• ×
السبت 11 شوال 1445

أقيم حفل خطابي بفيينا يوم الاثنين الماضي

افتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات

 افتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات
بواسطة fahadalawad 14-01-1434 11:47 صباحاً 1.5K زيارات
ثقة : فيينا   أقام مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات يوم الاثنين الماضي حفلاً خطابياً بالقصر الرئاسي هوف بيرع بفيينا بمناسبة افتتاح المركز .
وشاهد الحضور في بداية الحفل عرضاً مرئياً عن المركز وأهدافه ورسالته .
وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في كلمة خلال الحفل أن النداء الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين لنشر الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والذي توجه به لكل دول العالم وشعوبها يعكس مبادرة إنسانية جادة للسلام والتعايش والاحترام والمحبة والتآلف.
وعد سموه المركز ثمرة لجهد طويل ومتصل بدأ من مكة المكرمة مروراً بمدريد ونيويورك وانتهاءً بجنيف وفيينا.
وفيما يلي نص كلمة سموه :
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب المعالي والسعادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إنه من دواعي سروري واعتزازي أن أشارك في هذه المناسبة التاريخية ، حيث نحتفل بتدشين مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في مدينة فيينا .
إن اختيار فيينا مكاناً لهذا المركز لم يأت من فراغ أو من قبيل الصدفة فما هو معروف عن هذه المدينة من تاريخ عريق وموقع متميز في مسيرة الحضارة الإنسانية بكل مقوماتها من تنوع ثقافي وإبداعات فنية وفكرية يجعل من هذه المدينة نقطة تلاق لمختلف النزعات الفكرية والتوجهات المذهبية ، وإذا ما أخذنا بالاعتبار موقع فيينا المتوسط في أوروبا ، فإن هذا الأمر يضفي عليها قدراً من التميز الحضاري ويجعلها المكان الأكثر ملاءمة لاحتضان مركز غايته التقريب بين الشعوب والثقافات وتكريس مبدأ الاعتدال والتسامح والوسطية ، إن هذا المبدأ يشكل جوهر مبادرة خادم الحرمين الشريفين لنشر الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، التي انطلقت من مكة المكرمة ، مهد دعوة الإسلام.
إن النداء الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والذي توجه به لكل دول العالم وشعوبها بمختلف دياناتها وثقافاتها ومذاهبها ، يعكس مبادرة إنسانية جادة للسلام والتعايش والاحترام والمحبة والتآلف , ويعد هذا المركز الذي نفتتحه اليوم ثمرة لجهد طويل ومتصل بدأ في مكة المكرمة مروراً بمدريد ونيويورك، وإنتهاءً بجنيف وفيينا.
إن هذا التدشين يعني أننا قد انتقلنا من مرحلة الإعداد والتنظير إلى مرحلة البدء الفعلي في وضع البرامج وتحديد الخطوات العملية لتحقيق أهداف وغايات هذا المركز.
إن ما نأمله ونتطلع إليه أن يجسد هذا المركز انطلاقته التاريخية المرجوة نحو تشجيع حوار إنساني هادف ومسؤول يستند إلى تعزيز القواسم المشتركة بين أتباع الأديان التي هي لب الرسائل السماوية والثقافات الإنسانية.
إن المأمول والمطلوب من هذا المركز أن يكون الباعث لحوارات مستنيرة تتناول القضايا التي تشغل اهـتمامات المجتمعات الإنسانية قاطبة والتي كانت في كثير من الأحيان سبباً في حروب مكلفة وصراعات دامية وجرائم بشعة ، كما أنها أدت إلى التطرف وموجات العنف والإرهاب بكل أشكاله وصنوفه.
أضف إلى ذلك أن ضعف الوازع الديني وتدني القيم الروحية أدى إلى انحسار في تأثير المبادئ الأخلاقية وتدهور مستمر للفضائل مع تفكك عرى الأسرة ودورها في المجتمع الإنساني. ولنا أن نتصور ما حصل لمجتمعاتنا نتيجة لهذا القصور والانحدار الأخلاقي مثل انتشار للظلم والفساد وشيوع للجرائم واتساع لدائرة الآفات الاجتماعية والأزمات الصحية والمشاكل البيئية والأزمات الاقتصادية وعلى نحو غير مسبوق وطرق غير معهودة . وما نأمله ونتوخاه من هذا المركز أن لا ينحصر تأثيره فقط على إنهاء النزاعات وإقرار روح التفاهم بين الديانات والثقافات ، بل أن يشمل هذا التأثير عودة الالتزام بالمبادئ والقيم الأخلاقية.
السيدات والسادة : إن مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ترتكز على مبادئ روحية وتاريخية تدعم الفكرة ، ومن حسن الطالع أن وجدت هذه الدعوة صداها في العالم الذي أصبح مقتنعاً بمبادئ الحوار والتعاون ووضعه في صدارة أولوياته.
إن القائمين على هذا المركز يعتبرونه بمثابة منتدى عالمي يشارك فيه ممثلون عن جميع الأديان والمذاهب الرئيسية في العالم، وهو الأمر الذي يتيح له التعاون مع منظمات الحوار الأخرى، باعتبار ذلك أحد الأهداف الرئيسة للمركز . إن ذلك من شأنه أن يعزز العدالة ويعمق روح التسامح والتفاهم واحترام الآخر، ويمنع الإساءة إلى الرموز الدينية والعبث بالمؤسسات ودور العبادة.
أيها الحضور الكريم : إن ما نأمله ونتطلع إليه أن يتمكن هذا المركز من مساعدة الشعوب على النظر إلى المستقبل بتفاؤل في ظل شعور طاغ ينتابها اليوم بالتشاؤم وانعدام الأمن.
ولا بد لي هنا وقد وضعنا أقدامنا على أعتاب مرحلة جديدة أن أختتم كلمتي بالتقدم بالشكر الجزيل إلى حكومة جمهورية النمسا لاحتضانها مقر المركز.
والشكر موصول لمملكة إسبانيا على تعاونها الذي مكن من ترجمة هذه الرؤية النبيلة على أرض الواقع.
ولا يفوتني أن أشكر أيضاً جميع من شاركنا في هذا الجهد المثمر - بعون الله - من مسئولي حاضرة الفاتيكان والقيادات الدينية والروحية وجميع من أسهم في بلورة ودعم هذه الرؤية الإنسانية وارتضوا تحمل مسؤولية الانتقال بهذه المبادرة من حيز الفكر إلى مجال الممارسة ، وكأني بهم جميعاً يتطلعون إلى أن يسهم هذا المركز في بناء منظومة أخلاقية وإنسانية مشتركة ، تحمي الموروثات والقيم والمصالح المشتركة لعالمنا في مواجهة فيض عارم من تراكم المشكلات والأوجاع والمصاعب.
أدعوا الله عز وجل أن يأخذ بيد القائمين على هذا المركز لبلوغ الرسالة التي نشأ من أجلها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكان معالي الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن عبدالرحمن بن معمر رحب في بداية الحفل بأصحاب السمو والمعالي الوزراء والضيوف ، مقدما شكره للجميع ، وقال " إني لأدعوكم إلى مائدة الحوار , ونقدم الشكر للنمسا التي وافقت على إقامة هذا المركز ، ونشكر مشاركة وسائل الإعلام ، ولقد شاركت 21 منظمة دولية في الحوار للعمل سوياً للمستقبل ".
بعد ذلك ألقى فخامة رئيس جمهورية النمسا هاينز فيشر كلمة مصورة رحب فيها بجميع المشاركين والحضور لهذا الحفل في مدينة فيينا ، مؤكدا أهمية الحوار ، وقال إن أحداث العنف التي نشاهدها تعكس الخطر الذي يكمن في عدم التمسك بالحوار ، مبينا أهمية البحث عن خيارات أخرى غير العنف .
وشدد على ضرورة بناء الجسور وتعزيز التفاهمات , معرباً عن قناعته أنه من خلال الحوار سيتم بناء المستقبل المزدهر والمؤسس والمبني على التفاهم والاحترام المتبادل والعدالة والتعايش السلمي والتعددي.
ولفت النظر إلى أن النمسا لديها تاريخ عريق متصل بالتعددية والثقافة والأديان المختلفة واللغات المختلفة ما جعل النمسا مثلا لمجتمع تعددي في كل المجالات ، مبينا أن هذه الخلفية جعلت بلاده مركزا ومحورا للحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
وعد فيشر الاحتفال بتأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات نقطة تحول ومبادرة مهمة خصوصا أمام الوقائع والأحداث الراهنة التي يشهدها العالم، مؤكدا أن المركز بامكانة أن يمكن مندوبي كل الديانات والثقافات إن يتقابلوا ويتبادلوا الآراء كما سيسمح المركز أيضا بالحوار البناء، وقال إن مانحتاج إلية فعلا هو تغيير أساسي وجذري ينقلنا إلى التفاهم والى إيجاد الحلول الجذرية للتحديات الموجودة.
بعد ذلك ألقى جلالة الملك خوان كارلوس ملك مملكة اسبانيا كلمة مصورة بارك خلالها إقامة المركز ، مؤكدا أن هذا المركز جاء نتاجا للمؤتمر العالمي للحوار الذي استضافته بلاده في مدريد عام 2008 م ، معرباً عن تقديره لجهود خادم الحرمين الشريفين الحثيثة التي بذلها في هذا المجال ، وتعهد باستمرار دعم بلاده لهذا المركز ورسالته السامية ، معبرا عن شكره للجميع .
ثم ألقى معالي نائب رئيس وزراء جمهورية النمسا وزير الخارجية ميخائيل شيبندل ايغير كلمةً عبر فيها عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على حكمته في إطلاق المبادرة ، مؤكدا أن جمهورية النمسا تفتخر بوجود المركز فيها ، وقال : نحن نخدم هذا المركز ، ونعرف أن الحوار ليس مقتصرا على النمسا وهو تراث منتشر ومهم .
وبيّن وزير خارجية النمسا أن المركز الدولي سيكون أداة تواجه استخدام الدين كتبرير لاستخدام العنف ، وسيحقق كل المبادئ السامية وتوسيع مجالات الحوار وتعزيز الجهود المشتركة ، ويبني قاعدة مشتركة لتعاون المجتمعات الدولية وتبادل الأفكار والتجارب بشكل علمي بدعم من النمسا والمملكة العربية السعودية وأسبانيا والفاتيكان .
وعبر في ختام كلمته عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وجميع المشاركين وأعضاء مجلس الإدارة الذين قدموا التجارب الطويلة ، متطلعا لأن يرى المركز الذي سيسهم في رفع السلام فاعلا على أرض الواقع.
كما تحدث معالي وزير خارجية مملكة إسبانيا خوسيه مانويل جارثيا مارجاللو في كلمة مماثلة عن المركز مؤكداً أن افتتاحه يعد انجازاً عظيماً قد بدأ منذ عام 2008 م في المؤتمر الدولي الذي عقد في مدريد برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، مؤكدا أن اسبانيا بصفتها عضو مؤسس ستدعم كل الأنشطة والمنظمات .
وقدم شكره لخادم الحرمين الشريفين والرئيس النمساوي ، داعيا الدول الأخرى للتعاون مع المركز للعيش بسلام وسط تفاهمات تبعد جميع أشكال الخلاف والتناحر.
بعد ذلك ألقى معالي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلمة عبر فيها عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وحكومتي اسبانيا والنمسا للمشاركة بافتتاح مركز الملك عبدالله للحوار.
كما كرر شكره لخادم الحرمين الشريفين وملك اسبانيا وقال : "اشكر الملك عبدالله بن عبدالعزيز وملك اسبانيا ، الليلة نحن نتشارك ببذل الجهود" , معرباً عن قلقه لما يحدث في سوريا والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأكّد بان كي مون دعمه ودعم الأمم المتحدة لمهمة المركز .
بعد ذلك عبر نائب الفاتيكان عن سروره بافتتاح المركز , مؤكداً أنه يعكس فرصة لفتح الحوار .
بعدها ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة أكد فيها أن افتتاح المركز جاء استجابة لتطلع أتباع الأديان والثقافات المخلصين لمجتمعهم الحريصين على استقرارهم وتعاونهم مع غيرهم من المجتمعات وفق رؤية إنسانية سامية تنطلق من التعاليم التي جاءت بها رسالات الله إلى الناس ، والقيم التي تعنى بها الحضارات والثقافات الإنسانية المعتبرة.
وبين معاليه أن الإنسانية في حاجة ملحة متزايدة إلى التلاقي وبحث سبل التعاون على الخير ، والقيام بحوار حضاري إنساني متعدد الأهداف والمجالات، يعالج ما تتعرض له البشرية من الأزمات وفق ما أراده الله لها .
وقال معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي : لقد أدرك خادم الحرمين الشريفين بثاقب نظره ومن خلال تجاربه الحافلة وتاريخه الإنساني العريق أهمية التحاور بين اتباع الأديان والثقافات المختلفة فأعطاه أولوية في اهتمامه ، وأطلق مبادرته الإنسانية في الحوار قبل خمس أعوام ورعى لخدمتها مؤتمرين عالميين نظمتهما رابطة العالم الإسلامي ، مبدياً استعداد الرابطة للتعاون مع المركز , متمنياً له التوفيق مع غيره من المراكز والهيئات المعنية بالحوار .
ورفع معالي الأمين العام للرابطة شكر الرابطة وتقديرها لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على جهوده الإنسانية العظيمة والتي من أبرزها إنشاء هذا المركز ، كما شكر الدول والشخصيات المتعاونة في إنشائه وبخاصة النمسا دولة المقر ، مشيداً بجهود صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ومتابعته لتنفيذ توجيهات الملك المفدى وعونه لرابطة العالم الإسلامي.
بعد ذلك سلّم معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبدالمحسن التركي هدية تذكارية لمعالي الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين اتباع الأديان والثقافات فيصل بن عبدالرحمن بن معمر.
كما ألقى البطريق المسكوني برثلماوس كلمة تحدث فيها عن أهمية المركز والمبادئ التي ينطلق منها , مؤكداً دعمه المباشر للحوار المشترك بين اتباع الأديان والثقافات ونبذ العنف والتطرف والخلاف ، معربا عن شكره للجميع على جهودهم المبذولة لإنشاء هذا المركز.
بعد ذلك وقع أعضاء مجلس الإدارة التسعة الممثلين لإتباع الأديان والثقافات على إعلان المركز أمام الجميع .
حضر الحفل أكثر من 800 مدعو يمثلون العديد من مختلف الديانات والدول والثقافات من رجال الدين والمسؤولين والأكاديميين والمثقفين .