• ×
الجمعة 10 شوال 1445

في لقاءاً مفتوحاً اقامه أدبي الرياض حول العامية والفصحى

ابن تنباك : 90 بالمائة من كبار السن يتحدثون الفصحى بدون بناء نحوي

ابن تنباك : 90 بالمائة من كبار السن يتحدثون الفصحى بدون بناء نحوي
بواسطة fahadalawad 29-10-1433 08:45 مساءً 1.2K زيارات
ثقة : الرياض أقام النادي الأدبي بالرياض لقاء مفتوحا حول العامية استضاف خلاله كلا من الأستاذ الدكتور مرزوق بن تنباك والأستاذ الدكتور عوض القوزي وأدار اللقاء الأستاذ الدكتور محمد الهدلق امس السبت .

وبدأ الاستاذ الدكتور مرزوق بن تنباك حديثه قائلاً كنت أظن أن الحديث حول العامية من فضول القول ، فقبل 30 عاما كان هناك موجة في الأدب والرأي العام والنشر تدعو إلى العامية وكان هناك جدل لا ينتهي، والجدل كان يدور على مستويات ، وهذا الجدل موجود في كل اللغات العالمية ولكن ما يجعل للهجة العامية اهتماما هو اهتمام الناس بها ، وكان هناك دعوة واضحة في الخليج والمملكة لمزاحمة تأصيل العادات والتقاليد ، لأن العامية هي مصدر تاريخي وثقافي وهوية لكل أمة، ولهذا كان بعض أساتذة الجامعات والمثقفين يدعون للعامية ، وقد قمت بتجربة بالتسجيل لكبار السن الذين لا يقرؤون ولا يكتبون فاكتشفت أن 90 % مما يتحدثون بها فصحى لكنها لم تكن تبنى بناءً نحويا. .

والحديث الآن عن اللغة العربية واللغة الأجنبية وهذا ما أهتم به وسأعمل على بيان هذا الشيء الجديد الذي يواجهنا ، ويواجه الامة والجزيرة العربية ، ولقد بدا الاهتمام باللغة العربية عندما بدأت الصحف تصدر ملاحق للشعر العامي ، واللغة العامية لا يمكن الخلاص منها ولم يحدث أن جاءت لغة على مستوى واحد .

وأكد د. ابن تنباك أن انتقال أصحاب اللهجات المختلفة إلى العاصمة أدى لاندماج بين نص العامية والفصحى والتي يحاول سكان العاصمة التواصل من خلالها .

وأشار بن تنباك انه قديما وأثناء تدريسه لطلابه بجامعة الملك سعود كان يستطيع أن يعرف لهجة الطالب من خلال اسلوبه وأسمه ، وكان يحددها بشكل مضبوط ولم يكن يخطئ أبدا على الاطلاق، أما الآن فلا يستطيع تحديد المنطقة إلا بصعوبة بالغة جدا ، لان أغلب أصحاب اللهجات المحلية تعايشوا بالعاصمة وتركوا لهجاتهم وأجادوا لهجة العاصمة ، وأصبح للرياض لهجة اتفق عليها الكثيرون وكذلك لهجة جدة والدمام وغيرها من المدن الكبرى وهؤلاء اتفقوا على لهجة واحدة ومفاهيم ودلالات لغوية واحدة لكنها عامية وتختلف عن اللهجات التي تستخدم على المستوى الاقليمي او القبلي ، والذين يعودون من الرياض لمناطقهم ويطورون لهجات قبائلهم ومسقط رأسهم ، وهناك تعميم نوع من العامية على المناطق وذوبان اللهجات في مناطق أخرى ، وهذا الحال كان قبل انتشار الاسلام ، وهذا الاحساس بان العامية بدأت تأخذ منحى متقدم لكنه لا يشكل خطورة على الفصحى لأنه لا يتحدث عنها أنها الاصالة والتاريخ انتهي هذا التمجيد للعامية وأصبحت واقع مقبول .

وحول حل للمشكلة التي تدور بين الفصحى والعامية رأي بن تنباك أن الحل لا بد أن يكون سياسيا ، فقد بدأت المشكلة مع تبني عمر بن الخطاب للغة قريش لتعمم على كل العرب وهذا ما ادى لنشرها.

وتساءل الاستاذ الدكتور عوض القوزي هل عرف العرب قبل الاسلام لغة فصحى. أم انهم كانوا يتكلمون العامية؟ وأي فصحى اجتمعوا عليها وأي عامية ؟ والذي أثر أن قريش كانت تأخذ من لهجات القبائل وانتقت لغة لها فأصبحت أشرف اللغات ، لكن هل اجتمعت العرب على لغة قريش، ، ونحن لا نميز بين هذه اللهجات إلا بما تمتاز به من الفحصى ، والفصحى تمتاز بالإعراب أما العامية فتتخلى عن الإعراب ، والنحاة يتخلصون من تعقيدات النحو ويميلون إلى اللحن الذي هو من طبائع العامية.

وأكد القوزي على أن التقعر ليس مطلوباً والتخلي عن الأعراب في أماكن الاعراب أمر مرفوض ، والأفضل أن يتكلم المرء على طبيعته ، وإن كان قادراً على ذلك فبعض النفوس تنفر من اللغة إذا كانت محققة ، وبعض من يتحدثون بالفصحى يتثاقلون التحدث بها وتنفر الأسماع من سماعها .

وأشار القوزي أن الأعاجم تعلموا صنف واحد من اللغة ، وإذا أردنا ان نبحث عن الفصحى فستجدها في بلاد ما وراء النهرين ، فهؤلاء لا يستطيعون سوى التحدث بالفصحى حتى يتعلموا القرآن الكريم ، وقد جاءنا وفود من العالم الاسلامي وهم لا يجيدون سوى الفصحى ويفاجئوا في كلية الآداب أن طلابنا لا يتكلمون الفصحى ، بل وصدوا عنها ، بل ويقومون بالاستهزاء منهم ، وبعض هؤلاء الاعاجم إذا تكلم مع احد طلابنا بالفصحى على مائدة طعام تركوا لهم المائدة ، ولو استخدم أحد الفصحى في السوق لتعرض للمهانة ، ولغتنا جميلة وسهلة وتستوعب الكثير من الألفاظ فلا غضاضة أن نتخلى عن الأعراب ، ولن نقول أننا خرجنا من رداء المجتمع لرداء أخر ولا نشق عليهم ليتكملوا بالإعراب وحتى لا تقوم خصومة بين الفصحى والعامية.

وأوضح القوزي أن الاعراب لا ينبغي إلا في الشعر والخطابة وقراءة القرآن أما اللغة العامية.

وطرح أحد الحضور سؤالا على بن تتباك حيث سأله أنه كان يتعرف على الطلاب من خلال لهجاتهم وأسمائهم فكيف نعرفك من اسمك (مرزوق بن صنيتان) فاسمك صنيتان ، فرد د. ابن تنباك بان أحد أساتذته قال له أن صنيتان هذا اسم يوناني ، فقلت أنني أعرف اني سعودي وولدت في السعودية ، وشرح بن تنباك معنى كلمة صنيتان بأنها السيد المطاع وهو اسم غريب على العرب وأول ذكر له كان في القرن السابع الهجري وشاع فقط قبل 100 عام فقط وهناك العديد من شيوخ القبائل يحملون هذا الاسم وكان أول استخدام له بين شيوخ القبائل فقط.

وطالب القوزي الاعلام بان يرتقي باللغة العربية ، فكلنا متحمسون لكن لو التزمنا بالفصحى وخرجنا لنتكلم بها بعضنا بعضا ، وللأسف الاعلام لم يعلم الناس اللغة الفصحى بل قام بتهجين اللغة ، وعلى الاعلام أن يرتقي باللغة ، معبرا عن تفاؤله في ان يقوم الاعلام بخدمة اللغة الفصحى ، وعلى الاعلام المسموع ان يراعي ذلك لأننا للأسف نسمع اكثر مما نقرأ.

وانتقد أحد الحضور كلا من الدكتور بن تنباك والقوزي لانهم حاصلان على شهادات دكتوراه من الغرب وفي تخصص اللغة العربية ، فكان اجابة كل من تنباك والقوزي حول السؤال أنهم ذهبوا إلى الغرب لتعلم منهج البحث المتجرد من العاطفة ، فقد تعلمنا ان ننتقد ما يكتب ولا نسلم إلا بعد تمحيص ، ونحن نسلم بعدد الصلوات وأوقاتها لأننا مؤمنين ، لكن الغربي يسأل لماذا الاختلاف في عدد ركعات كل صلاة وتوقيت كل صلاة فهو يحتاج للدليل حتى يؤمن بشيء او يصدقه.

وختم القوزي حديثه قائلاً أنه لو قيل للإعلاميين أن لا يتكلمون إلا بالفصحى وإلا لفقدوا وظائفهم لتكلم بها كل الاعلامين وأجادوا في استعمالها .