• ×
الخميس 18 رمضان 1445

ندوة « الآثار في المملكة.. إنقاذ ما يمكن إنقاذه» تختتم أعمالها والأنصاري الشخصية المكرمة في دورتها السادسة

ندوة « الآثار في المملكة.. إنقاذ ما يمكن إنقاذه» تختتم أعمالها والأنصاري الشخصية المكرمة في دورتها السادسة
بواسطة fahadalawad 10-01-1434 04:06 صباحاً 711 زيارات
ثقة ج متابعات: تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، انطلقت يوم أمس الأول فعاليات الدورة السادسة ل»منتدى الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري للدراسات السعودية» وذلك في مقر مؤسسة الأمير عبدالرحمن السديري الخيرية « دار الجوف للعلوم « بمدينة سكاكا، تحت عنوان «الآثار في المملكة إنقاذ ما يمكن إنقاذه» بحضور وكيل إمارة منطقة الجوف أحمد بن عبدالله ال الشيخ، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأمير عبدالرحمن السديري الخيرية فيصل بن عبدالرحمن السديري.

وفي كلمة لسمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار قال فيها: أعبر عن سعادتي بهذه الليلة الوطنية في مؤسسة الأمير عبدالرحمن السديري الخيرية.. وفي ضيافة سمو أمير منطقة الجوف.. فالجوف عزيزة وأثرية وتاريخية ولها تاريخها المهم في بلادنا.. مشيدا سموه بما يمثله المنتدى من قيمة ثقافية، متطلعا لما يخرج به من نتائج وتوصيات سيتم الاستفادة منها في دعم الهيئة.. مختتما حديثه بشكر القائمين على المنتدى.. جاء ذلك في كلمة متلفزة لسموه تم نقلها في حفل افتتاح فعاليات الدورة السادسة للمنتدى.

وقد بدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، تلاها كلمة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأمير عبدالرحمن السديري فيصل السديري، الذي رحب فيها بالحضور مردفا قوله: يعد المنتدى أحد المناشط المنبرية الدورية التي تقيمها المؤسسة سنوياً، وتحرص من خلالها تناول بعض الموضوعات المعاصرة الجديرة بالاهتمام على مستوى الوطن، وقد تم تداول عدد من المواضيع في الدورات الخمس السابقة، وفي هذا العام اختارت هيئة المنتدى أن يكون موضوع الدورة السادسة «الآثار في المملكة إنقاذ ما يمكن إنقاذه « استشعارا منها لما لهذا الموضوع من أهمية عصرية وماتمثلة من ارث حضاري وتاريخي.. مختتما حديثه بأن المؤسسة درجت في الدورات السابقة على طباعة أوراق العمل في هذا المنتدى وتوزيعها على الجهات ذات العلاقة ومكتبات الجامعات السعودية ومراكز البحث العلمي في المملكة.

بعد ذلك ألقيت كلمة هيئة المنتدى ألقاها عضو مجلس الإدارة الدكتور عبدالرحمن الشبيلي الذي ذكر خلالها بأن لقاء المنتدى في هذا العام سهل في اختيار موضوعه، يسر في انتقاء الشخصية المكرمة.. مردفا بأن المنتدى لم يكن ليتردد في اختيار الموضوع وهو يدرك أن البلاد بوجه عام والجوف بوجه خاص تؤكد البعد الحضاري للمملكة، وهي تختزن على ظهرها وفي جوفها أعرق مستودع اثري في الجزيرة العربية يقدره الأثريون بآلاف السنين، إذ تدل الحفريات والشواهد على أن محافظة دومة الجندل كانت احد مواطن حضارة الآشوريين منذ القرن العاشر قبل الميلاد وعهد البابليين منذ القرن السادس قبل الميلاد.. مشيرا خلال كلمته إلى أن مركز الشويحطية يعده الباحثون أقدم المستوطنات البشرية في غرب آسيا منذ عهد العصر الحجري القديم، حيث يقدر تاريخها بمليون عام على عهد الرواة.

وأضاف د. الشبيلي خلال كلمته قائلا: ما كان لهيئة المنتدى أن تتردد أيضا في إقرار العنوان الفرعي للندوة في مجال الآثار إنقاذ مايمكن إنقاذه، وهي تعلم أننا تأخرنا كثيرا في الاكتشاف والتنقيب والحفريات والدراسات بل وفي حماية الآثار واسترداد مانهب منها عبر القرون.. متمنيا أن تتواصل ديناميكية عرض ماتم اكتشافه في متاحف المناطق، وفي تنظيم المحميات الأثرية وصونها وتوفير المرافق وتيسير وصول المواطنين والسياح والدارسين إليها.. حيث أعلن ختاما لكلمته تقديم « شخصية المنتدى» العالم الوطني الدكتور عبدالرحمن الأنصاري الذي كرس حياته لاستكمال مابدأه علماؤنا الأوائل.

بعدها قدم د.سعد الراشد ورقة عمل تحت عنوان « الأنصاري كما عرفته .. رحلة مع الآثار والتراث « تحدث فيها عن سيرة شخصية المنتدى بداية بحياته العلمية، كما لخص ماقدمه خلال ستة وأربعين عاما في خدمة آثار المملكة وتاريخها ومن أبرزها نجاح الأنصاري في تأسيس جمعية التاريخ والآثار عام 1386 ه ، كما نظم رحلات ميدانية مختلفة في مناطق المملكة للاطلاع على المناطق الأثرية والتراثية.. إلى جانب ما قدمه من تلك الرحلات كمحاضرات عامة عن الآثار والكتابات والنقوش، مشيرا إلى أنه كان من ثمار تأسيس الجمعية أن قاد الأنصاري أول رحلة استكشافية لموقع قرية الفاو، إضافة إلى ما أثمر به نشاط الجمعية في قرية الفاو بتعديل خطة التدريس في قسم التاريخ بالجامعة بإدخال تخصص فرعي عن الآثار.. حيث أعقب الكلمة تكريم رئيس مجلس الإدارة فيصل السديري شخصية المنتدى لهذا العام الدكتور عبدالرحمن الأنصاري.

وفي كلمة المحتفى به في شخصية المنتدى قال د.الأنصاري: عندما عدت من جامعة ليدز عام 1966 م بعد حصولي على درجة الدكتوراه كانت تحدوني آمال عظام في أن تشهد الآثار في المملكة نهضة شاملة تشمل الاكتشافات والبحوث والدراسات.. واليوم وبعد مرور حوالي ستة وأربعين عاما من رجوعي فان المملكة صارت في مقدمة الدول العربية اهتماما بالآثار والدراسات الأثرية، فلدينا اليوم ولله الحمد أجيال من الأثريين يقومون بالإشراف على التنقيبات الأثرية الجارية في مختلف المواقع بالمملكة، ولدينا اليوم - أيضا - نخبة من الأثريين يشرفون على كليات وأقسام الآثار في عدة جامعات «.

وأضاف د.الأنصاري قائلا: أصبحنا نفخر بآثارنا التي عرضت في فرنسا واسبانيا وألمانيا من خلال «معرض روائع آثار المملكة عبر العصور» الذي حل الآن في الولايات المتحدة الامريكية.. مشيدا بدور الهيئة العامة للسياحة والآثار والتي يقف على رأسها الأمير سلطان بن سلمان، الذي ارتقى العمل الاثاري على يديه إلى أفاق رحبة فيما يخص العمل الاثاري الميداني، مضيفا انه ضربت مؤسسة السديري الخيرية مثالا رائعا في اهتمام المراكز العلمية الخاصة بآثار المملكة وتاريخها الحضاري، مبدئيا سعادته باختياره شخصية المنتدى لهذا العام مقدما شكره للمؤسسة.. بعد ذلك كرم رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأمير عبدالرحمن السديري ووكيل إمارة منطقة الجوف الرعاة ، كما قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بتكريم عددا من المواطنين الذين أعادوا عددا من القطع الأثرية.. حيث جاء ختام فعاليات اليوم الأول من المنتدى جولة للضيوف في مؤسسة الأمير عبدالرحمن السديري الخيرية.

كما زار ضيوف المنتدى المنطقة التاريخية بدومة الجندل، واطلعوا على الحفريات والتنقيبات التي تقوم بها الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمحافظة يرافقهم نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار للآثار والمتاحف الدكتور علي الفغبان ومدير فرع الهيئة بالجوف الأستاذ حسين الخليفة.. حيث شاهد الضيوف عقب الجولة عرضاً مرئيا عن التنقيبات بقاعة العرض بمتحف الجوف،يعرض ماتم العثور عليه ومن بينها عملات رومانية نادرة وفخار روماني من النوع الفاخر.. بعدها توجه الجميع لمقر المحافظة حيث كان في استقبالهم وكيل إمارة منطقة الجوف الأستاذ أحمد بن عبدالله آل الشيخ الذي أقام لهم وليمة العشاء بهذه المناسبة ، ثم قدمت لهم الفنون الشعبية من الدحة والعرضة والسامري وشارك فيها الضيوف، الذين أبدوا شكرهم وسعادتهم لما شاهدوه واطلعوا عليه وما وجدوه من حفاوة وتكريم.

كما كرمت الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة بفرع الهيئة بالجوف عددا من المواطنين الذين استعادوا قطعا أثرية حيث كرمهم وكيل إمارة منطقة الجوف أحمد بن عبدالله آل الشيخ، والدكتور علي غبان ،وذلك ضمن فعاليات حفل الافتتاح.

وفي هذا السياق قال د.علي الغبان:إأن موضوع الاستعادة هو موضوع الساعة ويحظى باهتمام كبير من الهيئة بالاستعادة من الخارج ومن الداخل، ولعل ما حصل الآن في منطقة الجوف خير دليل على ذلك ففي حفل الرياض الذي أقيم قبل شهور كان هناك ثلاثة مواطنين استعادوا آثار من الجوف، واليوم يوجد قائمة لأكثر من 20 مواطنا استعادوا آثارا من المنطقة، وهذه القطع سوف تعرض باسم مستعيديها، وسوف تعرض في متحف الجوف الذي وضع حجر أساسه وجار إنشاؤه.

وأضاف د. الغبان قوله: لاشك أن المواطن هو الحامي الأول للآثار، ولذلك نجد أن رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار يكرر بكل مناسبة أنه لا يمكن أن تكتمل جهود الهيئة إلا بمشاركة المواطن.. مختتما حديثه بالتأكيد على دور المواطن الذي تعتبره الهيئة حامي الآثار الأول، وأن ما تجده الهيئة من تجاوب شعبي لإعادة الآثار الوطنية أمر هام وتكاملي مع أدوار الهئية في سبيل الإعادة والتأهيل ومن ثم عرض الآثار المستعادة.

وقد جاء ختام فعاليات أعمال «منتدى الأمير عبدالرحمن السديري للدراسات السعودية في دورته السادسة» المنعقدة تحت عنوان « آثار المملكة إنقاذ ما يمكن إنقاذه « إعلان المشاركين لبيانهم الختامي وتوصيات الندوة التي أكد المشاركون فيها على تقديرهم اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود - حفظه الله - وتوجيهاته السامية لحكومة المملكة للاهتمام بما يعود بالفائدة على الوطن والمواطن.. معلنين من خلال أوراق العمل والمناقشات على أهمية الآثار كجزء أصيل من تراثنا الوطني، ليس فقط كموروث ثقافي، وإنما لأهميته القصوى كخيار اقتصادي يمثل احد البدائل الإستراتيجية المتاحة وبخاصة في المناطق النائية.

كما تضمن ختام أعمال الندوة جملة من التوصيات التي جاء في مقدمتها:أولا: أهمية مشروع خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - الرامي إلى النهوض بالعمل الأثري في المملكة وتعزيز البعد الحضاري للملكة، ثانيا: أهمية العمل على سرعة تسجيل المواقع الآثارية في سجل التراث العالمي وحث الجهات الحكومية الأخرى للتعاون مع هيئة السياحة والآثار في هذا الجانب، ثالثا: التعامل مع الآثار كموروث ثقافي والاهتمام بالآثار بوصفها مصدرا للهوية التاريخية والحضارية والاعتزاز بالتاريخ الوطني، رابعا: تفعيل برامج حماية الآثار من التعدي والسرقة من خلال برامج حماية فاعلة وإيجاد آليات لحماية التراث الوطني، خامسا: السرعة في تنفيذ نظام الآثار والمتاحف الجديد، سادسا: تفعيل ودعم فروع الهيئة العامة للسياحة والآثار في مناطق المملكة وإيجاد مراكز أبحاث في تلك المناطق، سابعا: تشجيع المؤسسات والأفراد على تسجيل القطع الآثارية التي يملكونها ضمن السجل الوطني للآثار والتراث، ثامنا: تفعيل الدور المجتمعي من خلال تأسيس الجمعيات العلمية ولجان أصدقاء الآثار في المناطق والمحافظات والمدن.

أما تاسع التوصيات أكدت على إيجاد معجم تاريخي عربي يستند إلى الدراسات الآثارية ودراسات اللغات العربية القديمة، عاشرا: الاهتمام بالأبعاد الاقتصادية للآثار ودورها في التنمية، الحادية عشر: إنشاء أوقاف خاصة للتشجيع على العمل الأثري، الثانية عشر: الاهتمام بسوق دومة الجندل التاريخي والعمل على إعادة السوق على أسسه القديمة إن وجدت، الثالثة عشر: الاهتمام بجمع وتسجيل الآثار وإجراء مسوحات للأمكنة التاريخية التي لم يجر مسحها، الرابعة عشر: العناية ببرامج التوعية الموجهة للمواطنين لجيل الشباب بشكل خاص للعمل على حماية التراث الوطني وصيانته وحفظه، الخامسة عشر: الاهتمام بالدراسات الاثنواركيولوجية والانثروبولوجية كمجالات مساندة لعلم الآثار، وصولا إلى ختام التوصيات التي أكد عليها المنتدى، وذلك بإيجاد سبل فعالة لمشاركة القطاع الخاص في خدمة قطاع الآثار والتنمية السياحية .