• ×
الخميس 16 شوال 1445

في اختتام مؤتمر في جاكرتا

وثيقة شرف إعلامية للعالم الإسلاميي للحفاظ على الطرح الإعلامي

وثيقة شرف إعلامية للعالم الإسلاميي للحفاظ على الطرح الإعلامي
بواسطة fahadalawad 20-01-1433 01:07 مساءً 978 زيارات
ثقة : جاكرتا واس  أصدر المؤتمر العالمي الثاني للإعلام الإسلامي الذي اختتم أعماله اليوم في جاكرتا وثيقة الشرف الإعلامي لوسائل الإعلام والاتصال في العالم الإسلامي حفاظاً على الواجب الإعلامي وسمو أهدافه وشرف المهنة وتقاليدها , لتعميمها على وزارات الإعلام والمؤسسات الإعلامية ، والالتزام بها عند إصدار الوثائق الوطنية ، والوثائق الخاصة للشرف الإعلامي بالمؤسسات الإعلامية .
وشدد المؤتمر على أهمية التصدي لكل ما من شأنه المساس بالرسالات الإلهية, والرسل عليهم الصلاة والسلام، وضبط حرية التعبير المؤدية إلى الانزلاق والتفسخ وإفساد أخلاق النشء بخاصة عبر وسائل الإعلام، وأن تكون عوناً للأسر والمدارس في هذا الميدان.
وأهاب المؤتمر ,الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية الاندونيسية بجاكرتا, بحكومات الدول الإسلامية ومؤسسات الإعلام فيها والإعلاميين المسلمين ومؤسسات الدعوة والعمل الإسلامي أن تتعاون ضمن آليات عمل مشتركة للنهوض بالإعلام الإسلامي، ودعمه بما يحقق أهدافه ويحافظ على شرف مواثيقه، وينجز أهدافه الإسلامية والإنسانية.
ودعا وسائل الإعلام في الأمة الإسلامية إلى مساندة جهود الحوار مع مختلف الثقافات وأتباع الديانات والحضارات ، ومد جسور التواصل معها وإيجاد البرامج التي تؤدي تلك المهمات، واستلهام المنهاج الإسلامي في التواصل والحوار مع غير المسلمين,ودعوة وسائل الإعلام في البلدان الإسلامية بخاصة، وفي دول العالم كافة ، إلى استثمار الطاقات الإعلامية السلمية في التواصل مع الثقافات الأخرى، وتوظيفها وتنميتها ، للتفاهم في مجال السياسة الدولية وحل النزاعات بين الأمم والشعوب بالطرق السلمية.
وأكد المؤتمر أهمية إيجاد وسائل تحقق التنسيق بين المؤسسات الإعلامية في العالم الإسلامي، والاستفادة البينية بين دوله في تبادل الخبرات واستثمار ما تملكه بعض الدول الإسلامية من تقنية متقدمة في مجال الاتصال والمعلومات, مستذكرا أهمية الإعلام في ترسيخ قيم الأمن والتكامل في المجتمعات الإسلامية بين الجهات الرسمية والشعبية ، ودوره في مواجهة التطرف والغلو والفتن والإرهاب .
وحث الجمعيات والمراكز الإسلامية ووسائل الإعلام على الاستفادة المنضبطة بضوابط الشرع من شبكات التواصل الاجتماعي وفق خطط مدروسة باعتبارها فرصة للتفاعل والتشارك ولزيادة جهود العمل الدعوي والخيري والتطوعي .
وطالب المؤتمر العالمي الثاني للإعلام الإسلامي بإنشاء مراكز ومعاهد للتدريب تركز على الجانبين العملي والتطبيقي، مع أهمية مراعاة التقدم التقني المطرد في وسائل الإعلام والاتصال، لتأهيل نخب إعلامية مسلمة تقوم بواجبها الدعوي من خلال الإعلام .
وفي جانب مناهج كليات الإعلام حث المؤتمر على تطويرها لمتابعة التطورات المتلاحقة في مجال الإعلام ووسائله علماً وممارسة, إلى جانب تطوير مهارات استخدام المعلومات لدى الأجيال الجديدة وتدريبهم على أفضل وسائل استثمار المعلومات، بما يعود بالنفع الحقيقي على هذه الأجيال ، وتضمينها في مناهج التعليم بالمراحل الإعدادية والثانوية بما يسهم في تطوير مهارات البحث عن المعلومات ، والإفادة منها وفق مناهج وخطط مدروسة ، ومنضبطة بقيم الإسلام .
ودعا المؤتمر إلى الاستثمار الصحيح المنضبط لما تتيحه شبكة الانترنت من فرص في مواقع الدعوة الإسلامية ومواقع التعريف بالإسلام من خلال الاستخدام المحترف للوسائط المتعددة وتنويع خيارات المحتوى الإلكتروني ، بما يعزز مبادئ الإسلام ونشر رسالته في الأمن والسلام والتعاون والتعايش وحب الخير للناس باللغات العالمية كافة .
وحث المؤتمر الهيئات والمؤسسات في دول العالم الإسلامي على الاستفادة الصحيحة من وسائل الإعلام الجديدة بالوجود الفعلي فيها، والتفاعل النشط مع مستخدميها، والإسهام في تصحيح الأفكار الخاطئة والمعلومات غير الدقيقة التي يتداولها البعض عبر هذه الوسائل, موصياً بالتركيز على توعية الشباب بما يحقق أفضل استفادة من هذه الوسائل، بحسن استخدامها وتحصينهم من سلبياتها .
وأقر المؤتمر عقد حلقات بحث متخصصة للاتفاق على مقياس حرية الإعلام من منطلق إسلامي في مواجهة انتشار مقاييس الحرية بمفهومها الغربي، بالإضافة إلى نشر تقارير دورية حول حرية الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى من منظور إسلامي والتأكيد على التعاون بين رابطة العالم الإسلامي ووزارات الإعلام والثقافة ومؤسسات الإعلام في الدول الإسلامية ، ودعوة وزراء الإعلام والمسؤولين في الدول الإسلامية إلى تبني توصيات المؤتمر وتدارس آليات تكفل تحقيق ما توصل إليه .
وطالب المؤتمر بتعزيز دور وكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا) واتحاد الإذاعات الإسلامية وتطوير أدائهما وفقاً لقرارات وزراء الإعلام في الدول الإسلامية ، ودعوة رابطة العالم الإسلامي ووزارة الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية إلى عقد ندوة يجتمع فيها متخصصون لدراسة سبل تعزيز دور الوكالة والاتحاد .
وناشد المؤتمر العاملين في الإعلام والمخططين وصانعي القرار الإعلامي في المجتمعات المسلمة لوضع توصيات هذا المؤتمر ضمن آليات عملهم لخدمة الإعلام الإسلامي.
وأصدر المؤتمر توصيات خاصة برابطة العالم الاسلامي دعا فيها الرابطة إلى تأصيل التعاون بين مؤسسات العمل الإسلامي ومؤسسات الإعلام الإسلامي من خلال انتهاج العمل العلمي القائم على الخطط والاستراتيجيات،وتكوين هيئة من الأكاديميين والممارسين، لدراسة واقع الإعلام والاتصال في العالم الإسلامي ، واقتراح العلاج للمشكلات ، وإصدار تقرير سنوي عن سبل الارتقاء بهما، وأن تعقد اجتماعات بشكل دوري للنظر فيما يجد من آراء.
كما أوصى بدعم الهيئة الإسلامية العالمية للإعلام التابعة للرابطة بما يؤهلها إلى العمل في ظل التطورات الإعلامية في العالم والتعامل مع تأثيرات الإعلام الجديد وتقنية الاتصالات، ويكون من ضمن مهامها إقامة حوار حضاري وثقافي بين المسلمين مع بعضهم البعض ومع غيرهم، وتكثيف الاتصال بالمؤسسات الإعلامية والعلمية والثقافية والتربوية والفكرية العالمية, والتواصل المستمر مع المؤسسات الإسلامية داخل المجتمعات غير المسلمة ودعمها وتقوية مناهجها, والتواصل مع المنصفين من غير المسلمين من المؤسسات والعلماء, ودعم دور النشر التي تهتم بترجمة كتب التراث والحضارة الإسلامية والتاريخ الإسلامي والدعوة إلى إنشاء صندوق عالمي للإنفاق على الترجمة.
وأصى بعقد هذا المؤتمر بصفة دورية كل سنتين بالتعاون بين رابطة العالم الإسلامي ووزارة الشؤون الدينية في إندونيسيا وتكوين لجنة متابعة يشارك فيها ممثلون من رابطة العالم الإسلامي ووزارة الشؤون الدينية في إندونيسيا لمتابعة تنفيذ توصيات المؤتمر.
ووجه المشاركون في المؤتمر الشكر والتقدير لجمهورية إندونيسيا، على استضافة المؤتمر ولفخامة الرئيس سوسيلو بامبنج هو يونو، على رعايته للمؤتمر، كما شكروا معالي وزير الشؤون الدينية الإندونيسي الدكتور سوريا دارما ومعاونيه، وأعربوا عن تقديرهم لرابطة العالم الإسلامي على ما تقدمه للمسلمين، وعلى عنايتها بالإعلام والثقافة الإسلامية ,ودعوا إلى استمرار التواصل والتعاون بين الرابطة ووزارة الشؤون الدينية في إندونيسيا في إنجاز البرامج الإسلامية المشتركة.
وقد تضمن ميثاق الشرف الإعلامي في العالم الإسلامي المبادئ العامة وأخلاقيات العمل الإعلامي، لترسيخ الإيمان بقيم الإسلام ومبادئه الخلقية، ورسالته الرحيمة العالمية وصون الهوية الإسلامية من التأثيرات السلبية للعولمة والتغريب والحفاظ على عقيدة الأمة من أي اعتداء والحفاظ على سلامة المجتمع المسلم ونسيجه الاجتماعي ، والعمل على تحقيق التوازن في الشخصية الإسلامية، والتأكيد على الحكمة في خطابها للآخرين وتقديم الحقيقة خالصة في حدود الآداب والضوابط الشرعية وكفالة الحرية المسؤولة والمنضبطة بضوابط الشرع بوصفها حق شرعي لا يجوز المساس به ولا انتهاكه .
وأكدت الوثيقة حق التعبير في حدود الضوابط الشرعية والمعايير النظامية ومصالح الأمة وحق الإطلاع على المعلومات والوصول إليها بالطرق الصحيحة ، وتأمين هذا الحق وتنظيمه بإصدار الأنظمة اللازمة وتوفير البيئة الصالحة لأداء الأعمال وإنجاز المهمات ، في أوقات الأزمات، بما في ذلك الحماية المقرّة دولياً للأشخاص المدنيين.
ودعت الوثيقة إلى القيام بالواجبات والمسؤوليات للتعريف بالإسلام وبقضايا الأمة الإسلامية والإسهام في الدعوة إلى الله ، وتشجيع الشعوب الإسلامية على التعارف فيما بينها، وعلى التعارف مع الآخرين والاهتمام بتراث الإسلام وتاريخه وحضارته ، والعناية باللغة العربية والحرص على سلامتها ، والعمل على نشرها بين المسلمين باعتبارها لغة القرآن الكريم والسنة النبوية والعبادات ,والالتزام بالإسلام كما أمر الله سبحانه والتأكيد على ضرورة العودة إلى القرآن والسنة، والسعي إلى إحلال الشريعة الإسلامية محل القوانين الوضعية ,ومساندة الشعوب الإسلامية ,ومعالجة قضاياها في تحقيق وحدتها والدفاع عنها أمام المخاطر والمحن التي تتعرّض لها, والعمل على إبعادها عن الإقليمية الضيقة والتعصب العنصري والقبلي وما يؤدي إلى الفرقة والنزاع ,والفشل ومواجهة الإلحاد والتيارات المسيئة للإسلام ، وكل ما يشيع الكراهية للإسلام والمسلمين, و*استنهاض الهمم لمقاومة التخلف في مختلف مظاهره وتحقيق التنمية الشاملة التي تحقق للأمة الازدهار والرقي والمنعة.
وبينت الوثيقة واجبات رجال الإعلام في جمع كلمة المسلمين والتحلي بالأخوة الإسلامية والتسامح في حل مشكلاتهم , وعدم نشر ما يسيء إلى الله الخالق سبحانه وتعالى أو الرسالات الإلهية أو الرسل عليهم الصلاة والسلام، إلى جانب مراعاة المعايير العلمية الموضوعية في نقد الآراء والأفكار والامتناع عن نشر أشكال التحريض على العنف والإرهاب، وكل ما يخل بأمن المجتمعات ويؤجج النزاع بين الشعوب وقادتها ودعم الشعوب الإسلامية في سعيها لمقاومة الظلم والاحتلال والتثبت من الأخبار ومراعاة الأمانة في نقلها، وتجنب ما يؤدي إلى التضليل أو الإضرار بالسلام الاجتماعي ، والابتعاد عما يشيع روح اليأس والقنوط,, والالتزام بالسبل المشروعة في الحصول على المعلومة ، وتجنب أي سبيل فيه عنف، أو ابتزاز، أو تهديد، أو إغراء، أو خرق خصوصيات الفرد والابتعاد عن اختلاق أحداث أو اختلافات غير موجودة لمجرد الإثارة أو السبق الصحفي , وأداء الرسالة الإعلامية بأسلوب عف كريم، حفاظاً على شرف المهنة، وعلى الآداب الإسلامية, والقول الطيب وفق وصف الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين ,وعدم استخدام الألفاظ النابية ، وعدم نشر الصور الخليعة، وعدم التعرض للأشخاص بالسخرية والطعن الشخصي والقذف والسب والشتم وإثارة الفتن ونشر الشائعات والمهاترات، والبعد عما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم, والامتناع عن إذاعة أو نشر ما يمس الآداب العامة أو يشجع على الانحلال الخلقي، أو يرغّب في الجريمة والعنف والانتحار، أو يبعث الرعب، أو يثير الغرائز سواءً بطريق مباشر أو غير مباشر.
وحذرت الوثيقة من إذاعة الإعلان عن المواد الضارّة أو المحرّمة ونشرها، وما يتعارض مع الأخلاق، أو يؤدي إلى تنميط اجتماعي ضار ,والتمييز بين المواد التحريرية والإعلانية.
ودعت إلى احترام علماء الشريعة ورجال القضاء والأمن، وتعزيز مكانتهم، والرجوع إلى العلماء الثقات والاستفادة من آرائهم ,واحترام المهن المشروعة وأصحابها، والاهتمام بأصحاب العاهات أو المتخلفين عقلياً واحتياجاتهم، وعدم بث ما من شأنه المساس بهم أو السخرية منهم أو تحقيرهم.
وشددت الوثيقة على مكافحة المخدرات والمسكرات، وعدم تحسين صورتها بأي شكل، كإظهارها علاجاً لما يواجه الإنسان من أزمات ومشكلات.
وأكدت أهمية الامتناع والتصدي لأي نشر يشمل تحريضاً طائفياً أو تشجيعاً على التفرقة أو التمييز على أساس الانتماء العرقي أو الوطني أو الطائفي , ومراعاة حرية التعبير المنضبطة بضوابط الشرع للأفراد والمجموعات من خلال المواقع الالكترونية، وضمان حق الرد والتعليق وفق ضوابط التزام الحق ,وعدم الإساءة للأشخاص الآخرين وتجريحهم, والامتناع عن تناول ما تتولاه سلطات التحقيق أو المحاكم بطريقة تستهدف التأثير على المحاكمات وتعزيز مكانة الأسرة في المجتمع الإسلامي وأثرها في الترابط الاجتماعي, وحماية الأطفال والناشئة من كل ما يمس نموهم البدني والنفسي أو يحرضهم على السلوكيات الخاطئة أو يحث على فعلها , وبذل قصارى الجهد للتمكن من استعمال وسائل العصر المتطورة في مجال الوسائط الإعلامية وتقنية الاتصال، والتطلع إلى الإبداع فيها مادياً ومعنوياً، والتطلع إلى الجديد النافع لها تسخيرًا لها في خدمة الإسلام والمسلمين والإنسانية.
وكان المؤتمر قد عقد جلسة عمل خامسة صباح اليوم تحت عنوان " الإعلام والحوار مع الآخر " .
وفي بداية الجلسة ألقى مدير الجامعة الإسلامية في ماليزيا سابقاً الدكتور سيد عربي عيديد الكلمة الرئيسة للجلسة , نوقشت خلالها 3 أوراق عمل الأولى مقدمة من مدير معهد الدراسات الإسلامية والعربية في الهند الدكتور ظفر الإسلام خان بعنوان //القضايا الإسلامية في منظومة الإعلام الدولي// أما الورقة الثانية فهي بعنوان // مجالات التعاون بين الإعلام الغربي ومؤسساته ونظيراتها في العالم الإسلامي.. الواقع والمأمول // قدمها أستاذ الاتصالات بجامعة (كنتر بري) بنيو زيلندا الدكتور محمد موسى , فيما تناولت الورقة الثالثة رسالة الإعلام في دعم الحوار ومناشطه قدمها رئيس الجامعة الإسلامية الحكومية بجاكرتا الدكتور قمر الدين هداية.