالا من فارقوا الحياة على سطح المبنى فيما بدت ملامح الفاجعة على وجوه المنقذين.
واكدت السلطات ان احدا من الضحايا لم يقض حرقا بل توفوا جميعا جراء الاختناق.
واكد وزير الدولة للشؤون الداخلية الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني في مؤتمر صحافي مساء الاثنين ان "احدا لا يستطيع الجزم باسباب اندلاع الحريق، إلا أن النيابة العامة والجهات المعنية المختصة ستباشر التحقيقات للتوصل إلى أسبابه، وهو ما سوف يفصل فيه القضاء، وبالطبع سيحاسب كل من قصر في هذا الحادث".
وشكل ولي العهد الشيخ تميم بن حمد ال ثاني لجنة للتحقيق في المأساة فيما اغلق المول حتى اشعار آخر للتصليح والتحقيق.
وافادت صحف عن توقيف شخصين من ادارة المول للتحقيق.
والغالبية العظمى من سكان قطر البالغ عددهم 1,7 مليون نسمة من الوافدين.
وفتحت الكارثة الباب واسعا امام تساؤلات حول معايير السلامة في هذا البلد الذي يحقق معدلات نمو مذهلة وتعلو فيه الابراج بسرعة ويستعد لاستقبال كاس العالم لكرة القدم في 2022.
وكتب صالح بن عفصان الكواري رئيس تحرير صحيفة الراية "حقيقة فان الحادث مؤسف، وينم عن قصور فاضح في إجراءات السلامة والأمن بالمجمعات التجارية التي يتوجب عليها أن تتخذ من وسائل الحيطة والسلامة ما يجنب زوارها والمترددين عليها من المتسوقين مثل هذه الحوادث الاليمة ويجنبها هي نفسها الخسائر المادية والمساءلة القانونية والنيل من سمعتها".
واضاف "انه الاهمال الذي يشبه القتل العمد".
وبدوره انتقد الكاتب صادق محمد العماري في الصحيفة نفسها التعتيم الرسمي على الحقائق.
وقال "ابسط قواعد الشفافية تقضي بعدم فرض حالة التعتيم الاعلامي على مثل هذه الحوادث المأساوية، فالمشاهد التي لم يذعها تلفزيون قطر وجدت طريقها على تلفزيونات دول أخرى".
واضاف "ان المعلومات التي لم يتم نفيها بعد سبع ساعات من اطلاقها لا يمكن تغيير تأثيرها في نفوس من صدقوها".