• ×
الخميس 9 شوال 1445

بعد ادا فريضة الحج بأمن وأمان تحفهم عناية الرحمان

المملكة تودع حجاج بيت الله الحرام

المملكة تودع حجاج بيت الله الحرام
بواسطة fahadalawad 13-12-1432 06:30 مساءً 429 زيارات
ثقة : مكة المكرمة  قال الله تبارك وتعالى // الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى وأتقون يا أولي الألباب // .
بدأ حجاج بيت الله الحرام توديع مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وسط فرحة غامرة وشعور لا يقاس بثمن دنيوي بعد أن منّ الله تعالى عليهم بإكمال فريضة الحج إلى بيته الحرام ( الركن الخامس من أركان الإسلام ) وأتموا شعائرهم في أمن وراحة وانتظام .
وأغلب الحجاج تعجلوا وغادروا مشعر منى قبل غروب يوم أمس الثلاثاء ثاني أيام التشريق تطبيقاً لقول الله تعالى // فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه // واتجهوا إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع ومن ثم سيتجهون إلى المدينة المنورة لزيارة المسجد النبوي والصلاة فيه لمن لم يقم منهم بذلك قبل الحج حيث أعدت الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج خطة وفرت فيها مئات الحافلات لنقلهم إلى المدينة المنورة مروراً بمركز التوجيه والإرشاد في طريق مكة المكرمة لمراقبة التفويج والتأكد من الإجراءات الخاصة بالمغادرة كما سيتم توزيع عبوات ماء زمزم على الحجاج جميعهم .
وتستعد منافذ المملكة الجوية والبحرية والبرية لتفويج حجاج بيت الله الحرام ومنها مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة وميناء جدة الإسلامي ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة حيث زودت المنافذ بالكوادر المؤهلة والمدربة لإنهاء إجراءات الحجاج المغادرين .
وشهد حج هذا العام 1432 هـ نجاحاً منقطع النظير/ أمنياً وصحياً وتنظيمياً/ ولله الحمد والمنة بفضله سبحانه ثم بما بذل من جهود وأعمال جبارة قامت بها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يسرت على الحجاج أداء فريضتهم منذ أن تطأ أقدامهم أرض المملكة وحتى بوابات المغادرة لا تريد إلا وجه المولى عز وجل كما قال الملك المفدى // إن المملكة تتشرف بخدمة الحجاج محتسبة الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى // .
ومثلما تشعر المملكة قيادة وشعباً بشرف خدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد نبيه صلى الله عليه وسلم فإنها تبادلهم الشعور بالثناء والشكر على التزامهم بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وتمثلهم بأخلاق الإسلام وانضباطهم العام وتفرغهم لعبادتهم دون رفث أو فسوق أو جدال وذلك ما عبر عنه خادم الحرمين الشريفين أيده الله في كلمته للحجاج الكرام عندما قال // ما مر موسم حج إلا وتعلمت من هؤلاء الحجاج دروساً بليغة أتأملهم في غدوهم ورواحهم وأتدبرهم في مسعاهم وممشاهم فأخرج بطاقة غريبة أستمدها من هذه الجموع الغفيرة وحين أراهم أتملى الرضا والبشاشة في وجوههم يمضون لغايتهم التي جاءوا من أجلها فرحين مستبشرين يعلوهم الوقار وتحف بهم السكينة يمتحون من هذه الأرض الطيبة أضواء الأمن والطمأنينة والسكينة يعطف الكبير على الصغير ويحنو القوي على الضعيف ويجود الغني على الفقير في مشهد إنساني خالص لا نشهده إلا في هذه البقاع الطاهرة هذه الأرض التي منحت العالم صور السماحة والعطف وجلت لهم قيمة الأمن وطعم الطمأنينة //.
إن إدارة الحشود ليست بالأمر السهل وبخاصة إذا كانت تصل أعدادهم إلى حوالي ثلاثة ملايين حاج وحاجة اجتمعوا في بقعة صغيرة وتضاريس وعرة لكن العالم شهد للمملكة العربية السعودية بقدرتها على تلك المهمة التي أشرفت عليها القيادة العليا وشارك في تنفيذها حوالي 239 ألف شخص بإخلاص وتفان.
انعكس أثر تلك الجهود على ألسنة حجاج بيت الله الحرام الذين لم يظهروا في أي وسيلة إعلام محلية أو عربية أو إسلامية أو عالمية إلا عبروا عن ارتياحهم وثنائهم على ما لقوه من خدمة قل نظيرها وفرت لهم الراحة والطمأنينة وتأدية فريضتهم بخشوع وراحة بال .
نسأل الله عز وجل أن يجعل حجهم مبروراً وسعيهم مشكوراً وذنبهم مغفوراً وأن يصلوا إلى أهلهم وذويهم سالمين غانمين .
هذا وقد أدى حجاج بيت الله الحرام مناسكهم من طواف الوداع والإفاضة والسعي بكل يسر وسهولة وراحة وطمأنينة بعد أن مّن الله عليهم بأداء فريضة الحج في أجواء إيمانية سادها الأمن والأمان وفي ظل الرعاية الشاملة ومنظومة الخدمات المتكاملة التي وفرتها أجهزة الدولة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهم الله ـ وبإشراف مباشر وميداني من سمو أمير منطقة مكة المكرمة .
ويشهد الحرم المكي الشريف كثافة كبيرة من الحجاج لأداء طواف الإفاضة والوداع وقد امتلاء صحن المطاف بكامل طاقته الاستيعابية والتي تقدر بأكثر من سبعين ألف في الساعة وتحويل الفائض عن الطاقة الاستيعابية للمطاف إلى الدور الأول من المسجد الحرام وسطح المسجد الحرام ، حيث لم يحدث أي تدافع بين الحجاج رغم الكثافة الكبيرة وذلك بفضل الله أولاً ثم بفضل الجهود المبذولة والخطط المعدة من قبل الجهات المعنية .
وجندت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ستة ألاف موظف تم توزيعهم على جميع أروقة وأدوار المسجد الحرام لتوعية وتوجيه وإرشاد الحجاج وتنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام ، ومنع الجلوس في المشايات والممرات المؤدية إلى صحن المطاف ، وتوزيع الكتيبات والمطويات التوعوية بالعديد من اللغات علاوة على تكثيف برامج الوعظ والإرشاد والتوجيه والرد على أسئلة واستفسارات وفود الرحمن ومراقبة عملية الطواف والسعي وتخصيص العديد من العربات للسعي بالمجان وعربات خاصة بذوي الحاجات الخاصة .
كما جندت قوة أمن الحرم جميع طاقتها لمراقبة حركة الحجاج والمحافظة على أمنهم وسلامتهم داخل المسجد الحرام وساحاته ، وذلك وفق الخطة التي أعدتها بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية لتقديم أفضل الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام والمحافظة على أمنهم وسلامتهم وراحتهم .
وقامت إدارة الدفاع المدني بنشر أكثر من ألف مسعف يتمركزون في ثلاثين نقطة في صحن المطاف والمسعى والمداخل الرئيسية للمسجد الحرام لتقديم الخدمات الاسعافية للحالات الطارئة التي قد تحدث لبعض الحجاج كالإجهاد وغيره إضافة إلى المراكز الصحية الموجودة داخل المسجد الحرام والمجهزة بكل ما تحتاج إليه من كوادر طبية ومستلزمات طبية .