• ×
الخميس 16 شوال 1445

رئيس بعثة المراقبة في سوريا: لم يكن هناك شيء مخيف في حمص

رئيس بعثة المراقبة في سوريا: لم يكن هناك شيء مخيف في حمص
بواسطة fahadalawad 04-02-1433 02:48 صباحاً 560 زيارات
ثقة : بيروت (رويترز)  قال رئيس بعثة المراقبين التي اوفدتها الجامعة العربية الى سوريا انه لم ير "شيئا مخيفا" في اول زيارة لمدينة حمص لكن فرنسا وصفت تصريحاته بأنها سابقة لاوانها وحثت سوريا على ضمان حرية التنقل لفريقه.
واصطدمت البعثة بعقبة في ثاني ايام عملها حين رفض سكان حي بابا عمرو في حمص الذي تعرض للقصف بنيران الدبابات التحدث الى المراقبين في وجود ضابط من الجيش السوري.
واوقف المراقبون زيارتهم للحي الذي قتل فيه عشرات المحتجين بنيران دبابات الجيش السوري والقناصة وحيث أطلق المتمردون المسلحون النار ردا على ذلك لحماية السكان.
وأبلغ نشطاء رويترز هاتفيا بأن المراقبين عادوا في وقت لاحق دون مرافقين ودخلوا بابا عمرو لكنهم اضطروا الى إلغاء محاولة للتحقق من منطقة يعتقد السكان ان قوات الاسد تخفي فيها معتقلين وذلك لاندلاع اطلاق للنار على مقربة منها.
ويعد دخول المراقبين الى المواقع دون معوقات وحصولهم على افادات دون رقابة أمرا حاسما كي تتمكن بعثة الجامعة العربية من التحقق من وفاء الرئيس بشار الاسد بمبادرة الجامعة التي تقضي بسحب الدبابات والقوات التي تهاجم المحتجين والافراج عن السجناء واجراء حوار مع المعارضة.
وقال الفريق اول الركن محمد احمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين السوداني لرويترز هاتفيا "كانت هناك مناطق الحالة فيها تعبانة (غير جيدة) لكن اعضاء الوفد لم يروا شيئا مخيفا."
وأضاف بعدما قام فريقه بأول زيارة لحمص التي يسكنها مليون نسمة وتعد احد مراكز الاحتجاج الاساسية ضد الاسد "الحالة مطمئنة حتى الان... لكن يجب أن تنتبهوا ان هذا هو اليوم الاول ونحتاج الى وقت وفريقنا 20 شخصا وسيستمرون لوقت طويل في حمص."
ويبلغ العدد الاجمالي لفريق المراقبين 150 مراقبا ومن المقرر ان يصل معظمهم بنهاية الاسبوع.
ويقول معارضو الاسد انه أطلق العنان لقواته المسلحة للتصدي للاحتجاجات السلمية التي بدأت في مارس اذار وانه ينفذ منذ تسعة شهور حملة قمع لا هوادة فيها تدفع سوريا نحو حرب اهلية مع لجوء سوريين مناهضين للاسد الى حمل السلاح.
ويقول الاسد انه يكافح ارهابا اسلاميا من خارج سوريا. وتقول الحكومة ان اكثر من 2000 من أفراد الشرطة والجيش قتلوا في الشهور التسعة الاخيرة.
واستخدمت قوات الامن الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع لتفريق مظاهرة مناهضة للاسد في حماة احد مراكز الاحتجاج الكبرى الى الشمال من حمص والتي يعتزم المراقبون العرب زيارتها يوم الخميس. وورد ان ما لا يقل عن سبعة اشخاص جرحوا.
وأظهرت لقطات بثتها قناة الجزيرة على الهواء مباشرة يوم الأربعاء اطلاق للنار وتصاعد دخان أسود فوق شارع في حماة بوسط سوريا فيما كان عشرات المحتجين يهتفون "أين المراقبين العرب". وظهر في اللقطات رجل ينزف من رقبته.
وتشهد حماة تقريبا نفس مستوى العنف الذي تشهده حمص ولديها ارث مؤلم من المشاعر المناهضة للاسد. فقوات الرئيس الراحل حافظ الاسد والد بشار اقتحمت حماة عام 1982 وقتلت زهاء عشرة الاف شخص لسحق تمرد اسلامي.
واذكت انتكاسة المراقبين في حمص بسبب اعتراض السكان على مرافقة ضابط سوري لهم قلق نشطاء المعارضة من ان وصولهم الى المواقع سيكون مقيدا الامر الذي يعوق اجراء اتصالات دون قيود مع المحتجين ويحجب عنهم الابعاد الكاملة لحملة الاسد العنيفة.
وازعجت تصريحات الدابي التي تتسم باللين النشطاء المناهضين للاسد وبعض المسؤولين الغربيين الذين يخشون ان تنتهي البعثة باضفاء قدر من الاحترام النسبي على دمشق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو "قصر مدة وجودهم في حمص يوم الثلاثاء لم يسمح لهم بتقييم الوضع السائد هناك.
"ينبغي ان يتمكن مراقبو الجامعة العربية من العودة سريعا الى هذه المدينة الشهيدة وان يكون بوسعهم التنقل بحرية واجراء جميع الاتصالات الضرورية مع السكان."
اما روسيا وهي من الحلفاء القلائل الباقين للاسد ومورد السلاح الاساسي لسوريا فقد حثت دمشق على السماح لبعثة مراقبي الجامعة العربية بالتنقل بحرية في انحاء البلاد.
وقال وزير الخارجية سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري محمد كامل عمرو "يجب ان تكون البعثة قادرة على زيارة أي مكان في البلاد وأي بلدة أو قرية وان تخلص الى رأيها المستقل والموضوعي بشأن ما يحدث وأين يحدث."
وتظهر تقارير مصورة لا يتسنى التأكد من صحتها على نحو مستقل اجزاء من حمص تبدو مثل منطقة حرب. ويمكن سماع اصوات نيران البنادق الالية والقناصة باستمرار وترى جثث مشوهة جراء الانفجارات.
ويقول نشطاء ان نحو ثلث الذين قتلوا في الاضطرابات في سوريا منذ مارس اذار ويقدر عددهم بخمسة الاف لقوا حتفهم في حمص. وقتل العشرات في الاسبوع الاخير وحده واعتقل الالاف خلال الشهور التي سبقت توجيه الدعوة لمراقبي الجامعة العربية بزيارة سوريا.
وتحظر دمشق دخول الصحفيين الاجانب الامر الذي يصعب معه التحقق من الانباء الواردة من مناطق الصراع.
وقال نشطاء في حمص انهم عرضوا على البعثة مباني تحمل اثار الاعيرة النارية وقذائف المورتر وأشاروا لهم الى ما قالوا انها دبابات لكنهم لم يمكثوا معهم سوى ساعتين يوم الاثنين.
وقال "علقنا أملنا على الجامعة العربية كلها... لكن هؤلاء المراقبين لا يفهمون فيما يبدو كيف يعمل النظام ولا يبدو عليهم اهتمام بالمعاناة والموت اللذين تعرض لهما الناس."
ويمثل المراقبون اول تدخل دولي على الارض في سوريا منذ بدأت الانتفاضة. ويأمل المحتجون ان تدفع تقاريرهم بشأن الاحداث المجتمع الدولي الى التحرك ضد الاسد.
لكن اختيار الفريق السوداني ليرأس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية اثار استياء النشطاء الذين يشيرون الى تحدي السودان نفسه لمحكمة جرائم الحرب بشأن الصراع في دارفور.
وتقول الجامعة العربية ان الدابي يوفر خبرة عسكرية ودبلوماسية مهمة لبعثتها في أول تدخل من نوعه في الشؤون الداخلية لاحدى الدول الاعضاء.
لكن بعض نشطاء حقوق الانسان الدوليين الذين ينتقدون الخرطوم يقولون ان من المستحيل تصور أن يوصي ضابط سوداني كبير كان ضالعا في دارفور بتدخل خارجي قوي لوقف انتهاكات لحقوق الانسان في دولة عربية شقيقة.
ولا تظهر القوى الغربية رغبة في التدخل عسكريا في سوريا ويشهد مجلس الامن انقساما حيث تعارض روسيا والصين التدخل.
ويقول الاسد انه يقاتل نمرد ارهابيين مسلحين قتلوا الفين من أفراد الجيش والشرطة.
واذاع التلفزيون السوري اليوم نبأ افراج سوريا عن 755 شخصا احتجزوا خلال الاضطرابات ممن "لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين."
ويأتي الافراج عن المعتقلين في اطار اتفاق الاسد مع الجامعة العربية لنزع فتيل الازمة. لكن منظمة العفو الدولية تقول انه لا يزال هناك 15 الف سوري قيد الاعتقال