• ×
الجمعة 10 شوال 1445

الامير مقرن دول المنطقة تسعى لمواجهة الخطر الايراني

منتدى الخليج يناقش "ديناميكية الأمن الإقليمي"

منتدى الخليج يناقش "ديناميكية الأمن الإقليمي"
بواسطة fahadalawad 09-01-1433 08:36 مساءً 506 زيارات
ثقة : الرياض   المح صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة الى ان دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من المحتمل أن تصبح منطقتها نووية لمواجهة الخطر الايراني وسعيه لامتلاك برنامج نووي غامض الطموحات والتوجهات .
وقال سموه خلال مناقشة منتدى الخليج ( الخليج والعالم ) اليوم ، موضوع (ديناميكية الأمن الإقليمي) " أن التطورات التي مرت بها منطقة الخليج العربي أدت إلى خلخلة موازين القوى في المنطقة الأمر الذي فسّر استعداد دول مجلس التعاون لمواجهة إمكانية تحول منطقة الخليج العربية لمنطقة نووية، من خلال الدور الذي تسعى إيران إليه بالمنطقة مستقبلاً، عبر مساعيها لامتلاك برنامج نووي غامض تجاه الطموحات والتوجهات " .
وأشار سموه إلى أن رصد التحولات والتطورات التي طرأت على الوضع الأمني في منطقة الخليج العربي وكذلك التطورات الأمنية في كل من: العراق، واليمن، وأفغانستان، وباكستان، إضافة إلى تعثر العملية السلمية لحل الصراع العربي الإسرائيلي، أكدت أهمية الاعتراف بأن تغييرات جذرية اجتاحت العالم خلال العقدين الأخيرين، حيث انهارت قواعد قديمة وبرزت حالات جديدة.
وقال: " إن النظام العربي لم يعد كما كان عليه قبل عقدين من الزمان، حيث اجتاح الربيع العربي العديد من الدول العربية في ظاهرة تلفت الانتباه، الأمر الذي يشير إلى أهمية دور الإصلاحات في كيفية إدارتها من حيث التوقيت والمراحل التي يجب أن تجتازها، ويُلقي بالمسؤولية على الشعوب والحكومات على حد سواء حتى لا تتحول دعاوى الإصلاح إلى فوضى تضر بالشعوب قبل أن تضر بالحكومات، خاصة وأن هذه التغيرات لم تتخذ شكلها ولم تستقر عند حالة واحدة ".
وأشاد سموه بتماسك منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في إطار تنفيذ المجلس لسياسات استراتيجية موحدة يقوم عليها الأمن الإقليمي للمنطقة، نجحت من خلالها دول الخليج في الحفاظ على كيانها الأمني والإقليمي رغم عظم التحديات والأحداث المؤثرة التي مرت بها .
ولفت سموه إلى أن العوامل التي ساعدت على قوّة واستمرارية مجلس التعاون الخليجي، هي وجود قدر كاف من الالتزام والإدارة السياسية لاستمرار منظومة الأمن الخليجي التي واجهت عدة حروب وأحداث في محيطها الإقليمي، إلى جانب كونها منطقة استراتيجية من ناحية المواصلات العالمية ومن أهم مناطق الطاقة الإستراتيجية في العالم.
وبين أن تحديات بروز الطائفية والتطرف الديني والتيارات الإرهابية وسقوط نظام صدام حسين وبروز إيران كقوة عسكرية ذات طموحات نووية، أسهمت في تماسك الدول الخليجية لمواجهة التحديات المتجددة، ودعاها للتعامل مع الوضع بسياسة واضحة وهادئة لكبح الجموح الإيراني، والتنسيق والتكامل الخليجي على المستوى الإقليمي في مجالات عديدة سياسية واقتصادية وعسكرية اجتماعية.
وفي معرض الحديث عن امتلاك إيران للقدرة النووية العسكرية وما تبعها من اعتراضات دولية، دعا سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز إلى البحث عن استراتيجيات جديدة تضمن الأمن الإقليمي في منطقة الخليج العربي، عبر آلات تضمن عدم التدخل في شؤون الغير، واحترام سيادة الدول، والامتناع عن التلويح بالقوة في العلاقات الدولية والإقليمية، لأنها لا تخدم الأمن الإقليمي والخليجي بل تؤدي إلى سباق في التسلح وإلى العودة إلى نظرية توازن الرعب، بينما منطقة الخليج لا تحتاج إلى حرب أخرى تجر الويل والثبور على دولها دون استثناء، وهو ما يجب أن تعيه كل دولة من أجل استتباب الأمن والاستقرار في منطقة الخليج .
كما تحدث خلال الجلسة معالي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية العراقية الدكتور نصير عايف العاني الذي أكد في كلمته ضرورة الوقوف العربي الموحد لمواجهة التحديات التي تواجهها الدول العربية، وأن تكون الدول عنصراً فاعلاً في مواجهتها، مشيراً إلى أن ما يحدث في الربيع العربي جعل منطقة الشرق الأوسط محوراً للحراك السياسي والدولي الذي ربما يرسم خارطة دولية للمنطقة نتيجة هذه الثورة التي انطلقت فيها بقوة في مطلع هذا العام ولازالت مندفعة بزخم هائل.
وثمن العاني الجهود التي تبذلها دول مجلس التعاون الخليجي مع الدول العربية في ثوراتها، مبيناً أن ذلك جزء من العمل الدؤوب الذي يقوم به المجلس للنهوض بالواقع العربي , داعيا دول مجلس التعاون الخليجي إلى مواصلة دورها الفعّال في حل الأزمات على المستوى الإقليمي للوصول إلى أجواء تسودها القيم الحرة والعدالة وحقوق الإنسان، وذلك من خلال العمل بكفاءة على نزع فتيل النزاعات الدولية من خلال المساعدة في تحسين مواطن الضعف التي ممكن أن تشعلها، وضمان الانسياب الطبيعي للطاقة لمنع أي أزمات يمكن أن تخلخل النظام الدولي، وتشجيع الاستثمارات في المنطقة، مشددا ً على دعم العراق للعودة إلى سوق الطاقة من جديد.
كما ناقش منتدى ( الخليج والعالم ) في ثالث جلساته مساء اليوم، موضوع (تحولات القوى العالمية ودور القوى التقليدية ) وذلك برئاسة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور عبدالله خليفة الشايجي .
وألقت عضوة مؤسسة كارنيغي في الولايات المتحدة الأمريكية الدكتورة مارينا اتواوي خلال الجلسة كلمة استعرضت فيها التطورت الأمنية في المنطقة العربية والشرق الأوسط , ودور الولايات المتحدة الأمريكية تجاهها .
كما تحدث خلال الجلسة مدير معهد الاستشراق في روسيا الدكتور فيتالي نعومكن الذي بين في كلمته أن سياسة روسيا وطموحاتها التي تعنيها مع دول العالم هو حفظ الأمن وإرساء السلام , مشيرا إلى أن روسيا كانت من المؤيدين لمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي لحل أزمة اليمن .
وتطرق إلى التبادل التجاري بين روسيا ودول مجلس التعاون , مفيدا أنه زاد نحو خمسة أضعاف خلال الفترة الماضية , مؤكدا حرص روسيا على توثيق علاقاتها التجارية والسياسية مع دول المجلس .
في حين استعرض عضو حلف شمال الأطلسي نيكولا دي سانتيس في كلمته التي ألقاها خلال الجلسة دور الناتو في حفظ السلام ونشر الحوار في منطقة الشرق الأوسط , مبينا أن دول مجلس التعاون الخليجي متعاونة مع المجتمع الدولي ولا ترضى أي عدوان على أي دولة أخرى .
وأفاد أن الناتو سيعقد قريبا مؤتمرا في شيكاغو لبحث التحولات التاريخية التي طرأت على منطقة الشرق الأوسط , لافتا النظر إلى أن الناتو يرحب بالدول التي تريد أن تكون أعضاء فيه سواء من دول الخليج أو أوربا .
وسيواصل المنتدى يوم غد جلساته , حيث سيناقش " نحولات القوى العالمية ودور القوى الصاعدة " , و " آفاق مستقبل الطاقة والاقتصاد العالمي " , إلى جانب مناقشة " التوقعات والنظرة إلى المستقبل ".